7 قصص عن أجور كُتاب زمان: طه حسين كان يطلب الأجر قبل الحديث للإعلام

29.07.2016 02:03 PM

وطن: "الفكر لا يُطعم خُبزًا"، مقولة أثبتت صحتها مع مرور الزمن، وخصوصًا في وسط الكتَّاب، لأن الكاتب مثل كل صاحب خبرة، يريد أن يأكل خبزًا من وراء صناعته، فهو أنفق عليها المال والجهد، كمّا أن عمله الفكري أشد ضراوة على الجسم والنفس من كثير من الأعمال اليدوية.

وفي مايو 1980، وعلى صفحات مجلة "الدوحة القطرية"، نشرت الكاتبة، عايدة الشريف، مقالاً لها بعنوان "هؤلاء الكتاب الكبار.. وأجورهم المتواضعة".

ويرصد "المصري لايت" 7 قصص عن أجور الكتَّاب المعروفين، وفقًا لمقال الكاتبة وكتابها أيضًا "شاهدة على رُبع قرن".

7. طه حسين يتحدّث بأجر

الدكتور طه حسين لم يكُن يكتب أو يتحدث في الإذاعة أو في التليفزيون إلا بعد اقتضاء أجر مُجزي، عندما طلبت منهُ الاذاعية المشهورة، آمال فهمي، أن يتحدث لمستمعي إذاعة الشرق الأوسط التى كانت ترأسها في برنامج، بعنوان "لغتنا العربية يُسر لا عُسر"، وافق الدكتور بشرط أن يتسلم أجره قبل التسجيل.

لم يكُن ذلك سهلاً في الاذاعة، نظرًا لكثرة الاجراءات الروتينية المتمثلة في ضرورة إرفاق نص الحديث الاذاعي بإذن الصرف، ولكن رفض طه حسين أحبط محاولات آمال فهمي، إلى أن قررت تدور على الأصدقاء تجمع منهم المبلغ الذي طلبه طه حسين لكّي يتحدث.

6. صلاح عبد الصبور وعربية فولكس

وللكاتب صلاح عبدالصبور قصة طريفة مع الأجور، فعند نجاح ديوانيه؛ "الناس في بلادي" و"أقول لكُم"، أعطاه الدكتور سهيل إدريس، صاحب دار الآداب، 50 جُنيهًا نظرًا للنجاح الكبير آنذاك، وعند صدور ديوان "أحلام الفارس القديم" اختلف الأمر، لأنّ الديوان حقق نجاحًا لا يُقارن بالديوانين السابقين، لذا أعطاه سهيل 100 جنيه كمّا تُعبر عن ذلك الكاتبة، عايدة الشريف: "مائة جنيه بطولهم وعرضهم".

وللمائة جنيه حكاية طريفة، يوم أن تسلم صلاح عبد الصبور هذه الهبة، كان يُريد بهما إكمال ثمن عربة فولكس مستعملة، وعندما جلس كل من صلاح وزوجته يحسبان أجر "أحلام الفارس القديم" من العربة القديمة، فوجداه يعادل ثمن الدركسيون أو عجلة القيادة، ولا شك أن هذه الأجور انسحبت آنذاك على بقية أصحاب الشعر الحديث أجمعين.

5. سندوتش للأولاد الخمسة

أما الكاتب والناقد المصري، محمد مندور، فكان يُصر على الحصول على أجره كاملاً، وعندما ألح عليه الاذاعي طاهر أبو زيد لكي يستضيفه في برنامج "مع الشعب"، فسأله مندور كم تدفع الاذاعة، قال طاهر "جراتسيا- أي شكرًا بالإيطالية"، فرد عليه مندور بـ"يفتح الله" ثُم أكمل رده قائلاً: "وهل اشتري بجراتسيا ساندوتش لأولادي الخمسة".

4. توفيق الحكيم "أبخل كاتب في الوطن العربي"

كان على رأس المتشددين في أجر كتاباتهم وكلامهم، توفيق الحكيم، والذي عُرف بـ"أبخل أديب في الوطن العربي"، حسب مقا لالكاتبة، فهو "يوازن بين مجالات الكسب وبين الجهد والسهولة، فيختار المكسب السهل، كمّا حدث في برنامج (بورترية)، للمذيع التليفزيوني، طارق حبيب، والذي حكى فيه الحكيم عن ذكرياته مع أبيه وأضحكنا على بخلُه"، والسبب في ذلك كمّا تقول مؤلفة الكتاب أنّ "طارق حبيب أعطاه آلاف من الجُنيهات مقابل استضافته في البرنامج".

3.نجيب محفوظ .. و3 حكايات عن الأجر المتواضع

يُعد أديب الثلاثية، نجيب محفوظ، هو الأديب الوحيد الذي يدفع الضرائب قبل أن يضم هذه الأجور إلى نقوده الخاصة، يدفع الضرائب حتى لو كان النشر في خارج مصر، وهو أمر لم يُتعارف عليه الكتاب ولا تطلبه مصلحة الضرائب.

لذلك كان دخل نجيب محفوظ يغطي أوجه صرفه بالضبط، فهو يدخر أجور الأحاديث الاذاعية والتليفزيونية لقضاء عطلة الصيف في الإسكندرية. وقبل صيف سنة 1966، ذهبَ لاستلام هذا المبلغ المجموع وفعل، وما هي إلا عدة خطوات بعيدًا عن شباك الصرف، تحسس بعدهما جيبه فاكتشف أنها قد سُرقت، واصل نجيب سيرُه وقرر وقتها ألا يذهب إلى المصيف، قائلاً: "لن أصيف هذا العام".

ونجيب محفوظ من أكثر الكتَّاب تواضعًا في طلب الأجر، لأنه ينظر إلى نفسه بتواضع، لا يأخذ إلا ما يراه يستحقه، وهو قليل جدًا، ورّبما كان سبب ذلك أنه كان يتقاضى بعد تخرجه من قسم الفلسفة، وتعيينه موظفًا في حسابات وزارة الأوقاف أيام كان الدكتور مصطفى عبد الرازق، وزيرًا لها 8 جنيهات فقط.

يروي المخرج، صلاح أبو سيف، أنّ الممثل فريد شوقي كان يتهيب تجربة الانتاج في أول فيلم ينتجه "الأسطى حسن"، قصة نجيب محفوظ. وكان نجيب قد وصل في كتابته في هذه الأيام درجة أحسن سيناريست في مصر، فسأل فريد شوقي صلاح: "الأستاذ نجيب هاياخد كام عن القصة والسيناريو، لابُد أنه سيطلب ثمنًا باهظًا".

هوّن عليه صلاح الأمر، وكان سيخرج الفيلم ويجعل زوجته، وفيقة أبو جبل، تقوم بعمل مونتاج الفيلم وتستخدم مهاراتها في هذا الفن، لتوفير وقت وجهد نجيب في الكتابة، فلا يتقاضى أكثر من 200 جنيه، وقتها لم يتخيل فريد رضاء نجيب، فسأله بنفسه: "أستاذ نجيب كم تطلب كأجرك عن القصة والسيناريو؟". فرد نجيب بحزم، 100 جنيه.

وأثناء التصوير، وضع نجيب 100 جنية في ظرف، وأعطاه لفريد شوقي أثناء التصوير، قائلاً إنه لا يستحق هذا المبلغ فقد أفادته كتابة السيناريو في سرد رواياته، والقفز من مكان لآخر.

2.يحيي حقي "المتواضع الأول مُكرر"

يعتبر الأستاذ يحيي حقي المتواضع الأول مُكررًا في الأجر، ومكان النشر، فلقد طالبته الأهرام بالانضمام إليها يوم عزم هيكل على استقطاب كبار كتَّاب مصر في الأهرام، لكنه استدركهم قائلا: "يا ليتكم قلتم لي قبل ذلك بأيام فقد تعاقدت مع جريدة "التعاون" – جريدة عمالية ذات توزيع محدود"، وذلك لأن يحيي حقي يرى أن الكلام للعمال ضرورة وطنية لا تقل عن الكتابة للمثقفين أو للعالم العربي كله.

ولم يجد "الأهرام" أمامه فيما بعد إلا أن يستكتب يحيي حقي أحيانًا من خارج هيئة التحرير، وعندما أرسلوا لهُ 40 جنيهًا ثمنًا لمقالته، رفض استلامها قائلاً: "40 جنيه..ده كتير .. دي سرقة".

1. العقاد "وسُلفه" من بنك مصر

كان العقاد في بداية حياته، يتقاضى مبالغ متواضعة عن مقالاته، ولكن في نهاية أيامه أصبحت الأجور متواضعة، عائقًا في سبيل كتابة مقالاته الجديدة، لذلك وضع شروطًا ضابطة تضمن الوفاء بمستحقاته، وهذا عن مقالاته أما عن كتبه فكان يطلب من الحكومة الكثير، ولأنها تقتضي منه التفرغ طلب 1000 جنية.

وعندما بدأ في طباعة كتاب "سعد"، لم يجد ما يدفعه للناشر، وعندها فتح باب الاشتراك للقراء، وعندما عرف طلعت حرب بهذة الأزمة المالية، أمر له بسلفة على بنك مصر بلغت 500 جنيه، أجل العقاد هذا العرض ورفض أن يأخذ أجرًا، مفضلاً أن يكتب روايته "سارة".

وتقول الكاتبه، عن ظروف تعيين العقاد في جريدة أخبار اليوم: "حكى لي الأستاذ أحمد بهاء الدين بأنه عندما عرف من أحد الأصدقاء أن العقاد يبيع مكتبته، عرض على الأخوين مصطفى وعلى أمين تعيين العقاد في دار أخبار اليوم".

المصدر: المصري اليوم/ المصري لايت

تصميم وتطوير