هل اصبحت اسرائيل مخرجا للملكة العربية السعودية ؟؟

27.07.2016 07:32 PM

 كتب فادي البرغوثي:

لم يعد يحفى على احد ان هناك تغيرات جذرية في السياسة الامريكية اتجاة منطقة الشرق الاوسط طالت حلفاء تربطها علاقات متينة او عقد اتفاقات جديدة مع دول كانت اشد العداء للولايات المتحدة الامريكية وسياستها في المنطقة

قد يكون الاتفاق الامريكي الايراني هو احد اهم التغيرات في السياسة الامريكية بعد خلاف دام اكثر من 37 عاما اي الفترة التي تم فيها اسقاط نظام الشاه الذي كان اكبر حلفاء الولايات المتحدة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط  واقامة الجمهورية الاسلامية الايرانية بقيادة اية الله الخميني عام 1979

في المقابل هناك تغير من قبل الولايات المتحدة  اتجاة المملكة العربية السعودية بدات يظهر في الفترة الاخيرة بشكل واضح تمثل في شن هجوم كاسح من قبل الرئيس الامريكي باراك اوباما على النظام السعودي فقد قال لمجلة دي اتلانتك ان هناك تعارض بين سياسة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وانة ليس من مصلحة بلادة التقييد بتقديم الدعم التلقائي للسعودية ودول الخليج، وكذلك ما قالة بان المملكة العربية السعودية  تقوم بشن حرب بالوكالة وتاجيج الصراع الطائفي ، كما اعلن ان النظام السعودي نظاما ينتهك حقوق الانسان، بالاضافة الى ذلك محاولة مجلس الشيوخ الامريكي من زج السعودية في الارهاب العالمي والتورط في في احداث 11 / سبتمر

لقد لعبت المملكة العربية السعودية في تنفيذ الاجندات الغربية في المنطقة حتى لو كانت هذة الاجندات تتعارض بشكل كلي مع المصالح العربية والخليجية او حتى لو تعارضت مع مصلحة السعودية نفسها

فقامت في مساعدة الولايات المتحدة في شن حربيين على العراق من داخل اراضيها واحدة عام 1991 او حرب 2002 والتي انتهت في سقوط مدوي للنظام العراقي وعلى راسة صدام حسين الذي كان يعتبر خط الدفاع الاول عن دول الخليج العربي
لقد دافع صدام عن دول الخليج في حرب دارات رحاها 8 سنوات ( 1980 – 1988 ) اوقف من خلاها الزحف الايراني ووفر شبكة حماية للدول الخليجية في تلك الفترة

لعل ما قالة اية الله الخميني حينما انتهت الحرب بعد تحرير الفاو وتقدم الجيش العراقي في المعركة واجباره على وقف الحرب بانة يتمنى ان يجرع السم فبل ان ياخذ قرار بوقفها، دليل على ان العراق كان يقف سدا منيعا في وجهة المخططات الايرانية لمنطقة الخليج والشرق الاوسط ككل بل قام بافشالها
وبالرغم من كل ذلك لم يغفر هذا للنظام العراقي ولا للرئيس صدام حسين بل على العكس تماما بدات الدول الخليجية تطالب في ديونها وتكبيد العراق فاتورة الحرب ومن ثم المساعدة على اسقاطة كما هو معلوم
وبعيدا عن علاقة التبعية التي تنتهجها المملكة العربية السعودية اتجاة الولايات المتحدة الامريكية، فان المملكة لم تعد كما كانت في منطق الحسابات الامريكية
للذلك فان المملكة العربية السعودية  بدات في فتح خط مع دولة الكيان الصهيوني ضمن مصالح مشتركة للطرفين، يلعب الكيان الصهيوني دور الوسيط بين المملكة والولايات المتحدة الامريكية حتى  تعود المجاري كما كانت علية سابقا ضمن المبدا  الديغولي الذي يقول لا يوجد في السياسة صداقة دائمة بل يوجد مصالح دائمة

في مقابل ذلك تتمكن اسرائيل من خلق تحالف عربي اسرائيلي ضد ايران في المنطقة، التي ما زالت  تعتبرها العدو الاكثر خطورة، هذا ما  كشفته وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة وعضو الكنيست الحالي تسيفي لفني بقولها عن ان هناك دولا وصفتها بالمعتدلة تسعى الى التحالف مع اسرائيل لمواجهة محور ايران وحزب الله  وكذلك الخبر الذي تم اذاعتة في القناة الاسرائيلية الثانية من ان  السعودية على استعداد بالسماح للطائرات الاسرائيلية من المرور بمجالها الجوي اذا ما اقدمت اسرائيل على ضرب ايران
وايضا عمل علاقات مع الدول العربية دون التوصل الى حل القضية الفلسطينية استنادا الى تغير جوهري في المبادرة العربية  في المطالبة  بالتطبيع اولا وهو مطلب رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يقول ان التطبيع مع العرب سوف يساعدنا على دفع السلام والاستقرار مع الفلسطينيين، واضاف ان الدول العربية باتت تدرك ان اسرائيل ليست عدوا لها، بل سند وحليف هام في وجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية التي باتت  تهدد الجميع على حد تعبيره

وفي هذا السياق قام  وفد سعودي يراسه الجنرال المتقاعد انور العشقي، مع شخصيات اكاديمية ورجال اعمال سعوديين بزيارة اسرائيل كما والتقىوا  بمدير عام وزارة الخارجية دوري غولد ومنسق شؤون المناطق يواف مردخاي، في فندق الملك داود في مدينة القدس المحتلة، كما ان اعضاء الوفد التقوا باعضاء كنيست بهدف تشجيع الحوار السعودي الاسرائيلي حول المبادرة العربية
استنادا الى كل ما سبق فان ما يتم يعد خطرا حقيقيا على القضية الفلسطيينية اذ ان ذلك يمكن ان يفقدها اوراق الضغط المتبقية لديها خصوصا انها فقدت الكثير من الاوراق التي تملكها لاجبار اسرائيل على الرضوخ والموافقة على حل القضية الفلسطينة وفقا للرؤية والحل الفلسطيني،  بل انة تكاد  الورقة العربية هي الملف الحي الوحيد بعد توقيع اتفاقية اوسلو الى الذي افقد القضية العديد من اوراق الضغط

وهنا من حقنا ان نتسائل ما الذي يجبر الاحتلال الاسرائيلي من الانسحاب بعد التطبيع وبعدما ان يقوم بتحييد الفلسطينيين عن محيطهم العربي ؟؟؟!!! وما هو المتوقع من حكومة يقودها بنامين نيتناهو الذي يعتبر العثرة  الاكبر امام تقدم عملية السلام من لحظة توقيع اوسلو ولغاية هذا اليوم ؟؟؟ الم يرفض كل المبادرات الداعية الى السلام سواء من الفلسطينيين انفسهم او الصادرة عن العالم العربي والدولي ؟؟؟!!! الم يمنع الكيان الفلسطيني من التطور الى دولة مستقلة بخلق وقائع على الارض من خلال الاستمرار بالاستيطان غير آبه الى جميع النداءات الفلسطينية والعربية والعالمية التي تطالب بوقفة  ؟؟؟!!! الم يشكل الحكومات المتعاقبة من المستوطنيين؟؟؟!!! الم يتحالف مع الارهابي افغيدو ليبرمان الذي دعا الى قصف السد العالي للدولة لها اتفاقية سلام مع اسرائيل منذ سبعينيات القرن المنصرم  ؟؟؟!!!

وبالتالي فان ذلك يمثل فرصة تاريخية لاسرائيل ويعطيها مساحة للمرواغة السياسية كما مارست ذلك خلال توقيع اتفاقية اوسلو عندما تم تاجيل القضايا الرئيسة مثل القدس واللاجئين والمياة والحدود الى مفاوضات الحل النهائي بعد فترة انتقالية لمدة ثلاثة سنوات تحولت الى وضع دائم للذلك يمكننا القول ان قلب الاولويات يعد مصلحة اسرائيلية بحتة يمكن ان تتحول الى وضع دائم والتجربة خير برهان على ذلك

لذلك فان المطلوب فلسطينيا ان نعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية من جديد من خلال انهاء الانقسام ليكون الشعب الفلسطيني في صف واحد لمواجهة ما يجري والوقوف في اي محاولة تطبيعية بشكل علني ومحاولة استمالة الشعوب العربية في منع اي اتفاق عربي اسرائيلي قادم بدون ان يكون الملف الفلسطيني هو الملف الرئيسي والمركزي 
باحتصار ما يتم  تحدي حقيقي  لا يصب في ما يريد الشعب الفلسطنيين انما ما تريد دولة اسرائيل خصوصا انة   كما قلنا برزت  مصالح مشتركة بين الدول العربية وعلى راسها المملكة العربية السعودية واسرائيل

واصبح المطلوب عربيا ان تقوم اسرائيل بالواسطة وعودة العلاقات كما كانت سابقا بين الدول العربية والولايات المتحدة الامريكية وما التصويت الذي قام بة بعض الدول العربية لاسرائيل لكي تاخذ اللجنة القانونية في الامم المتحدة لدولة تمارس الارهاب والاجرام المنظم دليل على العلاقة الجديدة الناشئة ودليل اخر ان اسرائيل اصبحت لاعب اساسي في الاقليم والعالم وتمثل مخرجا للدول العربية وعلى راسها المملكة العربية السعودية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير