"يما هدوا دارنا"... في عيد الحب

15.10.2016 02:11 PM

مسافر يطا- وطن- إبراهيم عنقاوي:

قد تكون مفردة مسافر، غير مستخدمة في منطقة خارج ريف الخليل، فهي اقتصرت على الاراضي البعيدة عن مراكز القرى والبلدات، كيطا والظاهرية وبني نعيم وغيرها. وكانت تشكل سلة الغذاء لهذه البلدات. ودعيت بالمسافر، لان صاحب الارض يحتاج الى السفر للوصول اليها، الى ان قرر بعض اصحاب الارض الاقامة الدائمة فيها ، فسكنوا الكهوف ثم ابتنوا اكواخا خشبية وحجرية ، ثم ابتنوا بيوتا . السفر الى المسافر، احتاجنا ساعتين من رام الله ، ولم نتمكن من ان نفي المسافر حقها، فقد داهمنا الوقت، ونحن ننتقل من موقع الى اخر، في منطقة لم تأخذ حقها لا في التنمية ولا في التغطية . 

خربة ام الخير، محطتنا الاولى 

كان يوم الحب في خربة أم الخير في مسافر يطا، كيوم الجحيم بالنسبة لقاطني الخربة، ففي صباح ذلك اليوم داهمت قوات الاحتلال ترافقها الجرافات الخربة، وبدأت عمليات الهدم والتجريف بتاريخ (14/2/2007)، مشردة سكان الخربة التي يبلغ تعدادها قرابة 200 نسمة، إضافة إلى تدمير حظائر الأغنام التي تعتبر مصدر الرزق الأساسي للسكان فيها.

منذ ذلك التاريخ توالت عمليات الهدم لمساكن المواطنين الذين ينحدرون من عشيرة الهذالين المهجرة من منطقة بئر السبع بعد النكبة عام 1948، حيث يكون نصيب القرية من الهدم عدة مرات خلال الشهر الواحد، الأمر الذي يفاقم من معاناتهم خاصة مع دخول فصل الشتاء.

الشيخ سليمان: ابتعنا الخربة بـ 100 ناقة

يقول الشيخ سليمان عيد الهذالين أحد كبار الخربة لوطن، إن جده اشترى أراضي الخربة بما فيها الأراضي التي بنيت عليها  مستوطنة "كرمئيل" الملاصقة للخربة بمئة ناقة عام 1964 من أهالي مدينة يطا، أي قبل بناء المستوطنة بنحو 16 عاماً.

ويضيف "عمليات الهدم تتوالي علينا منذ عام 2007، بهدف التطهير العرقي ضد سكان الخربة وتهجير ساكنيها، لكننا نبني في كل مرة تتم فيها عملية هدم، ولن نرحل لأنها أرضنا وأرض أجدادنا".

الاحتلال يهدم والصامدون يعيدون البناء 

خلال شهر آب/ أغسطس الماضي تعرضت الخربة لثلاث عمليات هدم، لكن السكان أعادوا بناء غالبية المساكن المكونة من الصفيح وبيوت الشعر وحظائر الأغنام، وفق ما يقول الشيخ الهذالين.

ويشير إلى أن طابون الخبز المبني منذ 50 عاماً تعرض أيضاً للهدم وتم وضع غرامة مالية قدرها 90 ألف دولار على سكان الخربة في حال أعادوا بناءه.

 

تصميم وتطوير