طلاق الحكومة .... أفضل الحلال عند الشعب - كتب: بسام زكارنة

28.06.2016 02:59 PM

الزواج  في اللغة العربية يعني الاقتران والازدواج فيقال زوج بالشيء قرنه به.

يبدأ الزواج بعقد شفوي وكتابي على يد سلطة دينية أو سلطة مدنية  أو مجتمعية. وعادة ما يستمر الارتباط بين الزوجين طول العمر، وفي بعض الأحيان ولأسباب مختلفة يفك هذا الرابط بالطلاق  بتراضي الطرفين أو بقرار من طرف آخر كالقضاء أو المحاكم بالتطليق أو فسخ العقد.

قصتنا ان  ( ذوي  العروس ) دقه قديمة  لم تصل بهم الامور لإعطاء العروس فرصة التعرف على العريس  ومنح الظروف لاختيار الزوج بطريقة مدروسة ومخطط لها ،   بل هناك ظروف لا نعلمها من داخل العائلة او خارجها او قناعة كبيرها  او اركانها او الجيران ، احيانا ممكن ان يتم اعتماد الزوج( رئيس الحكومة) من اول نظرة ، لو قلنا العائلة فتح  يعني   (  قرار الزواج ليس من خلال لجنتها المركزية او مجلسها الثوري او يعرض على كتلتها البرلمانية من خلال الدراسة والتصويت الداخلي ولو للاسترشاد باعتبارها   الحزب الحاكم بعد الانقسام وبشكل واقعي وحقيقي  ودقيق فتح حتى لا تختار من يمثلها في الحكومة) .

مع ذلك لا ننكر أحياناً ان  كبير العائلة ومستشارين (من فتح وغيرها عشوائياً )  ووالد العروس في بعض الأحيان يختاروا بطريقة تقليدية ( يزوجوا  العروس عريسها بدون ما تشوفه ولا تعرفه) والوالد  وكبيرهم بالضرورة يسعى نحو الافضل وتحقيق السعادة للعروس وذويها  وتحسين العلاقات مع العائلات والقبائل الاخرى  ولديه اعتبارات مفهومة،  ولكن تجري الرياح  بما لا تشتهي السفن، التجربة للعروس  وذويها  هم الحكم على اداء الزوج  من خلال تنفيذه لأصول  الزواج واحترام الشرائع المعتمدة والمعاملة الحسنة وتوفير الحياة الكريمة و الاقتصادية والاجتماعية التي تحقق السعادة للعروس  وذويها وليس لوالدها وأقطاب العائلة  فقط .
وهنا نؤكد على الجانب الشخصي انه بعيد كل البعد عما نقصده--- اي الوظيفة والاداء لها من قبل الزوج المقصود هي معيارنا ومحور حديثنا .

نحن في فتح زوجنا د .رامي الحمد الله عروسنا ( حكومتنا) ليقوم بهذه المهمة ولو بنسبة ٥٠٪ في ظل الظروف الصعبة  ونعلم انه   معروف لمن اختاره انه رئيس جامعة وتكنوقراط وحاصل على شهادات عليا من بريطانيا والامل  من خلال هذه المؤهلات  انه يحقق السعادة للعروس وذويها وأقاربها  وأصدقائها وجيرانها ويحقق صورة مشرقة خارجية للقرى المجاورة والبلدات في مواجهة حملات الاعداء.

باختصار ما حصل ان العريس  لا علاقة له بالزواج نهائياً،  فهو  لم يوفر ادنى الظروف الاقتصادية للزوجة ولا للأولاد واخفق وأهمل وتجاوز في اغلب التزامات العروس وازعج ذويها ، وبدلا ان يمنح العروس فقد   فرض  عليها مهر ولباس ومؤخر ومنزل وسيارة مصفحة وسيارات  ومرافقين  بالعشرات  ( ضرائب  بكل الأشكال دون شرع ولا قانون) ، ولم يعطي العروس وذويها اي مجال للعلاج  الصحي ،  حتى الولادة تتم من خلال الداية  ( من تساعد في ولادة النساء ) ومنع من ادخالها للمشافي بحجة توفير مصروف  الاولاد وإطعامهم   وتعليمهم وأحيانا او غالبا يستفيد الاقطاب والحيتان بارسال زوجاتهم للمشافي حيث كان وما زال لهم الفضل بالزواج من العروس المميزة وابنة العائلة الكبيره في القرية  ، فمات من مات من اولادها  دون حس او خبر من محيطها  بسبب الاهمال   والتقصير بالعلاج  ، و للاسف أيضاً لم يوفر الزوج  الحقوق الاساسية للأولاد في التعليم فقد منعوا من المدارس الحديثة  وأرسلو للكتاتيب ( مُدرس في الجامع  قديماً ) فلا يريد ان يعطي  المدرسة و المعلم حقوقه، وبالعكس يعتقله ويمنعه من التعبير عن حقوقه ويجبره على التدريس  غالباً شبه المجاني مما ينعكس كثير على الاولاد، ذوي العروس أُستهدفوا بشكل مباشر وخاصة من يدافعوا عن حقوقها  وواجبات العروس المنصوص عليها شرعاً وقانوناً، و تم قمعهم  باستخدام بعض  كبارهم واقرباءهم المستفيدين، فقد إعتبرَ   أخاها  ليس شرعيا وعمها غير مسلماً وخالها شيعياً واعتقل ابنها الأصغر واتُهم داعشياً وطٓردٓ  معظم أقاربها ولم يسمح لهم حتى زيارة العروس ( فتجد التعينات في الحكومة بلا حسيب او رقيب ودون مؤهل وكإن الشعار  الرجل غير المناسب في المكان المناسب - المهم لا علاقة لهم بذوي  العروس ).

واخطر ما اقلق ذوي العروس ان لا كبير ولا شيخ  ولا مرجع لحل خلافتهم ،  فالشرع والقانون لا دور لهم ، وذوي العروس معظمهم تحت التهديد المستمر وأبوابهم مغلقة .

وحتى نكون واضحين  وبشكل ادق فاننا  نقصد بشكل  واضح واشمل ذوي العروس ( الحكومة) هم الشعب وليس فتح فقط ، فقد لاحظوا البطالة والفقر وانعدام الديمقراطية وقمع الحريات وغياب القانون والشفافية  واستهداف المعارضين فرداً فرداً وفي حياتهم الشخصية   من قبل الزوج ( رئيس الوزراء ) القدس وغزة خارج المعادلة  تقريبا  فالقدس  معظم مؤسساتها تعطلت وبلا موازنات ولا دعم ولا تسهيلات  للصمود امام  ضرائب المحتل وهناك الكثير ، وغزة  حدث ولا حرج لا تعينات ولا ترقيات ولا معبر ولا أٓمن  ولا حقوق للموظفين والطلاب بلا مستقبل فلا امكانية للالتحاق بجامعاتهم في الخارج والعسكرين يحرموا من علاوات الاشراف ، ويخصم من الموظفين بدل كهرباء لأقاربهم  بلا قانون ،  والبيوت المدمرة ما زالت تنتظر الإعمار  ، ويسمع اهلنا في غزة أرقاماً   من الزوج و لا يجدوا نصفها نُفذ على الارض ،  والزوج مسؤول عنهم رغم الانقسام  وفق القانون فهم ركن اساسي من ذوي العروس   ،  لكنه لا يكترث و مستمر بسياسته ضد   ذوي العروس   هنا وهناك وهم  جميعاً يسالوا اين التشريعي  ودوره الرقابي  ....واين ديون الرقابة وتقاريره؟؟؟؟!!! ...، واين دور هيئة مكافحة الفساد وجهدها الذي كان ظاهراً  !!!!؟؟؟.  واين المحاكم .... ؟؟؟ واين العشائر  ؟؟؟ ففي عهد الزوج الخالي اختفى كل شي رقابي !!!!!وهل يعطي الزوج مساحة حرة لهم ليفعلوا ؟؟؟؟ وان فعلوا هل يلتزم بقراراتهم ؟؟؟ ومن يلزمه او يمنعه  !!؟؟؟!!

اما والد الحكومة ( الرئاسة وفتح ) فإنها  تحمل كل  وزر وسلبيات وممارسات الزوج  ، فقد ادركوا او بعضهم ادرك على الاقل   ان الزوج  ضعيف  جداً  وبلا خبرة وتجربته قليلة وغير مهني   وشخصي كثيراً وبالعكس ينقل كل مشاكل العروس ( الحكومة مع الشعب) للوالد ويقف متفرجاً ( جبناك يا عبد المعين تعيين  .... )  كما حدث مؤخراً في ثورة الكرامة للمعلمين ،  حيث من واجه المعلمين هي  فتح ممثلة بلجنتها المركزية وكل الاقاليم  وأنهيت ثورتهم بنداء الرئيس رغم عدم تحقيق مطالبهم والزوج وهو الطرف والخصم والمسؤول بقي متفرجاً  ، وقبلها اغلاق  اكبر النقابات في الوطن  حيث وضعت الرئاسة  في وجه الموظفين وحُملت مسؤولية القرار بالحظر، ( وللتاريخ رغم انها اضعف حكومة يواجهونها فقد صمت  الموظفين خوفاً من استغلال طرف خارجي  تحركاتهم سياسيا ، فهم الجزء الأصيل والشريك الاساسي في هذه السلطة وبنوها بالدم في الوقت الذي كان معظم اقطاب الحكومة يعيشون حياتهم بعيدا عن الوطن ، فهيبة زعيمهم وهيبة حركتهم  من هيبتهم ففضلوا الصمت وكظم الغيط امام المصلحة العليا  ولكن غضباً في صدورهم والزمن كفيل بعلاجها  ) ، ثم ممارسات بعض المسؤولين  داخليا والسفراء خارجيا  كلها تشوه فتح ومرجعياتها والرئاسة والزوج ينعم بنعم الزوجة  ، فالاصل ان ترفع  و تُحسن الحكومة صورة شعبها وتخدمه وتحقق رضاه  لينعكس إيجابياً على  صورة فتح  والفصائل ورئاستها امام شعبهم  أولاً  وامام العالم ثانياً  وتساعد الرئيس في همومه ومسؤولياته  ثالثاً كما هو نص القانون الاساسي وليس مِنْه منهم ، لا ان تضع كل ضعفها وعجزها  ومشاكل الزوج الشخصية في حجرهم ويضرب تاريخهم  و صورتهم امام بعضهم وامام شعبهم  ،  والادهى اذا حاولت فتح التدخل لطلب خدمة للشعب  او لفرد مظلوم  في وقت الرخاء فان الزوج لا يعتبر فتح موجودة!!!! ويطلب منهم  ... قائلاً لهم مهمتكم  اسكات الاصوات المكبوتة والمقهورة   .!!!!

من كل ذلك  ومن خلال ما شهدناه من تحركات شعبية عارمة من معلمين  وعمال و موظفين  ومهندسين وتشريعي وثوري وفصائل ولمصلحة الوطن وبناءه والسير به نحو  المستقبل وبناء مؤسسات قوية والجاهزية لدولة يعتز بها الشعب والعالم ،  و التفرغ لمواجه الاخطار السياسية والاستيطان  التي تواجه شعبنا وتواجه القيادة فان الافضل تلبية مطلب  معظم الشرائح من هذا الشعب العظيم الخلوق الجبار والمنتمي  والصابر فهم ذوي  العروس ( الحكومة) يناشدون ويصرخوا وبصوت عالٍ  ان أبغض الحلال عند الله الطلاق  ...... ولكن افضل الحلال عند الشعب ...طلاق الحكومة ...وأجزم  ان طلبهم طلاق بائن بينونه كبرى من الحكومة  لا رجعة فيه !!!! شعبنا لا يكترث بالاسماء .... ولا يقصدها ...همه الوحيد السياسات والبرامج والخدمات   ....والمسؤول اما ان يعتدل او يعتزل.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير