أندية المستوطنات تحدٍ أمام الفيفا

26.09.2016 12:33 PM

وطن- (تقرير: بيتر باكر/ ترجمة: جبريل محمد)

معركة الملاعب الاخيرة في الصراع الطويل بين الاسرائيليين والفلسطينيين هي بقعة بعيدة من الملاعب المعشبة صناعيا والمحاطة بتلال من الصحراء القاحلة، في مكان يتجمع الغبار فيه بالفم قبل غروب الشمس.

خسر الفريق المحلي 2-0 في مباراة للكأس، وهو يجهد في حالة هجومية دائمة . لكن هل سيبقى يلعب هنا الى الابد؟ السؤال سيجيب عليه من على بعد آلاف الاميال الجسم الدولي الحاكم للاندية الكروية مثل ذلك الذي يحكم في التجمع اليهودي في الضفة الغربية.

شكا بن حداد، 25 عاما مدير فريق كرة القدم في معاليه ادوميم التي تقع في صحراء الضفة الغربية وشرقي القدس، بين صراخ التشجيع للاعبين والتباكي على النكسات في الايام التالية، من تدخل السياسة في الرياضة.  يقول: " هذا يسيء لعملية السلام؟" يقول مشيرا الى الفتيان الذين يتسابقون على اطراف الملعب.

لكن الفلسطينيين لديهم اطفال ايضا، وهم ممنوعون من اللعب في معاليه ادوميم ومناطق اخرى تعتبر ارضهم، بهذا فالصراع حول من اين تبدأ اسرائيل واين تنتهي يصيب العصب الحي على جانبي الخط القاتم، ويكثف بالحماس الرياضي والاعتزاز المجتمعي. فوق كل هذا، وبدون اي شيء آخر يتشارك الفلسطينيون في شيء واحد هو حبهم للرياضة.

حدد الاتحاد الدولي لكرة القدم الشهر القادم موعدا لتقرير مصير ستة اندية حيث يطلب اليه دفع اسرائيل الى منع هذه الاندية من اللعب في ارض الضفة الغربية. وفق تقرير عن هيومان رايتس ووتش صدر اليوم الاثنين حول الموضوع.

احدى مجموعات الضغط تقول ان هذه الاندية تنتهك سياسات الفيفا التي تمنع لعب فرق على ارض غير ارضه بدون اذن الطرف الاخر.

فادي قرعان: على الفيفا رفع البطاقة الحمراء في وجه فرق المستوطنين

" حرم آلاف الاطفال الفلسطينيين من فرصة اللعب على ارضهم" يقول فادي قرعان الناشط في (آفاز) وهو موقع لحملات الضغط يحوي 150 الف شخص وقعوا على هذه الحملة.

" اذا كانت المعلومات جدية حول تحقيق العدالة في اللعب في الفيفا، يجب ان يرفع البطاقة الحمراء في وجه فرق المستوطنين الاسرائيليين في الضفة" يقول قرعان.

روتم كامر رئيس اتحاد كرة القدم الاسرائيلي يقول انه لا علاقة له بكل الجدل الدائر،  " نحن نحاول ان نبتعد اكثر ما يمكن من هذا، ونذكر الجميع ان هذه رياضة ، والرياضة يجب ان تكون منصة لبناء الجسور، وان لا تقسم الشعوب" كما قال لاذاعة الجيش. " انها بالتأكيد ليست مكانا للسياسة ، وكرة القدم ليست المجال التي تحدد فيه حدود البلاد".

القضية تعالج منذ عدة سنوات ويتوقع ان تعالج في الاجتماع القادم للفيفا بين 13 و14 اكتوبر في سويسرا. في الماضي  سعى الفلسطينيون لتعليق عضوية اسرائيل لعدة اسباب بما فيها تحديد حرية الحركة للاعبين الفلسطينيين، ولكن التركيز الان زاد على الاندية الاسرائيلية.

يقود لجنة الفيفا المتعلقة بالقضية (توكيو سكسويل) وهو قائد صابق في مناهضة التمييز العنصري والذي سجن في جنوب افريقيا.  ويقول انه يخطط لعرض توصيات لاجتماع مجموعة اكتوبر ، لكنه لم يقل ما هي التوصيات.  اسرائيل تحاول ان تضغط على الفيفا لتأجيل القرار على الاقل، بحيث لا يكون الاجتماع في يوم الغفران.

في تصريح جديد لم يعط الفيفا مؤشرات عما سيفعله الشهر القادم. " سيستمرالفيفا في جهوده في بناء علاقات ودية بين اعضائه حسب ما يقتضيه ميثاق الاتحاد، ويحاول ان يقدم حلولا مجدية لمصلحة اللعبة وكل مشارك" هكذا قال التصريح.

ترى هيومان رايتس ان  الاندية الستة تلعب على اراضي فلسطينية احتلت عام 1967 وان هذه المستوطنات في نظر العالم غير شرعية.

هذه الاندية تلعب في الدرجة الثالثة او الخامسة، وهي تتجه الى ضم فرق متعددة من تلك شبه الرسمية من الكبار الى الاطفال ومراكز التدريب للناشئين، ان نادي ارئيل يضم خمس فرق ب 200 لاعب.

ويضيف: " نحن لا نختلف عن اي ناد في اسرائيل" يقول شاي بيرنثال رئيس نادي كرة القدم في ارئيل. كما اشار الى ان فلسطينيي 48 يلعبون في هذه الاندية. " نحن ضد العنصرية ، ضد العنف، ضد الخلط السياسي".

الذين يضغطون ضد الاندية  يقولون ان ذلك ليس شخصيا."  المنظمون في هذه الاندية يعملون عملا اجتماعيا جيدا" يقول سري باشي " مدير مركز حقوق الانسان الفلسطيني الاسرائيلي، "لكنهم يقومون بذلك في المكان الخطأ،  انهم يقومون به على ارض مسروقة وتحت ظروف تمييز عنصري وهم يقبلون ذلك".

جبريل الرجوب رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني ضغط على الفيفا منذ عدة سنوات من اجل اتخاذ قرار ضد اسرائيل، واوضح ان الاتحاد الاوروبي منع روسيا من تسمية فرق من القرم بعد ضمها.

" نريد ان نلعب كرة القدم" يقول عبر الهاتف من زيوريخ حيث كان يلتقي مسؤولي الفيفا "انها ليست قضية سياسية انها حق اساسي لكل الشعوب".

صلاح قرط: جبعات زئيف بنيت على ارضنا المصادرة

بالنسبة لصلاح الدين القرط (66عاما)، القضية شخصية. فعائلته هي واحدة من عائلتين تمتلكان الارض التي اقيم عليها ملعب مستوطنة غفعات زئيف، والده واعمامه يملكون الارض لكنهم فقدوها قبل 35 عاما بالمصادرة.

" "هذه ارضنا" يقول، " هذه الارض التي كنا نفلحها ونعيش من دخلها لقد صادروها ولا نستطيع استغلالها، فيما المستوطنون يلعبون فيها".

" في معاليه ادوميم بدأ فصل الخريف بتشكك في تعليق اللعب، عمر الملعب ثلاث سنوات وهو مرتب وجديد ومضاء جيدا، ولكنه موجود في منطقة صناعية  ومصنع للسيراميك، اغلب المستوطنين البالغين 40 الفا يعملون في المصانع المحلية او في القدس.

معاليه ادوميم اجدى اكبر المستوطنات واكثرها تأهيلا ويتوقع الاسرائيليون ان تضم الى اسرائيل في اي تسوية سياسية ، لكن موقعها يمنع قيام دولة فلسطينية متصلة.

مدير النادي حداد يتحدث عن 400 لاعب يستخدمون الملعب من الاطفال حتى الكبار ، فريقان من اصل عشرة هي للنساء والعرب يلعبون فيها  ولكن ليس من المناطق الفلسطينية.

ويضيف: " هذه صحراء، وجدي حين اتى الى هنا لم يجد غير الصحراء، نحن لم نأخذ الارض من أحد".

وبينما كان حداد يتحدث ، فجأة نظر الى الملعب، كان فريقه يهدد بالتسديد. سدد احد اللاعبين ولكن لم يصب الهدف، وصار حداد محبطا  والقى ذراعيه الى ساقيه.

لاشيء.. لاشيء همهم ، الفريق خسر 6-0

عن نيو يورك تايمز

تصميم وتطوير