ابو عمار وجبل النار (نابلس)

26.08.2016 07:05 PM

كتب: بسام زكارنه/ عضو المجلس الثوري لحركة فتح

ابو عمار الذي عاش  فدائياً في حارات نابلس في  بلدتها القديمة في قصبتها في حارة الياسمينة  تنقل في أزقتها التي آوته وحمته في مهد الثورة برجالها العظماء كجبالها عيبال وجرزيم ، نابلس خزان الثوار ووقودها ، عرف ويعرف نابلس.

في عام ١٩٩٥ خطب في جماهير نابلس وقال اعاهدكم ايها الاحرار ايها الشرفاء  وانا اقف امامكم وقد تنقلت سراً بينكم  في قصبتنا  في المدينة القديمة وجبال نابلس ثائرا :   ان نبني دولة الامن والامان والحرية والديمقراطية بوحدتنا الوطنية وتلاحمنا الابدي كما اتفقنا معاً  .

نابلس معروفة لكل شعبنا بأنها جبل النار صانعة الثورة والثوار  وحامية الحلم وفي قلب كل فلسطيني لها مكان مميز وخاص  وكرامتها من كرامة شعبنا .

في هذه المِحنة التي تتعرض لها نابلس وما فيها  من الالم  الذي عبرت عنها ام محمد النابلسي عندما قالت للامن والأهالي "انت ابني وهذا ابني ويا عين على مين تبكي "  ، تتطلب منا ان نتحرك بمسؤولية عالية لمعالجة الامر مع الحفاظ على محاربة الفلتان وصون كرامة الانسان بحيث يكون القانون فوق الجميع دون اي تجاوز او تهاون وان يطبق على المواطن والمسؤول وان يكون شعارنا الدم الفلسطيني خط احمر  .

وفي هذه الاحداث المؤلمة تذكرت ما حدث في عام ١٩٩٦ قصة ابو عمار وجبل النار  عندما اقتحم الامن الفلسطيني جامعة النجاح لمنع مهرجان للطلاب في مبنى الجامعة واعتدى على الطلبة بالضرب والاعتقال دون تمييز ، غضب بسببها شعبنا وأهالي نابلس.

وتصدرت جامعة الشهداء جامعة بير زيت منارة العلم وقلعة الاحرار وقائدة الحركة الطلابية  " ودفيئة الارهاب " كما وصفها المجرم رابين حيث خرجت اول مسيرة باتجاه مقر الشرطة الفلسطينية في بير زيت احتجاجاً على ذلك العمل وذلك المشهد الذي فيه انتهاك لحرية العمل الديمقراطي  وانتهاك لحرمة  الجامعات المقدس حيث خرج الطلاب والعاملين والإدارة معاً  معربين عن رفضهم القاطع لهذا العمل،تبعها المسيرة التاريخية في الثالث من نيسان من العام ١٩٩٦ التي توجهت ومشياً على الأقدام من جامعة بير زيت للوصول للمجلس التشريعي اثناء تواجد ابو عمار فيه من كل الفصائل وكل الشرائح طلاب وطالبات رفضاً لما حدث واستشعار خطر تمريره دون ان يحاسب من قام به حيث الامن مهم كما كرامات المواطن وثوابته أيضاً مقدسة، تحرك الطلاب  ايضا من جامعة بيت لحم ومعهم الشهيد فيصل الحسيني ومن كلية الامة تجمعوا مع طلاب جامعة الشهداء  على مدخل رام الله الشمالي حيث واجهتهم اجهزة الامن بحواجز واطلاق رصاص حي في الهواء حيث استمرت المسيرة بزخم اكبر واصرار مطلق  لتحقيق الهدف ، حيث بدء اطلاق النار  من الاجهزة بين الأقدام في شارع الارسال واستمر الزحف البشري  للطلاب بقوة  اكبر حتى وصلوا بوابة المقاطعة الشرقية ، وقد نصب الامن كل المركبات والافراد في طريقهم  ومنع التقدم  لهم ، عندها ارتفعت الهتافات ضد قادة الاجهزة  ومعظمهم من قادة العمل الوطني بكلمات قاسية وحادة دون ان يمس احد الطلاب  ، وعندها وصل الحاج اسماعيل قائد الامن الوطني وبدء التفاوض مع الطلاب الذين كانوا سلميين ووزعوا الورود وأغصان الزيتون  على افراد الاجهزة وسمع لمطالب واعداً بنقلها للرمز ابو عمار وما هي الا عشرة دقائق واذ بالرئيس ابو عمار ياتي مشياً على الأقدام بين الطلاب وترتفع الهتافات بنفس العبارات الحادة ضد رؤساء الاجهزة وابو عمار يفاوضهم وهو بينهم وهم يحملون ممثلهم على الاكتاف رئيس مجلس الطلبة ابراهيم خريشة الذي اعلن امامه ان اهدافنا ليست سياسية وتلى مطالبهم امام الرئيس و كل وسائل الاعلام والجمهور دون اي مقاطعة من احد.

طلب الشهيد الخالد ابو عمار  من الطلاب ان يفرزوا ممثليهم للتفاوض معه حول تلك المطالب فقد  كانوا جاهزين بممثليهم من مختلف الاطياف في بير زيت ومن الجامعات الاخرى ، دخلوا معه واستمع لهم لمدة ساعة ونصف وسلموه ورقة بمطالبهم عندها رد الرمز وامام الجميع ومنهم قادة الاجهزة آنذاك جبريل رجوب وتوفيق الطيراوي وفيصل ابو شرخ والحاج اسماعيل جبر قائلا وبنفس العظماء  "بشرفي بشرفي بشرفي سوف اقرأها حرفاً حرفاً واتخذ اللازم فوراً " ، غادر الطلاب بالهتاف له  وحينها قال ممثلهم  ابراهيم خريشة للاعلام " اننا جلسنا مع اول زعيم ديمقراطي في العالم الثالث استمع ولبى النداء "  ، وذلك بعد ان علموا بقرارته السريعة  قبل مغادرته للمقاطعة باتجاه المجلس التشريعي وكانت  واضحة وصريحة باقالة ونقل ضباط معروفين ومن مختلف الرتب واعلن ذلك امام التشريعي وتحدث لإحدى الصحفيات وقال لها " خذي ده هذه  قراراتي ضد ما حدث في جامعة النجاح  واحفظي اللطش  ده"  وبعدها وجه  كلامه لاعضاء  المجلس التشريعي بعد ان طلب الكلام من رئيسه ابو علاء قريع آنذاك  " انا أتيتكم بعد ان التقيت طلاب جامعة الاحرار واسلمكم مطالبهم لكي تقرروا بشأنها،  اما انا فقد اتخذت قرارات عاجلة وهي :

اولا : تشكيل لجنة تحقيق منكم ومن  الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني وشخصيات وقضاة وانتظر توصياتهم .

ثانيا: اقالة ونقل الضباط الذين قرروا اقتحام الجامعة .

ثالثاً : حرمة اقتحام الجامعات نهائياً.

لم يكتفي الرئيس الرمز ابو عمار بذلك بل ذهب في صبيحة اليوم التالي الخميس ١٩٩٦/٤/٤ الى مدينة نابلس جبل النار وفي وسط جامعة النجاح وبين طلابها وقف شامخاً وقال : سامحوني ، كتبت بالخط العريض على الصفحة الاولى لصحيفة القدس : ابو  عمار لطلاب جامعة النجاح : سامحوني .

صفقت نابلس احتفلت نابلس هدأت فلسطين ونابلس ، اقولها وبكل اخلاص نطلب من القيادة ان تقف على كل ما حدث في نابلس ووفق تصرف القائد القدوة وان تنصف اَهلها وتحفظ كرامتها وتحاسب من تجاوز ولوث سلاحها بدماء ابناءها من افراد الاجهزة ومن نفذ العقاب  والاعدام الميداني لأبناءها دون تحقيق او قضاء بحيث يطمأن الجميع ان القانون فوق الجميع وان تشكل لجنة تحقيق محايدة ونزيه تنصف الكل وتحقق الرضى من الشارع النابلسي الحر وان يكون ذلك بقرار الرئيس ابو مازن ومن بلدتها القديمة من قصبة ياسر عرفات .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير