عبد الناصر ليس انقلابيو اتاتورك

23.07.2016 10:15 PM

وطنكتب جبريل محمد

حاولت تصفح اكثر من موقع عربي في ذكرى الثورة العظيمة (23 يوليو) واصر انها ثورة، رغم كل منفلتي العقال ممن ربوا الدواعش حتى سمنوا واطلقوهم في البرية العربية،  نعم انها ثورة اختارت ان تقف في وجه الاستعمار والاستغلال، وان تقف الى جانب الفقراء، نقصتها الديمقراطية نعم ولكن عوضت عن ذلك بانتشال الفقراء من فقرهم، وباستعادة هيبة مصر ومكانتها، وبالتصنيع، وقيادة مصر لاكبر تحالف دولي هو دول عدم الانحياز.
وفي ذلك الحين لو وضع ناصر نفسه في ميزان الانتخاب امام اي منافس لكسبها بفوز ساحق، فالفعل الثوري على الارض كان يزكي نجاحه.

هذا هو الفرق بين انقلاب الترك على اردوغان وهو انقلاب في نفس المعسكر المرتبط بحلف شمال الاطلسي، وبين ثورة 23 يوليو التي بفعل اعلانها لمناهضة الاستعمار وبحركة التأميم كسبت اعداء كثر سواء من الامبريالية العالمية او من الاحتلال الصهيوني او من آل سعود ورجعيات عربية اخرى، فيما تبقى امريكا كاسبة سواء بقي السفاح اردوغان ام طار وحل محله جيش اتاتورك المرتبط بقاعدة انجرليك، هنا يتم حساب الفرق بين البقاء في فلك الامبريالية العالمية وبين الانفصال عنها، فقد عانت امريكا اللاتينية عدد الانقلابات التي لم تكن سوى استبدالات لتابعين لواشنطن، ولم تحدث اي تقدم في بلادها بقدر ما ابقتها مرتعا لشركات النهب متعددة الجنسية.
ليس المعيار هو حكم العسكر ام حكم المدنيين، فسوار الذهب في السودان قدم تجربة لم يصنها المدنيون حين سلمهم الحكم فانقلب عليهم المسلم سوار الذهب الذي سلخ الجنوب عن الشمال وبات يئن من الفقر والفاقه رغم غنى البلد النوعي حتى سقط في حضن آل سعود.

ولذلك فثورة يوليو لم تكن مجرد انقلاب عسكري نعم اصحابه بالملذات، وكل الشواهد تدل انه حتى السادات صاحب الانفتاح الاقتصادي لم يمت غنيا، بل كانت الثورة تحمل رسالة الى امة، تبرع الاخوان طوعا لمناهضتها، ما دامت ستنزع الاراضي من الاقطاع، وتجند آل سعود لوأدها لانها تشكل تهديدا لحكمها بقوة المثال لا بقوة التدخل العسكري، وقد لعب التدخل الاخواني مع آل سعود دوره في حصار ثورة يوليو، وها هو التاريخ يكشف اوراقه عن ناظم الكزبري الذي قاد انقلاب انفصال سوريا، ويكشف ايضا كم عانت مخابرات امريكا مع نظافة يد عبد الناصر.

وردة على ضريح ناصر العربي، وكوفية فلسطينية مرصعة بجميز الفالوجة وعراق المنشية لكل الذين لا زالوا يبحثون عن سبل الاستقلال الوطني والكرامة القومية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير