ورقة بحثية جديدة لمركز مسارات تتناول الأزمة السورية

25.10.2016 04:05 PM

رام الله- وطن: نشر مركز مسارات، اليوم الثلاثاء، ورقة بحثية من إعداد الباحث ثائر رباح وجاء عنوان الورقة " تقارب أنقرة مع موسكو وطهران وانعكاساته على الأزمة السورية".

وجاء في الورقة "إن تراجع تركيا عن مواقفها التي طالما تمسكت بها وأصرت على تحقيقها ليس غريبًا ولا مستبعدًا، ويتضح ذلك باتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل الذي كانت تركيا تصر من أجل إنجازه ربطه بشروط تتعلق بقطاع غزة، حيث كانت تشترط فك الحصار كليًا عن القطاع، وإقامة ميناء بحري وآخر جوي، إلا أنها أمام المصالح التركية العليا تنازلت عن هذه المطالب والشروط التي كانت تعتبرها أساسية".

وأضافت "هذه السياسة انعكست بما شهدته الفترة القريبة الماضية من تغير في التوجهات للسياسة الخارجية التركية، التي تجلت في توقيع اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل في حزيران الماضي، وبالتالي إنهاء فترة من القطيعة استمرت سنوات عدة بين البلدين. كما أن اعتذار تركيا لروسيا عن إسقاط الطائرة الحربية الروسية هو أيضًا مؤشر آخر على تغير التوجهات التركية".

وتابعت "جاءت محاولة الانقلاب العسكري لتسرع من وتيرة هذه التوجهات الجديدة في تعزيز التقارب مع كل من روسيا وإيران، في المقابل شهدت فتورًا في العلاقات مع الغرب والولايات المتحدة التي اتهمتها تركيا بدعم الانقلاب ورفضها تسليم غولن، علاوة على انقطاع العلاقة مع مصر بعد إزاحة حكم الإخوان المسلمين هناك، ومع العراق بعد محاولة دخول الجيش التركي إلى مناطق شمال العراق، والتقارب التركي مع السعودية، وتصاعد التوتر التركي مع الاتحاد الأوروبي بعد رفض ضم تركيا إلى الاتحاد، وبسبب تدفق اللاجئين إليها، الأمر الذي حدا بالسياسة الخارجية التركية إلى السعي لإعادة الاعتبار لإستراتيجية "صفر مشاكل".

وجاء في الورقة "حرصت تركيا على تحقيق التقارب مع روسيا لأهداف اقتصادية لما قد ينتج من آثار اقتصادية سلبية على تركيا نتيجة فرض روسيا عقوبات اقتصادية وتجارية عليها بعد حادثة الطائرة، بالإضافة إلى قناعتها بأهمية الدور الروسي في الأزمة السورية بصفتها اللاعب الأبرز بعد التدخل العسكري وتراجع الدور الأميركي".

وأضاف "تزامنًا مع إعادة العلاقات مع موسكو، انتهجت تركيا ذات التوجه مع إيران، التي تشاركها المصلحة في الحفاظ على سوريا موحدة ومواجهة كل محاولات التقسيم لصالح إقامة إقليم كردي في المنطقة، وخاصة بعد زيادة فاعلية الأكراد ودورهم على الأرض السورية بعد الدعم الروسي والأميركي، الأمر الذي شكل أحد الأسباب الرئيسية في اتخاذ أنقرة قرارها بالتدخل العسكري في سوريا. ولم تكن تركيا "لتجرؤ" على التدخل العسكري داخل الأراضي السورية لولا التقارب مع روسيا والشراكة مع إيران في هذا الموقف، الذي يعتبر مقدمة للمفاوضات لفرض تركيا نفسها كطرف في الحل النهائي للأزمة السورية".

وقد تكون زيارة ولي العهد السعودي محمد بن نايف بن عبد العزيز إلى تركيا في 29 أيلول/سبتمبر الماضي، كأول زيارة لمسؤول سعودي إلى أنقرة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، وبعد يوم واحد من زيارة ثانية قام بها ظريف، وقبل عشرة أيام من زيارة بوتين، إحدى جولات أنقرة في رسم سياساتها الخارجية الجديدة حول المنطقة، وسعيها لحشد الدعم الإقليمي لها لإقامة المنطقة "الآمنة" شمال سوريا.

واعتبرت الورقة أن تركيا قد تسعى وتحقيقًا لمصالحها في وحدة الأراضي السورية وعدم تقسيمها، إلى تلطيف الأجواء بين الرياض وطهران، وتلعب دور الوسيط بين البلدين ليكونا قوة عسكرية (إيران في منطقة العراق) واقتصادية (السعودية) داعمة للمصلحة التركية في مواجهة المشروع الكردي. كما أن رغبة تركيا في لعب دور رئيسي في حل الأزمة السورية قد تدفعها إلى محاولة لتقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران باعتبارهما لاعبين أساسيين في الأزمة السورية.

نظرًا لكل ذلك، وبالإضافة إلى أن تركيا وبعد عملية "درع الفرات" قد فرضت نفسها بقوة بلعب دور أساسي في حل الأزمة السورية، فقد يكون في التقارب التركي الروسي والإيراني بداية لمرحلة جديدة في التعامل مع الأزمة السورية، بتوافق مشترك بين جميع الأطراف (ربما تكون السعودية جزءًا منه بجهود تركية) على مرحلة انتقالية يبقى فيها الأسد على سدة الحكم، ويرافقها تشكيل حكومة وحدة وطنية مشكلة من جميع الأطياف السورية والأحزاب المعارضة، إلى حين تسوية الأوضاع وإجراء انتخابات ديمقراطية برقابة دولية يختار الشعب السوري قيادته المستقبلية، وفق الورقة البحثية.

للاطلاع على الورقة البحثية اضغط هنا

تصميم وتطوير