حماس ومخاوفها من الانتخابات: هل سينتهي حالنا تقسيما كباكستان؟

26.07.2016 04:24 PM

وطن: كتب فريح أبو مدين

كان للأسابيع الماضية صخب وضجيج حول إجراء انتخابات بلدية في شطري الوطن الفلسطيني وصلتها بديمقراطية معدومة ومنعدمة في ديار العرب والمسلمين إلا من رحم ربي , وما حفزني مرة أخري للكتابة السيل المنهمر من الكتاب والأخوة الأصدقاء , ولفت نظري مقال الصديق د.غازي حمد وشعرت بتخوف الرجل مما هو قادم من طوشة انتخابات تتباين أهدافها بين القوى السياسية خاصة فتح وحماس , وأن تنحرف البوصلة عن مصلحة الشعب الحقيقية .

ومن باب الأمانة مع النفس والحقيقة كان المقال يشي بالتخوف سلفا من صاحب موقع هام في حماس , ومرد ذلك أن الظواهر السياسية في فلسطين تقصيرا واغترابا من القادة والقيادة تحاول أن تملي على الشعب واقع غير مقنع وكأنهم يملكون الحقيقة المطلقة كما فعل الأمويين حينما روجوا لقول الفقيه حمد بن جرهم بالجبر ونفي الاختيار لأن ذلك القول يخدم زعمهم بأن الاستيلاء على السلطة كان بمشيئة الله أي بالجبر وأن خضوع الناس لهم إنما هو تنفيذ لهذه المشيئة والمفروض أن العكس هو الصحيح فالشعب الفلسطيني مغلوب على أمره مع أنه ضحى و أعطى وعمل وسجن واستشهد وهو يرى الآن مسلسل التلهي بمصيره بعد أن أوصلته القيادة إلى تكريس حالة عدمية والاعتماد على معونات الدول المانحة وغيرها من كرت المؤن و بقجة الملابس وسلة غذاء الزيت والسكر ووظيفة البطالة الدائمة  .

و الآن مطلوب أن يكون ديمقراطيا في ظل ديكتاتورية مطلقة في شطري الوطن بالذهاب إلي صندوق انتخاب بلديات خدماتي مثقوب سياسيا وقانونيا وواقع الحال شاهد على ذلك .

و إذا كانت مقولة البعض أنها مقدمة لفعل سياسي موحد فهذا هو الدجل السياسي بعينه فالقادمون من هذه الانتخابات أمامهم مسؤوليات مستحيلة جعلها الانقسام أكثر استحالة , والمضحك المبكي أن قرار مجلس وزراء رام الله  يفترض أن هناك كيان واحد وهناك برنامج  كفاحي موحد وهو يعلم أن هذا هذر سياسي فما معني المادة الثانية الفقرة الثانية التي تعطي وزير الحكم المحلي كامل الصلاحيات للإشراف وتنظيم وإجراء الانتخابات وهو لا يستطيع الوصول للقطاع والدوام بمكتبه , إن تناسي الحكومة للانقسام الأفقي والرئيسي يجعل السخرية تطل برأسها وهي كمحاولة غزو المريخ على ظهر بغل !!

فهل القضاء والأمن في غزة والضفة يتبع لجهة واحدة تسير العملية الانتخابية !!!

وسأعطي نموذجا عن كيفية إدارة بلدية واحدة أو أكثر كمدينة غزة أو خان يونس لو قيض أن ينجح فيها فتحاوي أو مستقل و موظفيه يعدون بالمئات وجلهم من حماس كيف سيدير هذا الجسم الحمساوي  من انعدام رواتبهم و حتى عملهم اليومي .

مع التذكير أن المطلوب للمواطنين من الانتخابات هي حل أمور يقاسي منها الويل ( المياه _ الكهرباء _ الزبالة ………الخ ) ,  والمثل بالمثل في الضفة لو نجح حمساوي في الخليل أو نابلس وهل أجهزة الأمن وعقائدها المتعارضة تماما بين غزة والضفة ومعلوم ولاء كل منها ستقول شبيك لبيك للناجح بعد عشر سنوات انقسام , لقد  تم تخليق أجهزة عميقة لا يمكن زحزحتها لا بانتخابات ولا ما يحزنون .
باختصار إن وضع الحصان خلف العربة لن يقود لشيء ذو حيثية ولعل هذا التوافق الانتخابي يمهد الطريق كالتي سلكتها باكستان وبنجلادش بعد الانفصال وتكريسه دعونا ننتظر والليالي من الزمان حبالا ! ويا خسارة على وقت الشعب وتضحياته وسؤال في هذا الصيف من أهل غزة هل ستتوقف المجاري عن بحرهم لنيل قليل من المتعة !!!!!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير