أرباح الاتفاق الاسرائيلي التركي وخسائر الأخرين

27.06.2016 06:15 PM

وطن: كتب  عامر أبو شباب

ينظر السُذج الى الاتفاق بين تركيا أردوغان واسرائيل نتنياهو من زاوية المصلحة الفلسطينية والموقف من حركة حماس، متناسين أهم قواعد السياسة والعلاقات الدولية القائمة على المصلحة وتوازنات اللحظة السياسية التي يعمل المتفاوضون على استغلالها أو تلافي نقاط ضعفها.

الاتفاق التركي الاسرائيلي وليد مخاض سياسي وتقلبات اقليمية متسارعة، وتوازنات دولية ناشئة ومصالح بين بلدين لها ماضي مهم وتنظر للمستقبل بحسابات ذكية،فأردوغان ليس عضو في مكتب حماس السياسي ولا في منظمة التحرير، بل هو عضو في الحلف الأطلسي ورئيس دولة سياستها الخارجية انتقلت من صفر مشاكل إلى أزمات متعددة.

دعونا بعيدا عن الكلام الحالم والشعاراتية الفارغة ننظر للاتفاق كمصلحة تركية خالصة ومكسب اسرائيلي اضافي أنجزته ظروف ومصالح ومفاوضات عميقة، وليس مطلوب من تركيا الدفاععن غزة التي يخنقها الغباء والجهل السياسي الفلسطيني والأنانية الحزبية المطلقة.

تركيا ذهبت للاتفاق مع اسرائيل لاستبدال خسائر بأرباح محتملة أبرزها القطيعة مع الغاز الروسي، وتوجه بوتين لدعم الأكراد وتحريك ورقتهم، والاستفادة من غاز البحر الأبيض المتوسط بين فلسطين المحتلة وتركيا وقبرص الموالية لها، قبالة الشواطئ الفلسطينية والسورية، واقامة تحالف المتضررين من عودة نظام الأسد، وتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري مع اسرائيل، وتعزيز موقف انقرة في الحلف الأطلسي، والضغط على أوروبا.

المكاسب التركية:
1-  استعادة تحالف رابح مع دولة قوية في الشرق الأوسط.
2-  اقامة علاقة عسكرية واستراتيجية قادرة على حصار نظام الأسد
3- الحصول على الغاز الاسرائيلي بدلا من الغاز الروسي
4- مواجهة العلاقات المتنامية بين مصر واليونان وقبرص
5-  شراكة متضررين من المواقف الاوربية الضاغطة على تركيا جراء أزمة النازحين السوريين.
6-  تعزيز شراكة إقليمية قوية في مواجهة التمدد الإيراني في سوريا والعراق.
7-  الاستفادة من الخبرات الاسرائيلية الأمنية في مواجهة تنامي هجمات الاكراد.
8-  اتفاق ينسجم مع المساعي السعودية- الخليجية للاستفادة من العداء الإسرائيلي لإيران.
9-  زيادة التأثير في الملف الفلسطيني عبر نفوذ متنامي في غزة والعمل على ايذاء الوصاية المصرية.
10- تطوير التبادل التجاري مع اسرائيل.
11- الاستفادة من سوق قطاع غزة الجائع خاصة الاسمنت ومواد البناء والسلع الاستهلاكية.
12- الاستفادة من الخبرات التقنية العسكرية-الأمنية لدى الجيش الاسرائيلي لمواجهة نشاط الاكراد أو داعش مستقبلا.
13- إنهاء خلاف معطل للمصالح بعد 6 سنوات من حادث مرمرة.

الأرباح الاسرائيلية

أما الحكومة الاسرائيلية فذهبت للاتفاق مع تركيا وهي أقوى في الموقف التفاوضي وعملت على زيادة أرباح اسرائيل ودفع مخاوف وتعزيز دور اقليمي مؤثر.

1- تخلصت اسرائيل من ضغط تركي يمكن أن يجر قادة جيشها في المحاكم التركية والدولية.
2- شرعنة استيلاء اسرائيل على غاز البحر المتوسط خاصة قبالة غزة وسوريا.
3- تعويض السوق المصرية التي تقترب من استخراج غازها الوفير وفتح سوق جديد من خلال تصدير الغاز الى تركيا.
4-  ايجاد تحالف اقليمي ضاغط على النظام السوري الذي بدأ يستعيد حضوره.
5-  تعزيز الحاجة لإسرائيل في الاقليم خاصة في اطار محور مواجهة القوة الايرانية المتوسعة في سوريا والعراق.
6-  تعزيز فصل قطاع غزة عن الكيانية الفلسطينية وايجاد متنفس اخر غير البوابة المصرية المغلقة بشروط سياسية.
7- التخفيف من اسطوانة حصار 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة والحد من الأصوات الأممية والدولية المطالبة بإنهاء الحصار.
8-  ترسيخ مفهوم السلام الاقتصادي بدلا من السلام السياسي القائم على اقامة دولة فلسطينية في حدود 1967.
9-  التحالف مع عاصمة اسلامية هامة سيكون لصالح الرؤية الاسرائيلية في التعامل مع مدينة القدس المحتلة.
10-  الاستفادة من علاقة تركيا بحركة حماس لكبح جماحها واقصاء أدواتها العسكرية لجهة ترويضها سياسيا بما يخدم رؤية اسرائيل نحو غزة مستقرة ومقيدة.
11- نسج علاقة ثنائية مع دولة اسلامية كبيرة دون الحاجة للقبول بالمبادرة العربية التي تعد بالتطبيع مقابل السلام والدولة الفلسطينية.
12- تعزيز تعاون استخباري مهم في منطقة ملتهبة والمعلومات التركية الوفيرة حول الوضع في سوريا والعراق.
13- امتلاك ورقة تفاوضية رابحة في اطار العلاقات الاسرائيلية– الروسية.

مهم جدا تزامن توقيع الاتفاق الاسرائيلي التركي مع قرارات اسرائيلية حادة في المسجد الأقصى، ومحاصرة التواجد الفلسطيني هناك، كما يجب التأكيد على أن المصالح التركية – الاسرائيلية قد تتعرض لتغيرات وتشنجات لاحقة لكن ذلك لا يؤثر على متانة العلاقات والمصالح بين البلدين.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير