مجموعات حقوقية تنتقد: لجنة التحقيق الاسرائيلية حول حرب غزة 2014 بروتوكول تبرئة

21.09.2016 08:33 PM

رام الله - ترجمة وطن - كتب وسام نصار: تحدت منظمات حقوقية فلسطينية واسرائيلية مصداقية لجان التحقيق الرسمية الاسرائيلية حول احتمالات سوء السلوك العسكري خلال العدوان الاسرائيلي على غزة عام 2014، ووصفت احدى المجموعات عملية التحقيق الداخلية كقناع زائف يهدف الى تجنب التحقيق حول جرائم الحرب من خلال محكمة الجنايات الدولية.

بتسيلم : بروتوكول تبرئة

وركز تقرير نشرته منظمة بيتسيلم الاسرائيلية، على ادعاءات بانتهاك الحقوق ضد الفلسطينيين في غزة وفي الضفة الغربية، واصفا نظام التحقيق العسكري الداخلي " بروتوكول تبرئة".

ويضيف: " ان نظام انفاذ القانون العسكري لا يفعل شيئا سوى عرض الوهم بان اسرائيل تلبي الواجبات بالتحقيق في خروقات القانون".

"هذا الاتهام الحاد جاء بعد سنتين من وقف اطلاق النار الذي انهى خمسين يوما من المعارك في صيف عام 2014 بين اسرائيل ومطلقي الصواريخ من المجموعات العسكرية التي تقودها حماس."

في اشارة الى التوترات المستمرة قال الجيش الاسرائيلي: " ان قوة جوية اسرائيلية اعترضت طائرة بلا طيار تابعة لحماس خارج سواحل غزة.".

ورفض الجيش تقرير بيتسيلم،  كما وصفه بـ" غير المهني ومليء بالتحيز".  وفي تصريح آخر اتهم الجيش المجموعة بأنها " تشن حملة نزع الشرعية عن نظام العدالة الاسرائيلي، وبشكل خاص عن نظام العدالة العسكري".

في تحديث نهاية الشهر الماضي اعلن المدعي العام العسكري الاسرائيلي، الذي يشرف على انفاذ القوانين في الجيش، اغلاق ملفات سبع قضايا تم التحقيق فيها في عدوان 2014 بدون اي لائحة اتهام. وهناك عديد من قضايا التحقيق سماها الجيش " احداث استثنائية" قد اغلقت، فيما اخرى لا زال التحقيق فيها جاريا.

وقد قدم المدعي العام العسكري الاسرائيلي لوائح اتهام ضد ثلاثة جنود منها النهب والمساعدة والتحريض على النهب وان الاجراءات القانونية بحقهم لا زالت جارية.

ايام بعد هذا التحديث، اصدر كل من مركز عدالة العربي في الجليل ومركز الميزان لحقوق الانسان في غزة تقريرا قالا فيه انهما قاما بتوثيق مشترك وتحضير شكوى حول 27 حالة من ضحايا الحرب، منها قتل مدنيين، والتدمير المنهجي لاملاك مدنية كالمستشفيات والمدارس. وقالا ان الجيش لا زال يحقق او انه استجاب لدعوة التحقيق في نصف الشكاوي، وانه يسير ببطء وبطريقة ملتفة" . يقول الجيش انه تلقى شكاوى حول 360 حادثا.

في عدوان 2014 قتل حوالي 2200 فلسطيني، اكثر من نصفهم مدنيين، وفي الجانب الاسرائيلي قتل 73 شخصا اغلبهم جنود، ووجدت بعثة تحقيق من الامم المتحدة ان كلا الطرفين الاسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين قد انتهكالقانوان الدولي وبما يصل الى توصيفه بجرائم حرب.

ينص دستور المحكمة الجنائية الدولية انها تتدخل فقط في حالات لا تسمح فيها الدول او انها لا تستطيع التحقيق الذاتي الداخلي.

وتحت الحاح القادة الفلسطينيين شكل الادعاء العام للمحكمة الجنائية الدولية لجنة اولية للتحقيق في احتمالات حدوث جرائم حرب في المناطق الفلسطينية، لكن رئيسة هيئة الادعاء في المحكمة لم تتخذ قرارا بعد حول نطاق المحكمة وصلاحياتها في التحقيق في الاحداث التي جرت عام 2014.

لا تستطيع بيتسيلم الوصول الى ملفات المخابرات العسكرية الاسرائيلية، او الى اي ادوات استخدمها المحققون العسكريون، لكنها تنتقد كل النظام بقولها: " ان المدعي العام العسكري يواجه " ارثا من تنازع المصالح"، حيث من مهماته التحقيقات في الجيش وهو الجسم المسؤول عن تزويد الجيش بالاستشارات القانونية قبل وخلال المعارك.

ويضيف مركز بيتسيلم انه لم يكن هناك تحقيق حول ما يسمى " المجرم الحقيقي"- المسؤولون الحكوميون، والقادة العسكريون الكبار الذين يرسمون السياسات، والمسؤولون عن اعطاء الاوامر- لان لجان التحقيق حددت صلاحياتها في حالات منعزلة ، وركزت بشكل حصري على الجنود في الميدان".

وكما في تقرير سابق، انتقدت بيتسيلم الممارسة الاسرائيلية باستهداف البنايات السكنية، تحت اعتقاد انها تؤوي مقاتلين او اسلحة. وبعد سنتين قالت بيتسيلم لا يوجد حتى الان تحقيق حول سياسة استهداف البيوت السكنية، والتي حسب التقرير نتج عنها مقتل المئات من الناس. وفي اغلب الحالات استنتج الجيش ان هجماته كانت قانونية، حتى لو كانت النتائج مرفوضة، او انها كانت نتيجة الخطأ في العمل الاستخباري او التحذير غير المؤثر.

وقال الجيش الاسرائيلي ان التقرير الاخير لبيتسيلم اجتر مزاعم قديمة وعرض " حقيقة مشوهة وغير شاملة عن واقع المعارك في عزة"، هذا عدا عن "انعدام الخبرة في تفسير وتطبيق القانون الحربي في هذا المجال". ويقول الجيش ان التقرير فشل في الاعتراف بان كل الغارات الجوية الاسرائيلية في الحرب والتي زادت عن 6000 غارة في 50 يوما، لم تصب ايا من المدنيين. وان حماس اطلقت آلاف الصواريخ على اسرائيل خلال حرب 2014.

وبرغم عدد القتلى الكبير في غزة ، فان رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية الجنرال مارتن ديمبسي قال في تشرين ثاني 2014، انه يعتقد ان اسرائيل قد ذهبت بعيدا لاجل الحد من الدمار والاصابات البشرية خلال الحرب التي ارسل فريقا الى اسرائيل لتعلم دروسها وتكتيكاتها.

لقد استقر وقف اطلاق النار لدرجة كبيرة خلال السنتين الماضيتين، لكنه خدش بمناوشات حدودية محلية، ويقول المسؤولون العسكريون الاسرائيليون ان حماس كانت تجرب قدرتها الصاروخية. يقول الجيش: ان الطائرة بلا طيار التي اسقطت قبل ايام كانت تحت سيطرة القوة الجوية من لحظة اقلاعها من قطاع غزة حتى اسقاطها.

ترجمة جبريل محمد

تصميم وتطوير