توغل اسرائيلي متعاظم في افريقيا (الحلقة الثانية)

20.10.2016 10:17 PM

وطن: افريقيا: غذاء للمستقبل

بينما تصبح رواندا اول بلد افريقي يشكل مقرا لمركز اسرائيلي للتميز، الا انها بأي شكل من الاشكال ليست البلد الاول في افريقيا الذي يستفيد من مشاريع التطوير الزراعي الاسرائيلية. يقول حيزقل: "  تعتبر افريقيا بؤرة تركيز بالنسبة لرئيس الحكومة، لذا نحن نسعى لتكثيف نشاطاتنا هناك".

يقول بوليغ: "مع توقع زيادة عدد سكان العالم بنحو 3 مليارات حتى عام 250، ستكون حكومات العالم تحت ضغط هائل لانتاج الغذاء بطريقة اكثر نجاعة  وبمصادر محدودة مياه اقل وارض مجرفة، الدول تبحث عن بدائل، وبالنسبة لشعوب افريقيا اعتقد انه من المهم جدا التعلم من اسرائيل كيف يمكن انتاج الغذاء بطريقة افضل، وانتاج محاصيل زراعية – فواكه، خضروات، حليب، بروتين- وانتاج الكثير من القليل ، هذا ما تفعله اسرائيل جيدا، انها تنتج الكثير من القليل".
اضافة الى رواندا هناك دول افريقية تعمل في الزراعة مع اسرائيل بما فيها اثيوبيا وكينيا والكاميرون غانا السنغال ومشاريع صغيرة في ملاوي وبوركينا فاسو.
في اثيوبيا تقوم يو اس ايد وماشاف بتنفيذ مشروع مشترك لتطوير البستنة الشجرية مع وزارة الزراعة الاثيوبية مركزة على الافوكادو والمانجا. لقد اصبح البرنامج قائدا لاول عملية تصدير للأفوكادو من اثيوبيا.
احد التحديات لممثل ماشاف الدائم في اثيوبيا هو عدم الحماس لدى الدوائر الحكومية الفرعية للمشاركة في الخبرات مع المزارعين الريفيين، وحتى يتأكد من نقل المعلومات  طور الممثل مشتلا متنقلا الى مناطق يستطيع الوصول اليها مباشرة ليعرض مهارات مفيدة.

جنوبي اثيوبيا مباشرة وفي كينيا، نشطت ماشاف بالمشاركة مع وكالة التنمية الدولية الالمانية، وبالقرب من بحيرة فكتوريا الملوثة والغنية بسمك البلطي بنى الشركاء احواضا للسمك يستطيع السكان المحليون تربية الاسماك التي اعتادو اصطيادها.

مشروع آخر في كينيا هو مشروع غالانا كولالو للامن الغذائي، حيث تتعاون فيه ماشاف وسينادكو مع القطاع الخاص الاسرائيلي (شركة عرفاة ياروك) – وادي عربة الاخضر، وذلك لعرض اعمال الري الحديثة وزراعة الذرة. وفيما كانت الشركة تعمل في الموقع كانت الحكومة الاسرائيلية تشرف على بناء القدرات وتدريب المزارعين، عبر جلب المشاركين للتعلم في اسرائيل والبدء في بناء مزرعة نموذجية.

وبالانتقال الى الغرب الى وسط افريقيا، حيث خليج غوايانا نشطت اسرائيل في الكاميرون في تدريبات ادارية وزراعية ، كان البرنامج حصيلة اتفاقية لثلاث سنوات وقعت في كانون اول 2016 مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الريادة الشبابية في مجال الزراعة في الكاميرون وذلك لمساعدة الشباب على تحسين امنهم الغذائي من خلال مبادرات ربحية وبناء على معلومات من ماشاف.

خلال هذا البرنامج سوف ترسل اسرائيل خبراء لمعاهد اكاديمية في الكاميرون للمساعدة في تدريب الجيل الجديد من المزارعين والمبادرين  كما سيقومون بالاشراف على انشاء مزارع نموذجية. على حد قول بوليغ.
ويقول بوليغ: " لاول مرة لم نعمل فقط على تقديم نماذج، وعرض التكنولوجيا الاسرائيلية  ومعرفتنا بل ايضا العمل مع الحكومة لتطوير القدرات بطريقة مفيدة عبر ارسال الخبراء للتعليم ووضع المنهاج".

وبعيدا في غرب افريقيا ترسخ اسرائيل وجودها في القطاع الزراعي في غانا، هناك يوجد لاسرائيل العديد من المشاريع، من ضمنها التدريب على زراعة الحمضيات وتربية النحل بالتعاون مع وزارتي الزراعة الغانية والالمانية.
وفي الغرب تتعاون اسرائيل مع ايطاليا والسنغال في التعريف بالري بالتنقيط، واستطاع المشروع ان يمد تأثيره من خلال انشاء ثلاث مزارع نموذجية من بينها اثنتان عاملتان  وتخدمان 70 قرية.

سمي المشروع الاسرائيلي الايطالي ب (الابداع التكنولوجي الزراعي لاجتثاث الفقر- وهو مشروع مساند لخطة الاستثمار القومي في السنغال(TIPA-PAPSEN)، وهي مبنية على مشروع ماشاف الاصلي الذي بوشر عام 2006، الذي يقوم على الري بالتنقيط والخلط بين البستنة الشجرية والخضروات ورزمة ادارية تقود الى تعظيم نظام الانتاج" حسب ما شاف.

يقول بوليغ: " هذا المشروع سيجمع القرى معا ، فالمشروع يدفعهم للعمل معا"، خلال البرنامج يجب على القرى السبعين ان تفكر في كيفية التشارك في مصادر المياه، اضافة الى التركيز على النوع الاجتماعي وتمكين النساء".

مع التقدم في الشراكات في التنمية الزراعية، سيستمر التركيز الاسرائيلي اكثر على افريقيا- وخاصة في غرب افريقيا، وهي منطقة لم تكن للدولة اليهودية اي شراكة فيها حتى الان. هذه المنطقة المكونة من 15 دولة – تسمى رسميا التجمع الاقتصادي لدول غرب افريقيا -(ECOWAS) وتضم غانا، بوركينا فاسو، والسنغال حيث تنفذ فيها مشاريع زراعية. وهناك دول في التجمع لا زالت لا تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل مثل مالي والنيجر. لكن اسرائيل ستستضيف في كانون اول القادم مؤتمرا لوزراء الزراعة لدول ECOWAS.  ويوضح بوليغ هنا: " ستكون هذه المرة الاولى التي يزور فيها وزرا الزراعة من دول غرب افريقيا الى اسرائيل ليقلقون نظرة اولية على تطور وانجازات اسرائيل في مجال الزراعة، الزراعة هي اداة رئيسية للتنمية، وهي مجال تنمية رئيس في افريقيا".

تطوير تضاريس جديدة:

بينما تستمر افريقيا بالتركيز على التعاون مع اسرائيل في تنمية زراعتها، هناك اقطار اخرى في العالم خاصة في آسيا وامريكا الجنوبية تبقى مناطق جاذبة. في جنوب امريكا هناك اتفاقية في هذا المجال مع بنما حول التعاون في مجال البستنة الشجرية. وتبقى آسيا مجالا جاذبا للتعاون الزراعي مع وجود مشاريع مزدهرة في عدد من البلدان (اضافة الى الهند)، بما فيها الصين، فيتنام والفلبين وهناك مشاريع على الطريق في ميانمار ونيبال كما يشير حزقيل.

يقول السفير الاسرائيلي في ماينمار داني زوهر زونشاين: " هناك عدد قليل من الدورات القصيرة التي عقدتها ماشاف في البلد مثل اساليب الري، زراعة الخضروات، وتربية النحل، كما ان دراسة الزراعة في اسرائيل تعتبر شائعة بين الطلاب البورميين، حيث تجذب اسرائيل بين 200-250 طالب سنويا".

اضافة الى ما قاله زونشاين، فقد رافق وفدا بورميا لزيارة مزرعة ومصنع اسرائيلي للأبان في فيتنام. كان هدف الرحلة: " عرض طريقة اسرائيل في العمل"، آملين ان يتبنوا بعض انواع التكنولوجيا واساليب الادارة هناك.
وبينما لا زال المسؤولون البورميون والاسرائيليون في مرحلة التقرير بما سيكون مضمون البرنامج المشترك بين الحكومتين يقول زونشاين ان ميانمار اقترحت لقاء للمشاركين لنقاش الاحتمالات، في رأي زونشاين ان الخيار الجيد هو المشاركة في انشاء مركز للتكنولوجيا الاسرائيلية في الري او البذور، حيث يديره القطاع الخاص. ويلخص زونشاين " ميانمار الان تتقدم، الفرص موجودة هناك انه مكان ممتع ومتحدي، لكنه ايضا يخبيء جائزة".

دولة اخرى في المنطقة  ترغب في المشاركة في خبرة اسرائيل الزراعية  هي مملكة بوتان الصغيرة البوذية  وهي دولة تقع ما بين الهند والصين في السلسلة الشرقية لجبال الهملايا.

في مقابلة مع لينوبو ييشي دورجي وزير الزراعة والحراج  في بوثان اوائل ايلول وهي دولة لا تقيم علاقات مع اسرائيل- عبر عن توقه الى تعاون اعمق في المجال الزراعي مع اسرائيل كان ذلك خلال اول زيارة للدولة اليهودية. جاء دورجي الى اسرائيل لحضور تخرج طلبة بوتانيين من برنامج المهن الزراعية، وناقش التعاون المحتمل في مجال الحمضيات، الالبان والري. وقال دورجي : " لقد ارسلنا طلبة الى اسرائيل خلال السنوات الاربع الماضية ، كان البرنامج فاتحة لبناء اتصال مع اسرائيل، بعضهم بدأ عمله الخاص، وآخرون يستطيعون تقديم معرفتهم"


التعليم في اسرائيل:

باتت التكنولوجيا الاسرائيلية في الزراعة شائعة في ارياف آسيا وافريقيا، فتبادل الخبرات ليس محدودا في ارض الحقل، كل عام يزور آلاف الطلبة من العالم اسرائيل في دراسة اما تستمر ثلاثة اسابيع او 11 شهرا في مختلف الحقول ويعودون بخبرتهم الى بلادهم.

هناك حوالي 2000-2500 خريج يأتون الى اسرائيل سنويا من 100 من البلدان النامية بمنح دراسية كاملة لثلاثة اسابيع تدريبية في ماشاف في كيبوتس شفاعايم ورمات راحيل اضافة الى مؤسسة غولدا مائير ( مركز جبل الكرمل للتدريب الدولي).

يقول حيزقل: اضافة الى ذلك فان هناك برامج يرعاها القطاع الخاص تجلب نحو 3500 متدرب سنويا في برامج تستمر 11 شهرا ، احدى اكبر الدورات هي برنامج دراسات المهن الزراعية الذي درس حوالي 7000 طالب من 20 دولة خلال 11 سنة .

يقول حزقيل: "احدى احدث الادوات التي توفرها ماشاف للخريجين هي متابعتهم في بلادهم بعد التخرج، ويمكن للخريجين ان يتقدموا لمنح تصل الى 10 آلاف دولار لتمويل مشاريع مبنية على التدريب الذي تلقوه في اسرائيل. وقد وصلت الى ما شاف طلبات منح من كل العالم، الفكرة هي ان تكون المشاريع عائلية او تعاونية قاعدية".

مكاسب لاسرائيل: التشارك في روح المبادرة

عندما تحاول اسرائيل رمي بذار التنمية الزراعية ، وتبني شراكات مع الحكومات – ومزارعيها-  في آسيا وافريقيا  وعبر العالم فالمستفيد ليس فقط من تلقوا المشاريع والتدريبات. يقول بوليغ: " ان الامل هو في الناس انفسهم، ربما نصل الى دولة من الصعب النجاح في تحقيق تنمية فيها، ولكن ربما يكون ذلك وعد الهي لك ان تفعل شيئا هو في داخلك. نحن نحاول التشارك معهم في الطريقة التنموية، التشارك في الروح الريادية، ان نريهم كيف يكونوا ناجحين في عالم مصادره محدودة، ان نريهم ان التحديات يمكن ان تكون فرصا".
ويوضح حيزقل : بعملنا هذا نعطي اسرائيل الفرصة لتقوية علاقاتها الدبلوماسية مع الدول التي تتلقى المشاريع الاقتصادية وعلاقات اخرى للتعاون الاقليمي ومحاربة الارهاب.
ويقول: " نحتاج هذه الدول في المحافل الدولية وفوق كل هذا هو التزام اسرائيل كعضو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بتطوير الاقتصاد، ومساعدة الدول الاقل نموا. يوجد هناك اشياء عميقة تنتمي للقيم اليهودية في اصلاح العالم.
عن جروسالم بوست، ترجمة جبريل محمد

تصميم وتطوير