حين كانت اريحا تطحن السكر ... الطواحين المهجورة التي لم تعد تدور

25.10.2016 01:07 PM

رام الله - وطن: في منتصف الطريق الرابطة بين تل السلطان وجبل قرنطل في مدينة اريحا، وعلى جهة اليمين تقع طواحين السكر، احد اهم المواقع الاثرية في المدينة التي تعود للعصرين  الصليبي والمملوكي، ويبدو الاهمال ، السمة الابرز في الموقع الذي زرناه سريعا خلال جولتنا في #باص_سوشيال_ميديا، في 15 من الشهر الجاري.

ما تبقى من الموقع من اثار، يدلل على ان المكان شهد اياما ذهبية من انتاج السكر، الذي شكل احد روافد الاقتصاد في الحقبة الصليبية والمملكومية، والذي توسع انتاجه خلال هاتين الحقبتين.

ويقول الحكواتي حمزة العقرباوي لوطن ان انتاج قصب الكسر كان معروفا منذ زمن الامويين، وانتاجه توسع خلال الفترة الصليبية اذ تم تصديره الى اوروبا، ولذلك جرى بناء طواحين سكر متطورة، لا تزال بعض بقاياها في مدينة اريحا.

ومن تلك الاثار المتبقية في المكان، القنوات التي كانت تنقل المياه من منطقة عين الديوك، والتي كانت توفر المياه اللازمة لتوليد الطاقة لتشغيل الطواحين، إضافة إلى ورشات صناعة الخزف فيها، وآثار المعصرة والمصنع القديمين.

طواحين السكر في اريحا،تتكون من عدة مرفقات، اهمها بيت السكر، والقناة، والموقدة، والمطبخ والساحة الرئيسية، والرحى (المطحنة) الشبيهة برحى الزيتون (البد)، والتي كانت مهمتها الاساسية طحن قصب السكر الذي كان يتم احضاره.

ورغم اهمية طواحين السكر، وما تمثله من قيمة اثرية، تروي الحياة الاقتصادية والصناعية في تلك الفترة، الا ان تلك الطواحين لم تعد تدور في اريحا، بل اصبحت تعاني من اهمال.

وحول ذلك الاهمال، قال مدير عام وزارة السياحة والاثار في اريحا، اياد حمدان لوطن للانباء، ان وزارة السياحة اولت اهتماما لموقع طواحين السكر، ووضعت لافتات ارشادية في المكان لكن تم نزعها.

واشار حمدان، الى ان اكثر المعضلات التي تواجه المواقع الاثرية وتطويرها، هي الملكيات الخاصة للاراضي التي تقع بها تلك الاماكن، مثل طواحين السكر.

وكشف حمدان لوطن عن وجود مشروع مشترك بين بلدية اريحا وملاك الاراضي لتطوير الموقع، وتحويله من موقع مهمل الى موقع مطور ، يستفيد منه اصحاب الاراضي ويجعلهم مساهمين فيه.

 وحول الافكار التي يحملها المشروع، قال حمدان ان الفكرة الاساسية هي تحويل المكان الى موقع سياحي، وفتحه امام الزوار وترميم الاماكن الموجودة، وانشاء محلات بملكية اصحاب الاراضي للاستفادة.

 ويعد هذا المشروع حسب حمدان، بديلا لاستملاك الاراضي، الذي لا يمكن اللجوء اليه بصورة دائمة، بسبب التكلفة العالية، وكثرة المواقع والاراضي التي يوجد فيها مواقع اثرية.

 واكد حمدان انه يجري الان اعداد التصاميم الضرورية للمكان، والتواصل مع ممثلي اصحاب الاراضي من اجل الوصول الى صيغة مناسية لاخراج المشروع الى حيز الوجود.

 

تصميم وتطوير