كيري ينتقد سياسة اسرائيل ازاء الفلسطينيين ويحذر: "الجانبان يمضيان نحو حل الدولة الواحدة والحرب"

25.09.2016 09:22 AM

القدس- وطن: تكشف "هآرتس" الانتقادات شديدة اللهجة التي وجهها وزير الخارجية الامريكي جون كيري، الى سياسة إسرائيل ازاء الفلسطينيين، خلال جلسة مغلقة للدول المانحة للسلطة الفلسطينية، وتكتب نقلاً عن جهات شاركت في الجلسة التي انعقدت يوم الاثنين الماضي في نيويورك، ان كان كيري غاضباً واكثر من رفع صوته، وصرح بأن اسرائيل والفلسطينيين يتحركون باتجاه واقع الدولة الواحدة والحرب، واذا كان المجتمع الدولي معنيا بصد هذا التوجه "علينا عمل شيء الآن او بكل بساطة كم الأفواه".

وقال دبلوماسيون غربيون ان كيري انتقد، ايضا الفلسطينيين على خلفية ازدياد عدد عمليات المقاومة ضد اسرائيل، لكنه ركز حديثه على البناء في المستوطنات وسياسة الحكومة في القدس عامة، وتساءل: "كيف يمكن لزيادة عدد المستوطنين ان يظهر كمحاولة لدفع اقامة دولة فلسطينية؟" واتهم اسرائيل بخرق وعودها بشأن التسهيل على حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقال بغضب: "قالوا لي ان جسر اللنبي سيبقى مفتوحاً 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع، لكن هذا لم يحدث ابدا، قالوا لي ان اتفاق الاتصالات الخليوية بين اسرائيل والفلسطينيين، الذي تم توقيعه قبل سنة، سيدخل حيز النفاذ خلال عدة أشهر، لكنه لم يتم تطبيقه بحذافيره حتى اليوم".

وقال الدبلوماسيون الغربيون ان تصريحات كيري عكست يأسه من اسرائيل والفلسطينيين، الى جانب الفهم الذي يتبلور لديه ولدى مسؤولي الادارة بضرورة فحص امكانية القيام بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية بدفع قرار في مجلس الامن الدولي او في منتدى دولي آخر، في الموضوع الاسرائيلي-الفلسطيني، والحفاظ على تطبيق حل الدولتين في المستقبل.

الى ذلك قال السفير الامريكي لدى اسرائيل، دان شبيرو، يوم الخميس الماضي، للقناة العاشرة، ان الادارة الامريكية تفحص عدة امكانيات، من بينها دفع قرار في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني، لكنه لم يتم اتخاذ قرار بعد، كما قال مستشار الامن القومي في البيت الابيض، بن رودس للصحفيين ان الرئيس براك اوباما، لا يستبعد خطوة كهذه، لكنه لم يتم بعد عرض أي خطة مبلورة امامه.

وتطرق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى الموضوع خلال لقاءاته التي بثتها قنوات التلفزيون، امس، وقال: "حتى اليوم لم يفعل اوباما هذا الأمر، الفيتو الوحيد الذي فرضه كان على قرار ضد اسرائيل في مجلس الأمن. اتوقع وآمل ان تواصل الولايات المتحدة سياستها هذه".

وكان نتنياهو اجتمع بكيري يوم الجمعة، وناقش معه الموضوع الفلسطيني، وجرت الجلسة التي تم تنظيمها بتسرع، بعد ساعة من اجتماع وزراء خارجية الرباعي الدولي في بناية الأمم المتحدة في نيويورك، وشارك في اللقاء وزيرا خارجية مصر وفرنسا، وفي ختام الجلسة شجب وزراء الرباعي الدولي تسريع البناء في المستوطنات وهدم بيوت الفلسطينيين وتشريع البؤر الاستيطانية خلال الأشهر الأخيرة.

وجاء في بيان الرباعي الدولي ان كل هذه الأمور تسحق بشكل متواصل القدرة على تطبيق حل الدولتين، وهناك حاجة ملحة الى اتخاد خطوات تغير التوجه الحالي من اجل منع تولد واقع الدولة الواحدة والاحتلال والصراع الابديين.

واكد كيري خلال اجتماع الدول المانحة انه بعد قرابة اربع سنوات من المحادثات مع نتنياهو وعباس استنتج بأن ما يقومان به من عمل – وما يرفضان عمله خاصة – يعمق الجمود السياسي، وقال: "كل عمل عنيف وكل اعلان عن مستوطنة جديدة يقربنا من حل الدولة الواحدة، هذا ليس حلا بتاتا، وانما دعوة لصراع ابدي، وكما قال شمعون بيرس في الماضي، الى حرب، لا ترتبكوا، اعتقد ان هذا هو الخطر الذي يواجهنا اذا واصلنا التوجه الحالي".

وقال كيري انه منذ نشر تقرير الرباعي الدولي في تموز والذي شمل تحذيرا حادا بشأن الاتجاه الذي يمضي الاسرائيليون والفلسطينيون نحوه، فان ما حدث هو ارتفاع نسبة العنف واستمرار التحريض الفلسطيني، ومن الجهة الاخرى تم نشر بيانات حول بناء 2400 وحدة اسكان جديدة في المستوطنات، وطرأ ارتفاع دراماتيكي في هدم بيوت الفلسطينيين بأيدي اسرائيل. وعرض كيري معطيات تشير الى انه منذ دخول اوباما الى البيت الابيض في 2008 وحتى اليوم، ازداد عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية بـ 95 الف نسمة، من بينهم 15 الف مستوطن خلال السنة الاخيرة. واوضح: "لا يمكن استمرار الوضع القائم، اما ان نقف وراء هذه المقولة ونفعل شيئا في الموضوع او بكل بساطة ان نكم افواهنا".

ولدى تطرقه الى اللفتات الاسرائيلية ازاء الفلسطينيين، قال كيري: "اذا اردنا ان نتصرف بجدية ازاء حل الدولتين، يجب عمل اكثر من التحسينات لمرة واحدة، يجب تغيير كل الدينامية على الأرض والتحرك باتجاه تسليم المسؤوليات المدنية بشكل اكبر للفلسطينيين في المناطق (C) في الضفة الغربية، كما تم الاتفاق سابقا".

ولخص كيري خطابه قائلا ان الاسرائيليين والفلسطينيين يتواجدون على مفترق طرق. "اما ان نغير التوجه ونقوم بخطوات جديدة نحو حل الدولتين او ان التوقيت الحالي سيحملنا بعيدا نحو واقع الدولة الواحدة غير القابل للتحول، والذي لا يريده احد ولا يفكر احد حقا بأنه يمكنه النجاح". وواصل محذرا: "اثار مثل هذا الوضع ستكون اوسع من الضرر الفوري والهدم الذي سيحدث. ما يحدث الان يدمر الامل ويعزز المتطرفين".

تصميم وتطوير