العثور على تمثال مصري لحاكم في الجليل الاعلى

25.07.2016 04:49 PM

وطنعُثر على جزء من تمثال مصري لأحد مسؤولي الفراعنة القدامى في تل حتسور شمال بحيرة طبريا.

وأعلنت الجامعة العبرية في القدس اليوم الاثنين أنها عثرة على حطام وما تبقى من التمثال، إحدى الأقدام على أسس عبارة عن مربع، وبعض الكتابات الهيروغليفية المصرية. ويقدّر أن حجم التمثال لو كان كاملا ليكون بنفس حجم وطول الانسان العادي، وحتى الآن لم يتمكنوا من معرفة اسم مالك التمثال الأصلي، او الشخصية التي يصوّرها التمثال، الذي يرّجح أنه بنفسه كان موضوعا على مدخل ضريح أو قبر او حتى معبد.

ويرجح أن المسؤول كان مندوبا عن الفرعون في أرض كنعان، وكان قد خدم أيضا في العاصمة المصرية منفر (ميمفيس)، التي كان الاله بتاح أشهر آلهتها. ويشمل التمثال بعض الإشارات الهيروغليفية التي تشير الى "الاله" بتاح أيضا.

أهمية هذه الاحفورة التي تم تنقيبها في منطقة تل حتسور، داخل اسرائيل حاليا، كونها ثاني الأحفورات في منطقة الهلال الخصيب التي عثر عليها وتثبت عمليا أن المصريين القدامى حكموا بلاد الشام في مرحلة ما، فكان معروفا أن رعمسيس الثاني بلغ جبال لبنان وقد امتدت مملكته الى وادي قديش شمال غرب سوريا.

وكان قد عثر في الموقع ذاته قبل ثلاثة أعوام على قسم من تمثال لأبو الهول (سفينكس) انسان بجسد أسد، ويعود للملك المصري ميكرينوس الذي حكم مصر في القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد. ويشير العثور على التمثالين في نفس المبنى الى أهميته ويعتقد أنه كان لأحد المسؤولين أو ربما قصر حاكم منطقة بنات جسر يعقوب.

ويعتبر كيبوتس "حاتسور" المقام على أراضي منطقة بنات جسر يعقوب في الجليل الأعلى من أهم المواقع الأثرية في الأراضي المحتلة عام 1948، الأمر الذي يؤكده بروفيسور أمنون بن تور من الجامعة العبرية الذي يقود الحفريات في المنطقة منذ 27 عاما.

وعثر في الموقع بحسب عالم الآثار على 18 قطعة وأجزاء لتماثيل مصرية - منها الخاص والملكي. ويقول بن تور إنه تم العثور على معظم هذه القطع في شرائح التربة التي تم تأريخها الى القرن الخامس عشر - الثالث عشر قبل الميلاد، الامر الذي يتناسب مع عهد المملكة الجديدة في مصر".

ويؤكد بن تور "هذا أكبر عدد من التماثيل الذي عثرنا عليه حتى الآن في حفريات باسرائيل. ورغم عدم وجود أي اشارة الى أن حخاتسور كانت إحدى معاقل المصريين جنوب أرض كنعان، ولا لوجود مسؤول مصري في حاتسور بنهاية العهد البرونزي المتأخر".

واعتبرت هذه المنطقة "بنات جسر يعقوب" ذات الأهمية التاريخية وتم الاعتراف بها كموقع تراث عالمي من قبل منظمة اليونيسكو. وقد ورد ذكرها بالعهد القديم أيضا، حيث يحكى عن أن الملك سليمان قام بتحصينها، وفي عهد الملك آحاب ازدهرت حتى تم قام الأشوريون بتدميرها في العام 732 قبل الميلاد عقب حصار طويل.

وتشير وثائق عثر عليها الى أن هذه المنطقة كانت نقطة مهمة على خطوط التجارة بين القوتين العظمتين في ذلك الوقت، مملكة بابل ومملكة مصر، وقد حافظت على علاقة متينة بالمملكتين.

تصميم وتطوير