الجنرال آيزنكوط: حزب الله وحماس يُراكمان الأسلحة والقدرات الصاروخيّة المُوجّهة لتل ابيب

27.07.2016 10:47 AM

 كتب: من زهير أندراوس:

أقرّ رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ، الجنرال غادي آيزنكوط بأنّ حزب الله يُراكم قدراته الصاروخية الموجهة إلى إسرائيل وليس للقتال في سوريّة، ويزداد مقاتلوه خبرة بفعل المشاركة في القتال في سوريّة، وقال أيضًا خلال استعراضٍ سريٍّ قدّمه للجنة الخارجيّة والأمن، التابعة للكنيست، إنّ التهديد الأكبر المحدّق بالجيش الإسرائيليّ ليس تهديدًا خارجيًا فقط، بل فقدان الجمهور الإسرائيلي الثقة به، على حدّ تعبيره.

وبحسب صحيفة (هآرتس) العبريّة، التي أوردت النبأ فقد قال رئيس هيئة الأركان العامّة إنّ ظاهرة مسّ السياسيين بالجيش تكررت في قضايا عدة خلال الأشهر الأخيرة. وركزّ في حديثه على قضية الجندي القاتل في الخليل (أعدم جريحًا فلسطينيًا ملقىً على الأرض)، التي تحولت، برأيه، من محاكمة تجري داخل الجيش ضدّ جندي خالف الأوامر إلى قضية عامة يتناولها سياسيون كثيرون ويحاولون بها كسب الجمهور لغاياتٍ سياسيةٍ، محذرًا من أنّ هذا الأداء يمسّ منظومة العلاقات بين الجيش والمجتمع.

ووصف الجنرال آيزنكوط الجيش الإسرائيليّ بـبيت من زجاج شفاف للمجتمع الإسرائيلي، ونتيجة ذلك تُسلط الأضواء على كل مشكلة يواجهها الجنود فورًا. مع ذلك، أكّد على أنّ الجيش يحظى بنسبة عالية من ثقة الجمهور، ولكنّه شدّدّ على أنّ تزعزع ثقة الجمهور به مشكلة خطيرة تجعل من الصعب على الجيش تأدية دوره.

كذلك رأى آيزنكوط أنّه في ضوء أداء الجيش والأجهزة الأمنية، هناك فهم متزايد في الشارع الفلسطيني لعدم جدوى خيار الإرهاب، وساق قائلاً، بحسب (هآرتس) إنّه لا شكّ في أنّ أحد العوامل الكابحة حقيقة أنّه يوجد في الضفة 300 إلى 400 ألف، يتلقون رواتبهم بانتظام ولا يريدون تعريض ذلك للخطر، عبر الإرهاب، بحسب تعبيره. أمّا في ما يتعلق بقطاع غزة، فقد رأى الجنرال آيزنكوط أنّ حركة حماس تستغل السنتين منذ عملية الجرف الصامد لمراكمة قدراتها، وتعمل على كبح إطلاق الصواريخ التي تنفذ غالبيتها تنظيمات سلفية، مؤكدًا أنّ للطرفين، أيْ إسرائيل وحماس، مصلحة في المحافظة على الهدوء. ووصف الهدوء السائد مع القطاع بأنه الأكثر استقرارًا منذ 1968.

وعن تهديد الأنفاق، أكّد رصد أكثر من 1,2 مليار شيكل لتوفير رد على التهديد "التحت ــ أرضي"، إلى جانب 300 مليون شيكل لبناء الحاجز على حدود غزة (دولار أمريكيّ يُعادل 3.82 شيقل).

من جهة أخرى، حاول آيزنكوط أنْ يكون متوازنًا لدى تطرقه إلى حزب الله والجبهة الشمالية، فقال إنّ مقاتلي حزب الله يراكمون خبرة في تفعيل القوة وإدارة القتال، ولكن هناك نسبة مئوية كبيرة منهم تقاتل في سوريّة وخسائره كبيرة، وهو ما أدخل الحزب في أزمة إستراتيجية عميقة، من دون أن يوضح معالم هذه الأزمة، وفقاً لما نشرته صحيفة (هآرتس).

وأقرّ، في المقابل، بأنّ مخزن صواريخ حزب الله يتعاظم، وليس موجهاً إلى القتال في سوريّة، في إشارة إلى أنّ وجهته قتال إسرائيل. لكنّه عاد وأضاف: نوعية القدرات الاستخبارية لإسرائيل في هذه القضية والقدرات العملانية تحسنت بما لا يقاس منذ حرب لبنان الثانية، من دون الإشارة إلى حجم زيادة قوة حزب الله نسبة إلى عام 2006. وأوضح في الإطار عينه أنّ الجيش الإسرائيليّ يعمل طوال الوقت من أجل الردع، وإبعاد التهديد، وهو في حالة جاهزية مرتفعة جدًا، لمواجهة أي تطور محتمل.

ولفتت الصحيفة الإسرائيليّة إلى أنّه في أعقاب حديث الجنرال آيزنكوط، فإنّ لجنة الخارجية والأمن صدّقت على اقتراح رئيس اللجنة، آفي ديختر، الذي أكّد ضرورة الإبقاء على الجيش خارج السجال السياسيّ، وتمكينه من مواجهة التحديات دون عقبات، بحسب قوله.

رأي اليوم

تصميم وتطوير