تكريس دين إسلامي وهمي بأميركا

28.06.2016 10:34 AM

كتبت: ربى مهداوي
من الملاحظ ان المسلسلات الرمضانية قد ركزت في مضامينها على صراع الأديان الذي بات المحور الأساسي في المعادلات السياسية داخل مجتمعاتنا العربية والأوروبية والأمريكية، فقد اشرنا خلال المقال السابق تحت عنوان "شعره واحده" ان هنالك قضايا على مستوى حياتنا اليومية تشير لحلبة صراع الوجود الديني السياسي هذا، ليس فقط لمرحلة ما بعد الحداثة وانما ضمن تغيرات صراع القوى العظمى.

في هذا المقال نريد ان نشير الى سياسة التدين التجاري الدولي من خلال بعض المؤسسات الإسلامية بأميركا الساعية نحو اثبات الدين الإسلامي بأركانه و تطبيقاتها الوهمية حسب اجندتهم العامة لمصالح افراد وجماعات يدّعون التدين، لندخل في تفاصيل تلك الصراعات، فعلى سبيل المثال : هنا في اميركا ترتدي بعض المؤسسات الدينية عباءة ادعاء محاربة الفقر من خلال جمع التبرعات -تحت مبدأ الصدقات ومساعدة الاسر الفقيرة و المحتاجة- بملايين الدولارات، دون وجود أي رقابة على ذلك من قبل الحكومات العامة، خاصة انها تأتي الصدقة تحت شعار المساعدة الداخلية والخارجية على حد سواء( لندخل في العمق اكثر)،هنالك مؤسسة إسلامية جمعت بما لا يقل عن مليونين دولار تحت عبارة مساندة الفقير في رمضان، ولو دخلنا لأروقة جدرانها وطرح السؤال ، ما هو طريق تلك الصدقات والتبرعات ؟، لنبدأ من زاوية الرواتب "العالية" فمن يعمل في مكتب الاستقبال يتقاضى 5000 دولارا شهريا غير المكافأة السنوية والحوافز، واذا اردنا ان نحصي مدى قوة تلك المؤسسة من حيث التشعبات الفرعية لها في اميركا فهي تحتوي على ما لا يقل عن 7 مكاتب في مختلف الولايات الامريكية والتي تحتضن بما لا يقل عن 5 موظفين في كل فرع ابتداء من راتب 5000 دولار واكثر ، هذه المؤسسة تجمع أموالا طائلة من خلال حفلات رمضانية (هدفها جمع التبرعات) تبيع بها الطاولة على الفرد بما لا يقل عن 50 دولار وتكلفتها من حجز القاعة ولوازمها والاكل بما لا يقل عن 10000 دولار مع العلم ان هذا النشاط يتكرر بما لا يقل عن 5 مرات في كل ولاية سنويا.

تعمل هذه المؤسسات على نشر الدين الإسلامي ظاهريا ودمج الشباب ضمن الثقافة الإسلامية عبر أنشطة دينية تتضمن الصلاة والمواعظ الدينية في الوقت الذي انتشر في المجتمع الإسلامي الأمريكي شبابا يؤمنون بعلاقة الرجل للرجل، تحت مظلة ثقافة اميركا، لن انس هذا الموقف عندما شاهدت بعيني وسمعت باذني شاب من دولة س يتبرج مثل المرأة ولم ادرك انه رجل الا بعدما سمعت صوته واستفسرت عن هذا المنظر الفاجع لأتذكر حينها معاناة المؤسسات والجوامع في اميركا وهي تبذل جهدها بجمع المال تحت شعار الحفاظ على الإسلام؟!!!! من الواضح انهم يقصدون فئة من ترتفع أعمارهم عن 50 عاما!!! ، يبدو ان هنالك انشغال فائق في تلك المؤسسات عن خطورة الانحراف المجتمعي العربي المتعايش في اميركا- حسب ما يرددون انه غير مقبول دينيا- والانحصار فقط في تجميع المال التي هي جزء من لقمة العيش الهنية لهم!!!!!واهمال الوعي الديني في ساحات الجوامع التي تبت بأمور وتبتعد عن أمور أخرى ، ولم يكتف الامر بهذا، فهنالك ممارسات غير أخلاقية تعم بعض افراد المجتمع العربي الأمريكي خاصة بما يتعلق بالشذوذ الجنسي خاصة المتزوجون من الرجال، وقد اكدت دراسات أمريكية ان ثقافتهم أصبحت تنتشر في داخل الجاليات الأجنبية بأميركا بنسبة 90% سواء بالوعي او بدون وعي بما يمارسونه، لا سيما من يدعون انهم رجال دين !!!؟؟؟؟؟؟.

واذا اردنا ان نركز على المؤسسات العربية الامريكية الداعمة والمساندة للدول النامية ماليا والتي سنطرحها في المقال القادم مع أسماء تلك المؤسسات والتي تقدم خدعه ذكية باستغلال الأوضاع سواء في فلسطين او سوريا لما تنحصر على تجمعات مالية وهمية تستغل جهل الاعلام العربي والدول والحكومات من جهة او انها مدعومة من جهة أخرى لتحتل مركزية معينة تبني عليها وجودها والخراب معها في وقت واحد.

لم تكتف تلك المؤسسات بجمع المال تحت مظلة الفقراء وانما اخذت دور البطولة في دعمها المادي حكوميا أمريكيا حتى تبقى جارية الوجود وحتى لا يتوجه لها اي سؤال عن اجندتها، والتي باتت مكشوفة في العالم العربي والعالم بأكمله بخدعتها السياسية تلك!!! لتستوطن اميركا ضمن الادعاء بانها ديمقراطية والتي هي أساسا عنصرية تمنع النساء بالعمل لديها الا بزي رسمي حسب فكرها المحدود بارتداء الحجاب جبرا ، وكأنها تبني حكومة دينية خاصة بها تحت وطأة العمل بثقافة متقدمة مستدامة ظاهريا وهي باطنيا هدفها فقط سياسة بقاء ينابيع المال متجدده لإسقاء عطشهم.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير