احمد دوابشة في الصف الاول

29.08.2016 11:00 AM

كتب: حمدي فراج

  يثلج الصدر ان يعود أبناؤنا وبناتنا الى مدارسهم ، في ظل شبه اجماع رسمي يقوده الوزير الواعد صبري صيدم ان العملية التعليمية في بلادنا تكاد تفقد كنهها العلمي القائم على منهاج متآكل تآكلت معه همة المدرسين وكفاءتهم في خلق الاجيال المنشودة وصراع خفي بين مدارسنا وجامعاتنا بحيث يلقي كل منهما اللوم على الاخر في هذا التعثر الذي بدا وكأنه مزمنا.

  من ضمن الاشياء التي اكد عليها الوزير ، ومعه رئيس الوزراء في مشاركتهم افتتاح العديد من المدارس غداة السنة الجديدة ، "الانتصار لروح الابداع والتميز ، المستندة الى تطوير نظام التوجيهي الجديد والرقمنة ودمج التعليم المهني والتقني مع التعليم العام والتأسيس لمرحلة تستهدف النهوض بالمنظومة التربوية بشكل شمولي" . ورغم ان هذا الطرح يتطلب خطة زمنية طويلة لكي تؤتي أكلها ، فإنه يحتاج الى مضاعفة الميزانية العامة عدة مرات ، يحتاج الى نفض كادر التدريس ، و كليات الجامعات التي كدست تخصصات من شأنها رفد شارع البطالة ، كالشريعة واللغة العربية والتاريخ والاجتماع مسحوبة على كافة الجامعات دون ادنى حد من التنسيق فيما بينها ، لدرجة انك تجد اطباء الاسنان على سبيل المثال اكثر من الموسرجية في البلد ، والمحامين اكثر من الكهربجية ، دون النظر الى مدى ما تطور عليه الحال في هذين المجالين (المواسير والكهرباء) خلال العقدين الاخيرين في كل بيت ، - كانت حنفية واحدة تكفي.

  في العام الدراسي الجديد ، رأينا صورا لطالبات الصف الاول في احدى المدارس (ينتعن) حقائب مدرسية كبيرة وثقيلة على ظهورهن الصغيرة ، يتناقض المشهد مع كل ما قيل ، وكأن المدير وهيئته التدريسية ليسوا جزءا من خطة التطوير الوزارية.

في العام الجديد تحدث رئيس الوزراء عن استشهاد نحو اربعين طالبا ، غيبهم الاحتلال عن مدارسهم وبقيت مقاعدهم شاغرة ، عدد كبير منهم كان هذا التغييب بمثابة اعدامات ميدانية ، ناهيك عن مئات الاسرى والجرحى الذين سيأتون فصولهم مشيا على العكازات ، بينهم الطفل من الدهيشة عيسى المعطي التي بترت ساقه وتم دفنها في مراسم شعبية في مقبرة الشهداء . وما يجعل التحديات جسيمة امام هذه الاسرة التعليمية الناجي الوحيد من محرقة دوما ، احمد دوابشة ، الذي شق طريقه الى المدرسة التي حملت اسم شقيقه علي ، وكان في استقباله على ابوابها الوزير نفسه ، كي يطمئن على وصوله وتواصله مع الحياة . إن هذا الوقع التربوي الخلاق لا يمنعنا ان نسألك ايها الوزير ، ماذا مع اغلاق مدرسة الأس او أس في بيت لحم ، واين سيذهب طلبتها وكادرها التعليمي ؟ أين يتم تقديم واجب العزاء بها ، هل في مقر الوزارة ام في مقر ادارتها في الكركفة ؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير