عبد الرحمن التميمي يكتب لوطن: كلام اولي على هامش الكلام

15.10.2016 07:06 AM

من خلال مراقبة المواقع الالكترونية الإنجليزية لثلاثة صحف عالمية لمدة شهر كامل لمعرفة مدى الاهتمام بالمقاومة الشعبية تبين أن هناك اهتمام في الأخبار اليومية للمقاومة الشعبية ولكن نسبة التحليلات أو  مقالات من كتاب العمود المرموقين تكاد تكون معدومة وهذا يدل على أن الاعلام العالمي لا يعتبر المقاومة الشعبية هي جزء من  ظاهرة نضال تحرري بل هو احداث واحتجاجات على سياسات معينة. ، كما أنه تم ملاحظة أن الاعلام العالمي يركز على أحداث تعكس كثير من القضايا ذات طابع حقوق الانسان، ولا يرتكز على البعد السياسي للحدث.  كما ان الاخطر هو ان يتم تصوير المقاومة الشعبية هي حركات احتجاج كما هو في العالم العربي او هو صراع بين مدنيين (فلسطينيين ومستوطنين) وتصوير الجيش الإسرائيلي كطرف محايد بفصل في هذا الصراع المدني. ولكن يجب الاعتراف أن هذه الاستنباطات هي أولية ولا بد من فترة أطول والتركيز على تحليل   نصوص المقالات بشكل مستفيض للوصول الى استنتاجات ذات قيمة.

وعند مراقبة الاعلام الإسرائيلي يلاحظ انه يركز على الاتي: المقاومة الشعبية هي حول قضايا محليه بين المستوطنين والفلسطينيين وبالتركيز أيضا على ما سمي مجموعات تدفع  الثمن في مقابل المقاومة الشعبية . وأعطى الاعلام الإسرائيلي أهمية   لمفهوم التعايش وليس حق التحرر واعادة الحقوق.

اما الاعلام المحلي عند متابعة الصحافة المكتوبة والمرئية المحلية لمدة  شهر كامل  يتبين أن أهم ملامح الاهتمام الاعلامي الفلسطيني ترتكز على: تغطية الأحداث الساخنة والفعاليات العامة وهناك تركيز على الجانب الانساني وليس على البعد الاستراتيجي للأحداث، فهناك عدد نادر جدا من المقابلات التحليلية ذات الطابع العلمي والموضوع لتحليل ظاهرة المقاومة الشعبية وهناك عدد كبير من المقابلات مع النشطاء، تلك المقابلات التي تأخذ طابع وصفي تحريضي وليس تحليلي موضوعي، تستند الى رؤيا وبرنامج وأدوات في غاية الوضوح ومن مراجعة 11 يوتيوب مع نشطاء المقاومة الشعبية تبين أنهم يحاولون جاهدين الدفاع عن فكرتهم وكأنها متهمة من جهة واكثر من محاولة توصيل رسائل ذات بعد استراتيجي فكري أكثر منه تحريض عاطفي، وما يضعف فكرة هؤلاء النشطاء هو اختلاف الرؤى فهناك من يدافع عن فكرة الدولة الواحدة، وهناك من يدافع عن حل الدولتين وهناك من يحاول جاهدا بإثبات ضرورة احلال السلام بدون توصيف موضوعي لأي سلام يريد.

هناك نشاط ملحوظ ومفصل في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ( الفيس بوك، توتير، واليوتيوب) غير ان ما هو موجود على مواقع التواصل الاجتماعي هو اخباري أو وصفي أو تحريضي وليس تحليل علمي موضوعي، وهو في غالبه دعائي ولا يوجد نقاش حقيقي حول المقاومة الشعبية في هذه المواقع، كما ان من يكتب على هذه الصفحات هم من أصدقاء المقاومة الشعبية أو من النشطاء انفسهم ولكن لهذه  المواقع أهمية كبيرة في نشر مواعيد النشاطات والتشبيك بين المجموعات الناشطة المختلفة والتواصل بين المتضامنين الأجانب والنشطاء المحليين ومن خلال مراقبة  120موقع لمدة أسبوعين تبين أن اهم هذه المواقع: 35% علاقات اجتماعية وعلاقات عامة43% اخبار حول النشاطات المحلية17% اعلام حول نشاطات 5% أخرى.

ان مواقع التواصل الاجتماعي لا تشكل راي عام يستند اليه السياسيين كما هو الحال عن ما يصدر من خزانات التفكير فالسياسيين لا يشكلون آرائهم بناء على دردشات وهذا افتراض يلاحظ لدى النشطاء خاطي  ان مواقع التواصل الاجتماعي  قد نشكل رأي ولكنها صحيح  قد تغير انطباع.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير