اطلقوا سراح الشاعرة

27.06.2016 04:49 PM

وطنكتبت أسرة التحرير في هآرتس

يفترض بمحكمة الصلح في الناصرة أن تبحث اليوم في استئناف الشاعرة دارين طاطور للتخفيف من شروط الاعتقال الذي تخضع له. طاطور، مواطنة اسرائيلية من سكان قرية الرينة في الجليل، محبوسة منذ ثمانية اشهر بسبب اقوال نشرتها على صفحتها على الفيس بوك وموقع اليو تيوب.

على مدى ثلاثة اشهر، كانت طاطور معتقلة في سجنين مختلفين، وفي الاشهر الخمسة الاخيرة تخضع لاعتقال منزلي كامل حتى انتهاء الاجراءات القانونية في شقة اضطر أخوها الى استئجارها لها في كريات اونو بعد ان اجبرتها المحكمة على الجلاء من قريتها. وتربط ساقها بقيد الكتروني. لقد اعتقلت طاطور في بيتها بعد ان اجتاحت البيت قوة غفيرة من الشرطة في منتصف الليل، وكأنها مجرمة خطيرة.

لقد جرت هذا الاسبوع في ارجاء البلاد عدة احداث احتجاجية ضد اعتقالها، ولكن حقيقة أن شاعرة تقضي في السجن بسبب نشر قصيدة لها أو اقوالا كتبتها لم توقظ حتى الان صدى جماهيريا واسعا بما فيه الكفاية في اسرائيل، مثلما كان مرغوبا فيه ان يحصل. اما في ارجاء العالم فقد اثار اعتقالها احتجاجا اوسع.

وكانت احدى الادلة المركزية ضد طاطور هي قصيدة “قاوم يا شعبي، قاومهم”، التي كتبتها. وقد ترجم القصيدة في المحكمة الشرطي المترجم “ل”. وغدت القصيدة المادة 5 في لائحة الاتهام التي رفعت ضدها، وعليها انها محبوسة منذ ثمانية اشهر. طاطور متهمة بالتحريض على العنف. وموجز اخباري نسخته عن موقع الجهاد الاسلامي عرض كدليل على تأييدها لمنظمة ارهابية.
في مقابلة مع جدعون ليفي في “هآرتس″ قالت طاطور قبل نحو شهر انها تعارض العنف. “من حقي ان اسأل لماذا قتلتم من قتلتم. لا يوجد قانون في العالم يحظر علي ان اقول رأيي. انا ضد الارهاب، وبالتأكيد انا ضد الارهاب”، قالت.

طاطور هي معتقلة سياسية بكل معنى الكلمة، محبوسة على الاعراب عن رأيها وعلى شعرها. هذا وضع لا يطاق في دولة قانون تدعي بان تكون ديمقراطية. اراؤها وشعرها، مهما كانت متطرفة وغير مقبولة، مسموح لها أن تعرب عنها وتنشرها. هذا ما يسود في الدول الحرة. مسموح بالطبع ايضا القول انها لو كانت يهودية لما نكل بها جهاز فرض القانون هكذا.

ان مجرد رفع لائحة الاتهام ضد طاطور يثير اسئلة صعبة جدا عن حرية التعبير في اسرائيل، وفي كل حال فان العقل لا يحتمل استمرار اعتقالها حتى استيضاح قضيتها في المحكمة. من حق طاطور ان تكو حرة طالما لم تدان في القانون، وكذا نفيها عن قريتها ليس معقولا.

لا يمكنني أن اعيش دون الشعر”، قالت طاطور لـ “هآرتس″ في مكان اعتقالها، “يريدون ان أتوقف عن الكتابة، أن اكون شاعرة بلا قلم وبلا مشاعر”، محظور ان يحصل هذا.

هآرتس   27/6/2016

تصميم وتطوير