مُستشرق إسرائيليّ: داعش تتعامل مع النظام التركيّ على أنّه كافر

01.07.2016 05:48 PM

وطن: كتب زهير أندراوس:

قال المُستشرق الإسرائيليّ، د. رووفين بيركو، إنّه حتى الآن لم تتحمل أي منظمة المسؤولية عن العملية في اسطنبول، مُوضحًا أنّه في ظل عدم اليقين، يمكن أنّ العملية تمت على أيدي الخلايا السرية الكردية. ولفت إلى أنّه قيل الكثير في الساعات الأخيرة عن داعش.

ولكن على خلفية تأييد تركيا المتواصل لـ(داعش) كذراع تابعة لها، في التشغيل عن بعد ضدّ الشيعة في العراق وإيران وسوريّة، هل يمكن أنْ يكون التنظيم هو الذي يقف من وراء العملية؟ وتابع قائلاً، كما أفادت صحيفة (إسرائيل اليوم) إنّه يبدو أنّ الفترة الزمنية القريبة بين العملية في اسطنبول وبين العملية التي نفذها ثمانية انتحاريين ضدّ حزب الله ومواطنين مسيحيين، والتي نفذت من قبل داعش في شمال البقاع اللبناني، ليست صدفة. وبرأيه، يمكن أنْ يكون ذلك ينبع من الضائقة التي يمر فيها داعش الذي عمل في أكثر مكان وفي عمق أراضي أعدائه البعيدين في تركيا ولبنان من اجل تخفيف الضغط في سوريّة والعراق.

ورأى أنّ احتمال أنْ يكون داعش هو وراء تنفيذ العملية في اسطنبول، يزداد على ضوء العمليات السابقة في تركيا، والتي حملت بصماته. ويضاف إلى ذلك، أوضح بيركو، التحذيرات التي جاءت من البريطانيين مؤخرًا وحقيقة أنّ التنظيم هدد بشكلٍ علنيٍّ تركيا.
وأشار الخبير الإسرائيليّ أيضًا إلى أنّ جهود تركيا اردوغان الذي هو من “الإخوان المسلمين” للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي “الصليبي” مرفوضة في نظر الإسلاميين. كما أنّه، وفقًا له، فإنّ اتفاق المصالحة التركي مع إسرائيل أمر مقلق بالنسبة إليهم لأنّه يعني إهمال الحلم الامبريالي الإسلامي وحلّ وسط تركي، مقابل إهمال مشروع داعش.

وأردف قائلاً: الإخوان المسلمون وحماس في صالح البراغماتية التركية، سياسيًا واقتصاديًا، لكنّ الأحلام شيء والواقع شيء آخر. وبرأيه، من سياسة “صفر احتكاك” مع دول المنطقة تورط اردوغان تقريبًا مع جميع جيرانه، الرئيس التركي يوجد الآن بشكل علني إلى جانب العرب السنّة ضدّ الرئيس بشار الأسد الـ”علوي” وضدّ التحالف الشيعي لإيران وحزب الله، الذي يحصل على المساعدة من روسيا، التي توجد بينها وبين تركيا أزمة منذ إسقاط الطائرة الروسية.

ولفت أيضًا إلى أنّ العملية الأخيرة تؤكّد على أنّه بالرغم من هذه السياسة، إلّا أنّ التغيير للأسوأ في سياسة تركيا في نظر الإسلاميين هو “كفر”، وهو يعني هدر دماء قادتهم ومواطنيهم، على حدّ تعبيره. وأضاف أنّه مثل داعش المهمل، مرت حماس بتغيير مشابه في علاقتها مع مصر بعد أنْ كان الرئيس مرسي يدعمها حتى تم إسقاطه، وتعمل حماس كـ “مفترسة” إلى جانب داعش في العمليات ضد مصر، لا سيما في سيناء منذ انتخاب الرئيس السيسي، ومثل المساعدة المصرية لحماس في عهد مرسي، كانت المساعدة التركية لداعش بطرق ملتوية، وشملت المساعدة شراء النفط بمبالغ باهظة من نشطاء التنظيم والتعاون في موضوع تزوير الدولارات الأمريكية ومساعدة تركيا بالنار ضدّ الأعداء، مساعدة في تهريب قوافل السلاح، وإرشاد المقاتلين والممر المفتوح من الأراضي التركية للمتطوعين المقاتلين في العراق، ايضا مساعدة المتسللين العائدين إلى أوروبا.

رغم ذلك، قال الباحث الإسرائيليّ، ففي امتحان النتائج، يتبين أنّ داعش يتعامل مع النظام السني التركي على أنّه كافر، لذلك فإنّ كل وسائل إسقاطه مُجازة. وأوضح أنّ الحديث هنا ليس عن خيانة من قبل داعش، بل عن الشيفرة التشغيلية الإسلامية لـ”التكفيريين” (اولئك الذين يعتبرون مسلمون آخرون كفار، ويهدرون دماءهم)، هذه هي الشيفرة التي عمل بحسبها خالد الاسلامبولي من الاخوان المسلمين حينما قتل الرئيس السادات بسبب اتفاق السلام مع إسرائيل. ولفت إلى أنّ تحليل دروس هؤلاء المتطرفين للتاريخ الجغرافي والإرث الذي أبقاه النبي محمد (ص) وخَلَفه الصالح، هو الذي يحرك القوة الشيطانية لداعش وأمثاله. في جهود إعادة القوة الإسلامية العالمية، يعملون من خلال العنف الدموي ضدّ “الكفار”، كما فعل الإسلام ضدّ المظاهر الانفصالية للتيارات العرقية والقومية والقبلية التي أجبرت على الانضمام إلى الإمبراطورية الإسلامية. وخلُص إلى القول إنّ داعش وأمثاله يقومون بعلاج العدو “القريب” جغرافيًا، وبعد ذلك “البعيد”، ويعتبرون أنّ أعداءهم خارجين على الإسلام أو عائدين إلى الكفر “المرتدين” الذين حكمهم الموت. وهذا يشمل الجماعات التي انفصلت عن السنة، (الدروز والشيعة).

رغم أنّ المسلمين أمروا بالانصياع للسلطة التي تسمح بـ “الخدعة” لابن تيمية بتحديد أي خصم سياسي، بما في ذلك السلطان التركي السني اردوغان – كسلطان ظالم، ومن هنا فإنّ الطريق إلى العمليات والى جهنم الإسلامية، قصيرة، وهذا ما يسمى “الربيع العربي”، على حدّ قوله.

رأي اليوم

تصميم وتطوير