لا يا فتح

23.07.2016 07:29 PM

كتب: إياد الزيتاوي

بدون أي مقدمات،  أدعو حركة فتح إلى الامتناع عن المشاركة في الانتخابات المحلية وذلك للأسباب الآتية:
1. على صعيد التعبئة والتنظيم، فتح غير جاهزة بعد للمشاركة في الانتخابات وهو السبب ذاته الذي يؤجل لأجله إنعقاد مؤتمرها السابع. الحركة دائمة الانشغال في متابعة  تعثر الملف السياسي والتطورات الإقليمية ومواجهة التعنت الإسرائيلي، لذلك لا أعتقد أن الملف الداخلي - باستثناء الجانب الأمني - يحظى باهتمامها الكافي.

2.  فتح بحاجة الى إعادة ترميم شعبيتها لا لاختبارها، وتجنب أخطاء الانتخابات الماضية، عندما واجهت بمفردها العائلات والمستقلين. كما يمكنها دون المشاركة أن تمنح كوادرها، على مستوى المناطق والمواقع، هامش حركة لا بأس فيه للتعامل مع العملية الانتخابية، وبالتالي بناء تحالفات تدعم من يخدم الناس ويشرف على مصالحهم وهمومهم.

3. قرار عدم المشاركة يحمل في طياتة رسالة إلى كوادر الحركة وعموم أبناء شعبنا والعالم، مفادها؛ أن فتح تمر في مرحله تقييم وإعادة تجميع للطاقات وصياغة برامج عمل جديدة تراعي التطورات الحاصلة في كافه المجالات، وبأن الحركة مصممة على حماية النهج الديمقراطي لتكون على أتم الجهوزية لاستحقاق الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتوازي مع استمرارها في مشروعها النضالي حتى نيل الحرية والاستقلال.

4. ضرورة عدم المبالغة من أهمية الانتخابات المحلية وتسييسها في ظل الظروف الراهنه، على أن يتم التركيز أكثر على أهمية تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وحصر دور الهيئات المحلية كما ورد بالقانون، بالإضافة إلى الحد من فرصة قيامها بدور سياسي في ظرف ما وبالتالي العودة الى الوراء. 

5. الابتعاد عن التجاذبات السياسية وتجنب تعميق الانقسام وما يرافق الانتخابات دون توافق وطني من اتهامات وحديث عن الاعتقال السياسي والملاحقة والتضييق وهو أمر متوقع كلما اقتربنا من موعد الاقتراع.

لا أجد مبررا لإصرار حكومة الوفاق على إجراء الانتخابات المحلية، ولا لموافقة حماس على المشاركه فيها، وكذلك احتمالية مشاركة الجهاد الإسلامي، فالأولى تكثيف الجهود لإنهاء حالة الإنقسام وتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية وفقا لاتفاق وطني، وتجنيد المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال للسماح بذلك، لا ان نرضى بخوض إنتخابات جزئية تحت راية الانقسام ودون القدس. وعليه، إذا لم تتراجع الحكومة عن قرارها، فعلى حركة فتح أن تقرر عدم المشاركة وفقا لمصالحها وما يتوافق مع رؤيتها وأولوياتها الوطنية، وإلا فإن الأسوأ قادم، وأعتقد أن عواقب ذلك سيجعل من حركة فتح فريسة للترهل التنظيمي وغياب القيادة ناهيك عن المؤامرات المتوالية التي تتعرض لها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير