"الفيفا" تمول نوادي 6 مستوطنات، و"هيومان رايتس ووتش" تحتج

26.09.2016 08:11 AM

رام الله- وطن

اسرائيل تسجل اهدافا استيطانية في مرمى الفيفا، والاتحاد الفلسطيني يستعد لهجمة مرتدة

اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، برعاية مباريات في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مطالبة اياه بتحمل مسؤولياته تجاه حقوق الإنسان، ومطالبة "الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم"، الذي يُشرف على المباريات في المستوطنات، بنقل جميع الألعاب والأنشطة التي ترعاها الفيفا إلى داخل إسرائيل.

وياتي هذا الاتهام ، بالتزامن مع حملات دولية تدعو الى ضرورة تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم، من أجل ايقاف النشاط الرياضي في الاندية الاسرائيلية المقامة على اراضي المستوطنات في الضفة الغربية، والطلب رسميا بطرد اسرائيل من المنظومة الرياضية الدولية في حال عدم التزامها بقوانين الاتحاد الدولي بذلك الخصوص.

اسرائيل تسجل اهدافا استيطانية في مرمى الفيفا، والاتحاد الفلسطيني يستعد لهجمة مرتدة
ويسمح الاتحاد الاسرائيلي لكرة القدم لستة أندية مقامة على اراضي مستوطنات في الضفة الغربية، باللعب والمشاركة في بطولة الدوري العام الاسرائيلي، الى جانب المشاركة في كافة المسابقات الرسمية المختلفة، وهو ما يخالف قوانين ومواثيق الاتحاد الدولي والامم المتحدة باعتبار تلك الاراضي تقع تحت الاحتلال ولا يجوز للسلطات المحتلة ممارسة أي نشاط رسمي عليها، وتقع الاندية في مستوطنات "معاليه أدوميم"، و"أرييل"، و"كريات أربع"، و"جبعات زئيف"، و"آرفوت هياردين" (وادي الأردن).

وقالت نائب رئيس الاتحاد الفلسطين لكرة القدم، وعضو مكتب تنفيذي في الاتحاد الاسيوي لكرة القدم سوزان شلبي لوطن ان هذه القضية هي الملف الاساس الذي نعمل عليه مؤخراً، موضحة انه جرى عقد لقاء مع امين عام الاتحاد الدولي "الفيفا" فاطمة سامورا في 21 ايلول، وجرى خلاله تقديم الرؤية الفلسطينية من هذا الملف.

سوزا شلبي: رفضا حلا وسط تقدمت به الفيفا
واوضحت شلبي ان الاتحاد الدولي سعى الى الوصول الى تسوية بين الطرفين، وهو الامر الذي رفضناه، لانه لا يخضع للمساومة من قبلنا، لاننا نرغب بتطبيق قوانين وانظمة الفيفا، التي تنص على انه لا يحق لاي اتحاد ادارة اقامة اي نشاط لكرة القدم على اراض اتحاد اخر، موضحة ان هذا الامر حدث في شبه جزيرة القرم، وانصاع الاتحاد الروسي لهذا القرار.

واشارت شلبي الى ان الاتحاد الفلسطيني قدم ورقة قانونية حول اندية المستوطنات، تتضمن انظمة الفيفا في التظام الاساسي، او بطاقة الاخلاق، وقوانين المسابقات، والتي اكدت ان اسرائيل تقوم بعمل غير قانوني، وان استمرار الفيفا بالصمت على اسرائيل فأنها تقوم بانتهاك قوانينها.

وشددت شلبي على رفض الاتحاد لعقد اي تسوية بخصوص هذا الملف قائلة "ابلغنا الاتحاد الدولي اننا اوقفنا العام الماضي طلب تعليق عضوية اسرائيل امام مجلس الكونغرس، لكننا لا يمكننا تسوية هذا الملف"، مشيرة الى ان المكتب التنفيذي للاتحاد الفلسطيني سيعقد اجتماعا في الثامن من الشهر المقبل، سيبعث رسالة مفصلة الى رئيس الفيفا، واللجنة الرقابية الخاصة بالفيفا، وسنطلب من الاتحاد الاسيوي بموقف واضح وحازم من هذا الملف.

وكان رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب، قد سحب في 29 أيار 2015 طلب تعليق عضوية إسرائيل في الفيفا أثناء كلمته التي ألقاها في الكونغرس الـ 65  للاتحاد الدولي، بمدينة زيوريخ.

هيومان رايتس ووتش: الفيفا تشوه جمال كرة القدم بتمويل اللعب على ارض مسروقة
وقالت ساري بشي، مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في إسرائيل وفلسطين: " تشوّه الفيفا لعبة كرة القدم الجميلة، بإقامة مبارياتها على أرض مسروقة. المسؤولون الجدد الذين تولوا زمام الفيفا قطعوا التزامات جديدة في مجال حقوق الإنسان هذا العام، وعليهم اشهار البطاقة الحمراء في وجه أندية المستوطنات، والإصرار على التزام الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بالقواعد".

وحول انتهاكات حقوق الانسان التي تقع بسبب اندية المستوطنات، قالت شلبي، انه من خلال الانشطة الرياضية المقامة في المستوطنات، وما تحققه من عوائد مالية، فأن ذلك يشكل انتهاكا لحقوق الانسان، لان ادارة اي اعمال تدر ربحا في مناطق محتلة وعلى اراضي الاخرين هي انتهاك خطير لحقوق الانسان.
واكدت شلبي ان اموال التطوير التي تقدمها الفيفا لاتحادات كرة القدم، قد تذهب في تطوير ابنية وانشطة رياضية في المستوطنات، وهو ما يخالف قواعد القانون الدولي.

جمال جمعة: على الفيفا طرد اسرائيل من عضويتها بدل دعمها
من جانبه قال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة لوطن ان دعم الاندية الرياضية  في المستوطنات يعد انتهاكا للقانون الدولي، لانه يعتبر بمثابة تشريع للمستوطنات، الامر الذي يتطلب ممارسة الضغط على الاتحاد الدولي والاتحاد الاوروبي لكرة القدم، لوقف هذه المساعدات، وفرض العقوبات عليها بدلا من مساعدتها.

واكد جمعة ان هذا الملف يتطلب منا الضغط على الاتحاد الاوربي، والمؤسسات الحقوقية، والاتحاد الدولي" والفيفا" لاستبعاد اسرائيل من الفيفا ، بسبب الانتهاكات التي تقوم بها، مشددة على ضرورة الضغط على الاتحاد الفلسطيني من اجل تحريك هذا الملف، لدى الاتحاد الدولي.

وبدورها اكدت شلبي ان الاتحاد الفلسطيني سيقوم بدوره من خلال العلاقات والاطر والقوانين الرياضية، مع املها ان تقوم الجهات السياسية، ومنظمات حقوق الانسان بما تستطع عمله، مشيرة الى ان الاتحاد الفلسطيني سيراسل كل الاتحادات العربية والصديقة، من اجل اتخاذ موقف لاقرار قوانين الفيفا، واستعادة حقوقنا.

وكان  الهيئة العامة للاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا" قد تبنت خلال مؤتمرها بمدينة زيورخ السويسرية في 29 ايار 2015 ، تشكيل لجنة من الكونغرس لمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية (لجنة الرقابة الدولية لمتابعة قرارات كونجرس الفيفا).

ورغم ان اللجنة عقدت اجتماعها الاول في 27 آب 2015، الا انها تعاني من عدم انتظام في عقد اجتماعاتها ومماطلة، اذ قالت شلبي انه كان من المقرر ان تعقد لجنة الرقابة اجتماعا في 22 ايلول، لكن الطرف الاسرائيلي تذرع حجج بالاعياد اليهودية لعدم المشاركة وحضور الاجتماع، وهو ما دعى رئيس اللجنة للدعوة لعقد اجتماع على الفيديو كونفرانس، لكن الاسرائيليين رفضوا ذلك، وهو ما جعل اللجنة تلغي الاجتماع الذي لا نعلم متى سيعقد .

وحول حجم الاموال التي تتلقاها الاتحادات الكروية من الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومقارنة ما يصل الاتحاد الفلسطيني بنظيره الاسرائيلي قالت شلبي، لا نملك معلومات حول حجم الاموال التي تصل من الفيفا الى الاتحاد الاسرائيلي ويتم تحويلها الى اندية المستوطنات.

واضافت " يفترض في كل اتحادات كرة القدم ان تقدم تقارير حول انفاقها اموال التطوير المقدمة من الفيفا. اذا صار لدينا شك ان اموال الفيفا التطويرية تذهب الى المستوطناتـ فأننا سنطالب بتشكيل لجنة التحقيق".

وعن الاموال التي يتلقاها الاتحاد الفلسطيني قالت شلبي، نحن نحصل ما تحصل عليه الاتحادات الاخرى، بموجب برامج معروفة للفيفا، تختلف من عام لاخر حسب ما المشاريع التي نقدمها لهم. 

المستوطنات غير شرعية وبالتالي الاندية والملاعب
وقالت هيومن رايتس ووتش انها حققت في أوضاع الأندية التي تلعب في الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، وتقيم مبارياتها الرسمية ، في ملاعب تقع في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية التي استولت عليها إسرائيل واحتلتها عام 1967. المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي الإنساني، لأن نقل القوة المحتلة للسكان المدنيين إلى الأراضي المحتلة يشكل انتهاكا لـ "اتفاقية جنيف الرابعة" ويعتبر جريمة حرب، لان المستوطنات بنيت على أراض صودرت من الفلسطينيين.

ومن المقرر ان يعقد مجلس الفيفا اجتماعا في 13 تشرين اول المقبل في زيوريخ السويسرية، سيناقش خلالها توصيات لجنة المراقبة التي شكلها.

تصميم وتطوير