قراءة في التحالفات الداخلية لحركة فتح برسم المؤتمر السابع

25.10.2016 05:19 PM

قراءة في خارطة التحالفات الفتحاوية للتنافس على عضوية اللجنة المركزية القادمة.. الجنرال نصر يوسف وقريع يستعدان للعودة.. والرجوب والعالول والأحمد والطيراوي يعملان بقوة للبقاء.. وحلس ونصر وفارس وقراقع يتنافسون للصعود.

وطن: تشهد أروقة تنظيم حركة فتح الداخلية في هذه الأوقات، استعدادات كبيرة واتصالات يقودها أقطاب مؤثرون استعدادا لعقد المؤتمر السابع للحركة، والذي وضع تاريخ مبدئي بعد شهر تقريبا، وتشمل الاتصالات تكوين تحالفات بين الراغبين في التنافس تحديدا على عضوية اللجنة المركزية، في ظل التأكد من مغادرة عدد من المتواجدين، لعدة أسباب أولها السن وعدم التجديد.

وتتمركز التحالفات للتربيط والتشبيك بين عدة أقطاب من الحركة يمثلون قطاعات ومناطق جغرافية مختلفة، من الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء، وتشمل أسماء كبيرة جدا في التنظيم، منها من غادرت المنصب منذ الانتخابات الأخيرة وتستعد للعودة من جديد، وآخرون يتطلعون للوصول إلى هذا المنصب (عضوية اللجنة المركزية) للمرة الأولى.

وتجري معظم الاتصالات مع الشخصيات التنظيمية التي تأكد مشاركتها في المؤتمر السابع، وهم من لجان الأقاليم والمشرفين على تنظيم فتح في المؤسسات الغير حكومية، لضمان كسب أصواتها في فترة الاقتراع السري الداخلي، خاصة وأن اللجنة التحضيرية ويرأسها الرئيس محمود عباس "أبو مازن" لم تنته حتى الآن من وضع القائمة النهائية المشاركة في هذا المؤتمر.

ويتضح من خارطة التحالفات والاتصالات التي تجري بشكل مكثف أن القوائم الأولية للمتنافسين تضم عضوي اللجنة المركزية السابقين الجنرال نصر يوسف، أول قائد للأمن الفلسطيني عند قدوم السلطة الفلسطينية ووزير الداخلية السابق، والذي خرج من اللجنة المركزية في الانتخابات الأخيرة عام 2009، وعمل منذ ذلك الوقت في إدارة بعض الملفات الخاصة بتكليف من أبو مازن، إضافة إلى أحمد قريع "أبو العلاء" الذي يترأس المجلس الاستشاري لحركة فتح، وحاز على عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بعد خروجه من المركزية.

وإضافة لهؤلاء يسعى آخرون من أعضاء المركزية البقاء في مناصبهم مثل الجنرال جبريل الرجوب، ومحمد اشتيه، ومحمود العالول وعزام الأحمد، وتوفيق الطيراوي، كذلك آمال حمد، المرأة الوحيدة في اللجنة المركزية، فيما لم يعرف بعد توجهات البعض الآخر في التنافس مثل الجنرال سلطان أبو العينين، ومحمد المدني وصخر بسيسو.

بند الترشح لعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح في المؤتمر القادم، يشير إلى أن هناك مطالبات من بعض أعضاء اللجنة المركزية حول إلغاء بند تجديد الولاية لأكثر ولايتين لغير "جيل المؤسسين" لا زال مطروح على طاولة اللجنة التحضيرية، في ظل إصرار أبو مازن حتى اللحظة على التمسك بهذا البند، وهو في حال إقراره من جديد في اجتماعات اللجنة المركزية القادمة للحركة الخاصة ببحث ترتيبات المؤتمر السابع، سيحرم الكثير من أعضاء المركزية من البقاء في مناصبهم، وأبرزهم الدكتور نبيل شعث والدكتور زكريا الأغا، وعباس زكي والطيب عبد الرحيم.

والمعروف أنه لم يبق من جيل المؤسسين في عضوية اللجنة المركزية إضافة إلى أبو مازن، كل من أبو ماهر غنيم، والذي يشغل حاليا منصب أمين سر حركة فتح، وسليم الزعنون رئيس المجلس الوطني، وكلاهما بخلاف أبو مازن تشير معلومات شبة مؤكدة أنهما ربما يغادران منصبهما بمحض إرادتهم بحكم السن.

وبالإضافة إلى الوجوه المعروفة الذين يسعون لعضوية اللجنة المركزية سواء من الأعضاء الحاليين أو السابقين، هناك وجوه أخرى جديدة تريد التنافس لاحتلال هذا الموقع القيادي الكبير في حركة فتح، وأبرزهم من الضفة الغربية وزير الأسرى الحالي عيسى قراقع، إضافة إلى محمد الحوراني، وقدورة فارس رئيس نادي الأسير، وأحد الشخصيات المقربة من الأسير مروان البرغوثي.

ومن غزة يتردد أن الرئيس أبو مازن يسعى لإدخال القياديين أحمد حلس "أبو ماهر" وكذلك أحمد نصر "أبو النصر"، في مسعى منه لقطع الطريق أمام عودة النائب المفصول محمد دحلان، حتى في أي مرحلة قادمة تخلف وجوده كرئيس للسلطة أو في قيادة حركة فتح، لمعرفة بحجم الخصومة بين هاذين الرجلين ودحلان، ولمعرفته بقدرتهم على تشكيل تحالفات وقواعد على الأرض في غزة تقف في وجه "أنصار دحلان".

وكان أبو مازن قد أرسل قبل أيام وطلب مقابلة كل من حلس ونصر، وجرى ذلك في مقر المقاطعة بمدينة رام الله، وأنهى بذلك خلاف شخصي قديم مع أبو ماهر حلس.

ومن بين ما يتردد حاليا في أروقة الحركة الداخلية أن أعضاء بارزين في اللجنة المركزية مثل الجنرال الرجوب والعالول والأحمد يعملون على تشكيل تحالف قوي لخوض المنافسة، ويتردد أن القائمة ستضم من غزة كل من القياديين حلس ونصر، خاصة وأن الرجلان التقيا عند زيارة رام الله بالعالول، وبحثا معه ملفات تنظيمية، على أن تضم القائمة أيضا آخرون مقربون من أبو مازن أمثال الدكتور صائب عريقات، في الوقت الذي لم يحسم فيه الجنرال يوسف طريقة مشاركته، من ناحية الاعتماد على تحالف معين، أو تلقي الدعم المباشر من الرئيس، على أنه يعد واحد من "الجيل القديم" وهو الجيل الذي تلا في الانتماء والعمل ما يعرف بجيل المؤسسين.

وفي عدة مناطق تنظيمية في الضفة الغربية بدأت كوادر حركية البحث عن كيفية التواجد في اللجنة المركزية القادمة، عبر دعم مرشحين أقوياء يقدرون على المنافسة والفوز ويحظون بقبول واسع في المناطق التنظيمية الأخرى، حيث يتركز الموضوع حاليا في منطقة وسط الضفة، وتحديدا رام الله والبيرة، في ظل دعم مناطق الجنوب (الخليل) للرجوب، وإعلان العالول نيته الترشح عن منطقة نابلس في الشمال، إذ يعد القيادي قدورة فارس يعد من أبرز المطروحين من منطقة وسط الضفة.

ومن ضمن الترتيبات التي يقوم بها أبو مازن، علمت "رأي اليوم" أن اللقاء الذي جمعه يكل من القياديين حلس ونصر، جرى بدون دعوة المشرف على تنظيم فتح في قطاع غزة عضو اللجنة المركزية صخر بسيسو، وهو أمر أغضب الأخير كثيرا، وفتح بابا من التساؤلات أمام الترتيبات التي توضع حاليا لحضور غزة في المؤتمر، بعيدا عن اللجان المكلفة بشكل علني لاختيار الأعضاء.

ما جرى تأكيده أيضا عقب اللقاء أن قرب عقد المؤتمر السابع لفتح، أجل الخطة التي كان أبو مازن يريد تنفيذها مع الرجلين، من خلال إيكاله لهم مهمة قيادة تنظيم فتح في القطاع، لكن ذلك لم يمنعه من تكليفهم "سرا" بالإشراف على احتيار أسماء المشاركين من غزة، لضمان عدم مشاركة أي من خصومه في هذا المؤتمر الفيصلي، وهو أمر عبر عنه أحد مستشاريه بشكل علني.

وقبل أيام قليلة قال مأمون سويدان أحد مستشاري الرئيس أبو مازن وهو يتحدث عن المؤتمر "لن يشارك في المؤتمر لا دحلان ولا أنصاره ولا جماعته".

وفي حال تحقق ذلك الأمر الذي سيطبق أيضا في الضفة الغربية، فإن القيادة الجديدة التي سيفرزها المؤتمر القادم ستخلو من أي خصوم حقيقيين لأبو مازن.

وبدا أن الهدف الواضح من وراء هذه الترتيبات هو سعي أبو مازن لعدم ترك أي منصب قيادي رفيع في حركة فتح او في السلطة الفلسطينية لخصومة السياسيين في الفترة المقبلة، حتى في حال قرر مغادرة قيادة الحركة والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وهي ترتيبات ستطبق في الشهر الذي يلي عقد المؤتمر، حين يعقد اجتماع المجلس الوطني كما هو مخطط، لاختيار أعضاء جدد للجنة التنفيذية، حيث تتم مجمل هذه الترتيبات على خلاف رغبة العديد من الدول المجاورة.

نقلاً عن صحيفة "رأي اليوم"

تصميم وتطوير