شهرا تموز وآب هما الأكثر سخونة منذ عام 1880

24.10.2016 06:54 AM

2016 هي الأكثر سخونة بين جميع السنوات التي تم توثيقها في التاريخ

رام الله- وطن- تقرير: جورج كرزم

يعتبر شهرا تموز وآب الأكثر سخونة منذ أن بدأت عملية قياس درجات الحرارة؛ إذ تجاوز هذان الشهران الأرقام القياسية التي سجلت خلال السنة المنصرمة (2015)، كما يعتبر هذان الشهران استمرارا لسلسلة طويلة من الأرقام القياسية الجديدة التي تم تسجيلها.  هذا ما أكدته معطيات وكالة الفضاء الأميركية "ناسا".  وإجمالا، ضربت الأشهر العشرة المتتالية الأخيرة أرقاما قياسية جديدة، إلا أن شهر تموز تحديدا ضرب أعلى رقم قياسي شهري منذ بدء عملية التوثيق عام 1880.

وقد توافقت هذه المعطيات مع نتائج قياسات أجرتها جهات بحثية أخرى، أبرزها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) والتي أشارت إلى أنه في الأشهر الأربعة عشر الأخيرة تم تسجيل أرقام قياسية في درجة الحرارة تجاوزت جميع الأشهر التي سبقتها.

معطيات وكالة "ناسا" التي جمعت بين درجتي حرارة سطح البحر وهواء اليابسة، تقول بأن درجة حرارة شهر تموز 2016 أعلى بـ 0.84 درجة مئوية من متوسط درجة حرارة شهر تموز خلال السنوات 1951-1980 وأعلى بـ 0.11 درجة مئوية من الرقم القياسي السابق الذي تم تسجيله في تموز عام 2015.  ودون شك، فإن سنة 2016 سيتم تسجيلها باعتبارها الأكثر سخونة بين جميع السنوات التي تم توثيقها في التاريخ.

الأشهر الساخنة المتتالية هي نتيجة التسخين العالمي الناتج عن ظاهرة النينيو التي هي عبارة عن ظاهرة طبيعية تتكرر كل بضع سنوات؛ فتسخن خلالها مياه المحيط الهادئ، ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية وبالتالي التأثير بقوة على أحوال الطقس في مختلف أنحاء العالم، وبخاصة في أسيا.

درجات الحرارة الابتدائية لوكالة ناسا، والتي تتم مقارنة القياسات الجديد على أساسها، تحوي فعليا ارتفاعا حراريا بمقدار نصف درجة مئوية في درجات الحرارة العالمية.  لذا، فإن درجة حرارة شهر تموز تحديدا كانت أعلى بنحو 1.34 درجة مئوية (0.5+0.84) من المعدل الذي سجل في العصر ما قبل الصناعي.  وبحسب خبراء المناخ، فإن نحو 0.2 درجة مئوية من مقدار الارتفاع الكلي في درجة الحرارة هي نتيجة ظاهرة النينيو؛ لذا فإن 1.1 درجة مئوية المتبقية هي نتيجة التغير المناخي الناتج في جزئه الأكبر بسبب التأثير البشري.   

ظاهرة النينيو التي توقفت مؤخرا (بشكل مؤقت) استمرت أكثر من سنتين، وشكلت الحدث المناخي الأكثر قسوة خلال السنوات الـ35 الأخيرة؛ فتسببت في أحوال جوية قاسية وجافة في أجزاء واسعة من الكرة الأرضية.  وبسبب التوقف المؤقت لظاهرة النينيو فمن غير المتوقع تسجيل درجات حرارة قياسية جديدة هذا العام.  وإجمالا، سنة 2016 ستكون الأكثر سخونة منذ بدء القياسات.

 

خاص بآفاق البيئة والتنمية

تصميم وتطوير