هو وصديقته وثالثهما كلبهما

20.10.2016 02:06 PM

كيف يستمتع الاجانب بجمال بلادنا ونحن غائبون

رام الله - وطن - كتب احمد ملحم: هذه البلاد، بقدر ما نحبها نجهلها، نتعثر في اسماء بعض تفاصيلها، ونتوه في جسدها، نمر قرب المواقع الخلابة، ولا نلتفت لها، تقودنا سياراتنا وحافلاتنا واقدامنا الى اماكن عملنا اوبيوت اصدقائنا او اماكن ترفيه ولهو تقليدية متوفرة في كل مدينة في العالم، ونغفل ما يميز بلادنا، من ينابيع وجداول وتلال وكهوف، كتب اجدادنا عبر تفاعلهم معها تاريخ فلسطين والغزاة الذين مروا عليها، فمنهم من رحل ومنهم من لم يجد سبيلا سوى الاندماج في شعبها وحضارتها. نحن ،  على عكس هؤلاء الذين اتوا من كل اصقاع الارض، ليستوطنوا الارض ويجهدوا لمحو ثقافتها وملامحها، فتجدهم ينتشرون في كل مناطقها. ولسنا مثل مجموعات الاجانب الذين يتقاطرون الى مواقع تاريخية واثرية ليستمتعوا بتفاصيلها ونحن لا نعرف عنها شيئا.

يوم السبت ، الخامس عشر من تشرين اول ، واثناء تجوالنا في #باص_سوشيال_ميديا، قصدنا منطقة عين فارة، ووصلنا بعد مسار جبلي وعر استمر لنصف ساعة، الى بركة ماء صغيرة بين الصخور، يغذيها شلال ماء صغير يصب بها ويكمل طريقه لكيلو مترات ليغذي مجرى وادي القلط الشهير مع نبعين آخرين هما الفوار والقلط.

عين فارة، شاهد على الاقدمين

وتعد عين فارة، من أجمل مناطق برية القدس؛ ففيها تنوع طبيعي وبيئي غني، وتكشف آثارها عن تواجد بشري قديم، تبرز حضوره الاديرة المنتشرة فيه، والقناطر وجسور المياه، والكهوف التي كانت مسكونة، وقنوات المياه الفخارية.

كنا اول الواصلين الى المنطقة، بعد ان سلكنا مسارا اخر غير مسار زملاءنا، سرنا خلاله  بين اشجار القصيب والمياه، لنجد ان المكان خالي الا من اجنبي وصديقته وثالثهما كلبهما، لم نعلم ان كان مستوطنا او سائحا اجنبيا، وما ان وصلنا،  حتى  انتابه بعض القلق والامتعاض ، وسرعان ما انتقل التوتر الى كلبه. القلق والتوتر تعاظما  مع وصول بقية الزملاء.

وصلنا الى المكان الصخري الذي تتوسطه بركة ماء صغيرة،  الجميع مارس حريته في الجلوس في المكان، بينما يجلس ذلك الغريب وصديقته مع كلب بني بدت ملامح الغضب تعلو اكثر واكثر على ملامحه ( اي الكلب) من وجودنا، محاولا بين فترة واخرى مهاجمة  بعض الشبان الذين كانوا يستلقون في بركة المياه.

الاسرائيليون يعرفون مفاصل المكان

جولتنا التي ضمت 50 مدونا وصحفيا وناشطا، معظمهم لم يكونوا يعلموا باسم هذه المنطقة وتفاصيلها، وذاكرتها الوطنية، وتاريخ اماكنها، والحضارات التي مرت عليها من قبل، كنا اشبه بسياح من كوننا ابناء هذا التراب، شعور يتعاظم مع مرور الوقت الذي بدأ يزداد فيه عدد المتجولين المستوطنين والاجانب في المنطقة، نساءا ورجالا، فتيات واطفالا وفتية، يتجولون في المنطقة كرحالة، ويعرفون تفاصيلها، ومساراتها، وطرقها اكثر منا.

ورغم ان هذه البلاد صغيرة بحجم القلب، الا ان الكثير منا يجهلها  والبعض الاخر يتجاهل الكثير منها ويهمله، فمنذ عشرات السنوات، ومدارس الضفة الغربية تنظم رحلات مدرسية الى نفس الاماكن السياحية المعتادة المستهلكة، الا ان بدأت في الاونة الاخيرة بعض الفرق الشبابية في تنظيم تجوالات لتلك الاماكن وخارج السياق الرسمي. حصيلة جولتنا، مشاعر عميقة من الفرح والحزن والاستمتاع والخوف على مستقبل هذه المواقع وأيضا بعض الصور التي نعرضها هنا

 

تصميم وتطوير