عبد الرحمن التميمي يكتب لـوطن: سلطة المياه حسنا فعلت

منذ أكثر من عام وسلطة المياه الفلسطينية في تحضيرات جدية وبمشاركة العديد من الأطراف منشغلة في تحضير دعوة لمؤتمر " المياه العربية تحت الاحتلال" بالتعاون مع جامعة الدول العربية الذي سيعقد في القاهرة بين 26-28 أكتوبر هذا العام.

يأتي هذا المؤتمر في وقت حرج جدا بالنسبة للمياه العربية فكما هو معروف أن معظم المياه العربية الرئيسية تأتي من خارج حدود العالم العربي النيل، الفرات ودجلة وغيرها وهذه المياه يتم الاعتداء عليها ليلا نهارا وذلك بسبب حالة التفكك في التضامن العربي وحالة انشغال الدول العربية بهمومها الداخلية ( مصر، سوريا، العراق) حيث بنت تركيا سد أتاتورك بما عرف مشروع جنوب الأناضول الذي استولى على كمية كبيرة من مياه العراق في غفلة من سوريا والعراق، والآن مشروع النهضة الأثيوبي الذي يخزن ما يقارب 74 مليون متر مكعب جزء كبير منه على حساب مصر وهذان المشروعان التركي والأثيوبي مشاريع مياه في الشكل ولكنها سياسية في المضمون، الدرس المستفاد عندما كانت سوريا والعراق ومصر في وضع قوي ولديها رؤية سياسية لم تجرأ لا تركيا ولا أثيوبيا على القيام بمثل هذه المشاريع.

أما في الحالة الفلسطينية حيث تقوم اسرائيل بسرقة المياه الفلسطينية منذ عام 1930 أي قبل قيام دولة اسرائيل نهبت المياه العربية والفلسطينية وحولت 75% من مياه نهر الأردن لداخل اسرائيل دون اعتراض عربي جدي.

يأتي هذا المؤتمر في وقته حتى لا تسرق مياهنا في خضم الأزمات السياسية.

من المهم الاستفادة من نتائج المؤتمر ونتمنى ان يخرج بتشكيل فريق عربي من الخبراء لدفاع عن المياه العربية المغتصبة وتشكيل لوبي من الخبراء والنشطاء السياسيين لجعل قضية المياه الفلسطينية قضية على طاولة الاهتمام في مجال حقوق الانسان والقانون الدولي والسياسة.

نعم وكل الاحترام لهذا المؤتمر الذي سيقول لكل العالم أن هناك أرضا عربية محتلة ومياه مغتصبة وهذا الكلام لن يأتي على لسان العربي بل على لسان خبراء دوليين لهم احترامهم العلمي الكبير، حسنا صنعت سلطة المياه وتعظيم سلام.