العقرباوي .. جامع الحكايات وذاكرة الاماكن على رصيف وطن

19.10.2016 11:34 AM

رام الله - وطن: يكاد يحفظ البلاد عن ظهر قلب، وهو يردد جملته ان هذه البلاد يملكها من يتجول بها ويعرفها جيدا، وهي تستحق، لذلك هو لا يكل ولا يتعب في التجوال بها، من شرقها الى غربها، ومن شمالها الى جنوبها.

حمزة العقرباوي ، المنحدر من قرية عقربا من محافظة نابلس، دليل ترحال، وذاكرة حكايات، وكتاب مفتوح من التراث الشعبي، والذاكرة الوطنية، باغانيها وحكاياتها واماكنها، كان رفيقنا في #باص_سوشيال_ميديا، يوم السبت الماضي، والذي حل ضيفا في العديد من المواقع.

بدأ بعقربا وانتهى بفلسطين  

العقرباوي بدأ رحلته في الترحال وجمع الحكايا في عام 2006 في قريته عقربا، اذ بدأ بجمع القصص والحكايات والموروث الثقافي الخاص بقريته، عبر اجراءه مقابلات مع كبار السن من نساء ورجال في القرية، في اطار جمع الرواية الشفوية وصلت لاكثر من  100 مقابلة ومن ثم تفريغها.

بعد 3 اعوام (2009) ، بدأ العقرباوي بالخروج في جولات حول البلدة لعدد من الاماكن، مصطحبا معه اصدقاءه في القرية، وتصويرها وتدوين بعض المعلومات عنها ومن ثم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو جذب الكثير من اهالي البلدة المغتربين، وحظيت بتفاعل كبير.

مع مرور الوقت ازداد شغف العقرباوي بالساحة الداخلية، والتجوال، وحفظ ذاكرة الاماكن، والذي جعله ينتقل خطوة للامام حين استضاف عام "تجوال سفر"، وهو فريق شبابي تابع للملتقى التربوي العربي، يقوم بعمل جولة كل شهر مرتين على قرية او مدينة فلسطينية، والذين استضافهم العقرباوي في قرية يانون، ومنذ ذلك الحين اصبح عضوا اساسيا في الفريق الشبابي وجزء من ادارته .

ويقول العقرباوي لوطن "شهريا لدي اكثر من 3 جولات، واحيانا تزيد الى ان تصل الى كل خميس وجمعة اخرج مع عدد من ادارة المجموعة الشبابية ، واصبح لدي كل شهر اكثر من 3 جولات، واحيانا كل اسبوع جمعة وسبت اخرج بجولة".

وتتركز جولات العقرباوي في فصل الربيع على منطقة الاغوار والمناطق المهمشة قائلا ً "جولاتنا في الربيع تتركز على الاغوار، لدينا طاقم في البلد مكون من 15 شخص، ننظم ما لا يقل عن 30 رحلة للاغوار، ونأخذ المجموعات على المناطق المهمشة في الاغوار، وحدود نهر الاردن".

الجولات والترحالات التي ينظمها العقرباوي ، ليس لها اي هدف مادي، بل هدفها التعرف على الاماكن والذاكرة لكل مناطق فلسطين، اذ يؤكد "هذه الجولات ليس هدفها مادي، نحن لا نحصل على اي مقابل مادي، سوى الحصول على ايجار الباص الذي يقودنا الى الاماكن التي ننوي زيارتها، واذا وجدنا من يمول ايجار الباص، فأنه لا احد يدفع شيء".

جولات غير مدفوعة الاجر

لكن العقرباوي يشير الى انه يحصل على مقابل من الجولات التي يقوم بها لمؤسسات او مجموعات اجنبية، تأتي لتصوير افلام وثائقية او اعداد درسات، لكنه يعمل متطوعا مع المؤسسات المحلية والوطنية.

ويعتمد حمزة في تغطية برنامجه خلال الترحال على سرد تفاصيل ذاكرة المكان الوطنية والتاريخية، وابرز المحطات والاماكن التي يضمها ، وكذلك الحكايات الشعبية المرتبطة بها، فهو الى جانب تنظيمه لترحالات، يعمل حكواتي ، ويخصص وقتا في الترحالات التي ينظمها ويشارك بها للحكايات الشعبية، والطرائف المتداولة في القرى الفلسطينية.

لا يستطيع تذكر او احصاء عدد التجوالات التي قام بها العقرباوي، منذ بدأ هوايته في زيارة الاماكن وجمع الحكايات، والتي طورها مع الوقت من خلال اقتناء الكتب والمراجع، والتي يستند اليها اثناء تحضيره لكل جولة يقوم بها.

ويقول العقرباوي "قبل كل جولة اقوم بها، اجمع معلومات عن مكان، واحضر خريطته والمعلومات التاريخية المطلوبة عنه، ونشرة قصيرة، بل انني اقوم بتامين المراجع لاي متجول اراد الاطلاع اكثر عن تلك الاماكن".

حصيلة الجولات مئات الكتب التاريخية والاثرية والتراثية بعدة لغات 

ورافقت رحلة العقرباوي في جمع الحكايات، رحلة جمع الكتب والمراجع ، اذا بات لديه مكتبتين تضمان اكثر من الف كتاب ومرجع، تختص في فلسطين ومدنها وقراها وتاريخها العربي او التي يتم ترجمتها من الانجليزية او العبرية للعربية، اضافة الى الحكايات الشعبية التي يقوم بجمعها من القرى والبلدات التي يزورها ويوثقها .

دليل سياحي في احجام المؤسسات المعنية عن القيام بواجبها 

واشار العقرباوي الى انه يلحظ التعطش لدى المشاركين في التجوالات لسماع الحكايا الشعبية عن الاماكن، وايضا عدم معرفتهم عن الكثير من تلك الاماكن، وهو ما يشير الى تقصير الكثير من المؤسسات في تقديم ما هو مطلوب منها في هذا المجال.

 عشرات الاماكن التي نظم العقرباوي تجوالات اليها، بات يحفظها عن ظهر قلب، ويلمس مدى التقصير الرسمي بها، قائلاً "للاسف الشديد روح المتجولين الى الكثير من الاماكن تسبق نشاط المسؤولين، اذ ان الاهتمام والترميم في الكثير من الاماكن المهمة ضعيف جدا".

تصميم وتطوير