وأخيرا زرت غزَّة

22.10.2016 01:28 PM

 كتبت فلسطين اسماعيل: خلص بيكفي، في كل مرة تحاول صديقتي آية الخروج من غزة يتم رفض طلبها، ومن غير سبب، حتى انها أصلا لاتفهم من هي الجهة التي تقوم بالرفض، وطبعا آية ليست الحالة الوحيدة بل هنالك الكثيرات والكثيرون ممن يواجهن ويواجهون نفس المشكلة.

قبل يومين هاتفتني مخنوقةً بسبب عدم حصولها مرة اخرى على رد قاطع حول تصريح للخروج من السجن كما وصَفت به غزّة.

وقالت: طيب تعالي انت، ما بدك تيجي على غزة؟ أجبتها: ولِك طبعا بدّي،  بس حاليا ما بقدر، لكن المشكلة هي ان قانون الاحتلال يمنعنا نحن فلسطينيو ال ٤٨ من الدخول الى غزة. طيب خلص لما يصير معك جواز تاني تعالي قالت. أجبتها أكيد.

زرت غزة مرتان، المرة الاولى زرتها بصحبة جدتي حين كنت في الصف الثاني  الابتدائي اي قبل عشرات السنين، واذكر ان الشيء الوحيد الذي علق بذهني حينه  كان اللهجة المصرية لبعض الغزّيات والغزّيين الذين قابلناهم، لااذكر شيئا غير ذلك.

لكن رغمًا عن أنف القانون ورغم الحدود اللعينة، زرت غزّة للمرة الثانية  هذا الصباح، باكرا جدا، حين قررت الدخول الى غزة ودخلت، لا اعرف ولا اذكر كيف او من أين، لكنني دخلت، دخلت وذهبت الى بيت صديقتي آية ومشينا في الشوارع وذهبنا الى البحر. لكن حين جلست على ارض غزّة لكي تلتقط لي صديقتي صورة، جاء احدهم وقال لي: لا يجوز لك الجلوس بهذه الطريقة على الارض...
وذهبت معها الى زيارة وفاء الصديقة الغزّية التي تعرفت عليها قبل سنوات وتعيش في رام الله.

وآن اوان العودة، طيب كيف بدّي ارجع؟ أعرف انهم في معبر إيرز يجمعون المسافرات والمسافرين عبر المعبر في غرف صغيرة مغلقة لعدة ساعات، وانا أعاني من الكلستوفاوبيا (الاختناق) في الأماكن المغلقة. ما بدّي، طيب شواعمل؟ لازم ارجع عندي اجتماعات عمل مكثفة ولا أستطيع التغيب عنها.

قالت آية: خلص تعالي منروح من معبر المستوطنين (عّم بخلط بين الضفة وغزة اكيد) وهيك اتجهنا صوب المعبر،عندها طلبت مني صديقتي ان أسرع واركض لان المتشددين يلحقون بِنَا لأننا لا نلبس على راسنا، ركضت طبعا معها الى ان وصلنا المعبر وهناك شاهدنا مجموعة من المتشددين المستوطنين اليهود، هي خافت، قلت لها خلص سلام انت روحي، وانا مشيت باتجاه المجموعة ووقفت بينهم، حين توجه الي احدهم وقال: شالوم. اجبت: شالوم وانضممت الى المجموعة وخرجت من غزّة.

خلود صديقتي ومنقذتي كعادتها، كانت تنتظرني في الخارج، لا اذكر تفاصيل ما حدث بعدها لكنني استيقظت علىمنبه الساعة في نفس اللحظة التي اكتشف فيها احد المستوطنين انني وخلود فلسطينيتان.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير