يهودي شرقي، يقود السلام الآن بيسارية لينة

28.10.2016 11:09 AM

ترجمة- وطن: ليس لدى آفي بوسكيلا اي نية ليكون " الشرقي المدلل" لدى المنظمة الاهلية اليسارية، في اول مقابلة له بعد تسلمه المنصب قبل ستة شهور صرح: " لن اعتذر عن قضائي وقتا في الجيش اكثر من بينيت. او لبقائي في الهامش اطول من ميري ريغف. كما لن اعتذر عن تفكيري بأن دورنا هو دفع معسكر السلام الى الامام.

آفي بوسكيلا، الرئيس الجديد لمنظمة "السلام الان"، هو عكس النمط السائد للقادة اليساريين، هاجرت عائلته من المغرب، لقد ترعرع في الهامش، وخدم كجندي محارب في جيش الاحتلال.

قال بوسكالي ليديعوت: " لقد اخذ اليسار وقتا ليفهمني، يريدون ان يستمروا بعمل نفس ما اعتادوا عليه، والذي لم يجلب شيئا سوى الفشل".

تحدث عن التعليقات التي واجهها في موقع التواصل الاجتماعي للمجموعة اليسارية، على سبيل المثال: كتب احد الاشخاص: " لقد جمعنا العبيد وجلبناهم الى اسرائيل، وهم الان يدمروننا". يعني بذلك اليهود الشرقيين. " بعد كل هذا فان اليمينيين ساووا الشرقيين، وساووا المتدينين" يضيف. لكنه يؤكد انه لن يكون " "الشرقي المدلل في اليسار"، " لن اعتذر عن خدمتي في الجيش مدة اكثر من بينيت، او العيش على الهامش اطول من ميري ريغف.

اليسار الاسرائيلي، اشكنازي العرق

" ان تنميط اليسار على انه اشكنازي هو تنميط دقيق، هناك كثير من الناس في معسكر السلام يريدون ان يرونا فاشلين، كي يبقوا مسيطرين. لا يريدون الاعتراف انه حان الوقت لتقاعدهم والمغادرة. لكني اريد ان اخبرهم – سوف يفقدون السيطرة، واذا لم يفقدوها، سنأخذها منهم، في كل من الاحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية. لقد فشل اليسار في التحدث مع الشعب بكل الطرق. منذ سنوات وانا اقول لهم لماذا يخطئون.

" لا يحترم اليسار الرواية المؤلمة حول الخوف، لا اشك في خوف امي، لقد قضت اغلب حياتها في معسكرات تجميع المهاجرين وتحت تهديد الصواريخ. وبلغتهم انا لا اخترق ولا اقوم بشرح دائم لاحد الاشخاص لماذا هو على خطأ. الامر ليس متعلقا بالقدوم من تل ابيب لاخبار ساكن في نتيفوت ان خوفه وشعوره بالتمييز غير موجود وهو هراء، انني اقبل ما يخبروه لي.

تحييد ارهابي يهودي

بوسكيلا هو ملح الارض، انضم عام 1994 الى اللواء  50 في فرق الناحال ويقول: " كنت مرتاحا هناك، واعتقدت اني اغير العالم".

خلال دورة تدريب الضباط التي خضع لها تعرض لحادث غير عادي. " ففي اول يوم من عام 1997، كانت وحدتي تتموضع في محطة باصات الخليل. ولم يكن قد مضى على نتنياهو في رئاسة الحكومة سوى ستة شهور، لقد وجه تعليماته لفتح المفرق الذي يؤدي الى مستوطنة يهودية امام الفلسطينيين. وقبل ان نأخذ مواقعنا، قدمت ملخصا عن احتمال خطر من ارهابي يهودي. كنا خائفين من باروخ غولدشتاين جديد.  اخذنا مواقعنا في المنطقة، فيما تقدم الينا جندي بلباس عسكري حاملا سلاحه ويلبس قبعة يهودية ومعطفا. كان ذاك اليوم ساخنا.

ذهبت الى اللاسلكي وقلت، زملائي، هذا الجندي يبدو غريبا، راقبوه، لم يكن يلبس لباس الميدان، وسلاحه طويل، بمعنى انه لم يكن مقاتلا، عرفت معظم الوجوه التي تعيش في هذه المنطقة. بعدها توقف واطلق النار في السوق، لقد افرغ مخزنا كاملا من الرصاص، لكنه لم يعرف كيف يصوب وفر هاربا من المكان".

ما الذي كان يدور في رأسك؟

اولا انه يجب ايقافه بأقصى سرعة، وثانيا كنت افكر فيما اذا وجب اطلاق النار عليه، وتعريض حياة من في السوق الى الخطر، وقلت في داخلي: "يجب ان احيده".

كان بوسكيلا عداء استثنائي- احد افضل الناس في عمره في اسرائيل. " كان سجلي يشير الى انني ركضت 100 متر في 12 ثانية، ولهذا فان 30 مترا لا تشكل شيئا، تذكرت الركض وانا احشو بندقيتي، امسكته بينما كان يركض وقفزت عليه دافعا سلاحه جانبا، اخذ الجنود سلاحه واستسلم وهو يقول" لا تطلقوا النار... لا تطلقوا النار".

" سحبته من قبته ودفعته جانبا، في وقت تجمع فيه الفلسطينيون في السوق، لقد جاءوا اليه، كان اسمه نوعام فريدمان، وهو جندي من معاليه ادوميم. لقد اتصلت امه بامي وشكرتها على انقاذ حياته".
لقد التقطت الكاميرا كل وقائع الحادث. " بعد ثلاث دقائق كان الحادث منشورا على وسائل الاعلام الاجنبية، كان مصورو وكالات الانباء متواجدين في الخليل طوال الوقت، وكانوا جميعهم يوثقون الحادث. كانت التغطية الاعلامية ضخمة، لقد كان هناك جنون على مدى 48 ساعة، لقد اظهروني في التلفزيون، ليستغلوني في تغطية العار. لقد حولوا الحادث الى قصة بطولة بدلا من التحقق من ان هذا كان جنديا يطلق النار على مدنيين ابرياء".

" بعد اسبوع احتفل نتنياهو واعطاني شهادة تقدير. كان ذلك خلال تنفيذ اتفاق بروتوكول الخليل، وقال لي شكرا لقد حميت الاتفاق". في الجليل كنت محتفى به، فقط المستوطنون لم يحبونني، لقد شتموا، هددوا ورموني بالبيض وقالوا : "انه من جيش الدفاع الاسماعيلي".

يساري في عائلة ليكودية

ترك بوسكيلا الجيش بعد حرب عام 2006 في لبنان. " خلال الحرب تأكدت من بعض الاشياء. ان تتأكد من طاقمك عندما تجلس في غرفة العمليات والصواريخ تسقط حولك- يمكن ان تموت وانت تفكر فيما تبقى لك من عمر وكيف ستعيشه". احدى الاشياء التي تأكدت منها انني يجب ان أخرج. " كنت دائما اعرف انني مشوش وانني ابحث عن خيارات اخرى، لذا ادرت الامور في عقلي فحصت في الخارج، واعتمدت على ذاتي كثيرا. كنت مكبوتا، عشت مع النساء، وعند نقطة معينة شعرت انني يجب ان اعيش حياتي. ابلغت عائلتي متأخرا، كان ذلك صعبا علي، وفي الجيش كان ذلك تدريجيا، لانه لم يكن هناك من تقف امامه وتعلن. اليوم انا محافظ والكل يعرف ويضحك مني انهم يقولون بوسكيلا ربما يكون مثليا، لكنه لا زال افضل محارب عرفناه".

يعيش بوسكيلا الان في ياد الياهو بتل ابيب، لكنه ولد وترعرع في مشمار هاياردين وهو موشاف في الجليل الشرقي. كان الانقسام هو . بين الشرقيين الذين يعيشون في الموشاف والاشكنازيين الذين يعيشون في الكيبوتس. الموشاف الذي كنت اعيش فيه به اغلبية مغربية، اكثر الناس هناك يصوتون لليكود، ومبنى سكرتاريا الموشاف به صورة كبيرة لجابوتنسكي. كل فرد هناك هو تقليدي يحملون قبعاتهم الصغيرة في جيوبهم وليس على رؤوسهم. كنت اذهب للكنيس كل جمعة مع ابي".
لبوسكيلا اربعة اخوة واخت، يعيشون في بيت تقليدي مفتوح. " نسمع لزوهار ارغوف، ام كلثوم، ايضا لحافا البرنشتاين و لروليغ ستونز".

سياسيا تصوت عائلته لليكود. " انت لا يمكن ان تصدع هناك بوجهة نظر اخرى، لذا انت تشارك كل الناس هناك بوجهة نظرهم، لكنني فكرت بشكل مختلف وحتى قبل خدمتي العسكرية، قابلت اناسا مختلفين، مثلا في "الشبيبة العاملة" لم انظر لهم كيساريين. تعلقت بقيم الاشتراكية والكرامة الانسانية. في المدرسة الثانوية تقريبا كان الجميع كيبوتسيين، لكني كنت الاقرب للقادمين من كريات شمونا. الكيبوتسي كان نموذجا للدور الذي يجب ان نلعبه. كنا نحب ان نكون مثلهم".

" هنا مزقت قميصي وتبنيت لغتهم. اليوم انا اكثر ارتياحا بشرقيتي، بموسيقاي التي احب، عندما كنت اصغر كنت اخفي ذلك، لم اعد بحاجة لاحد ليقول لي شيئا، لكن تعلمت بسرعة ما هو الخطأ وما هو الصواب.
مثلا كان اسم امي "فريحة"، وعندما كتبت ورقة حول جذور عائلتي غيرت اسمها الى " بيرهيا" اخترعت الاسم، ووصفوني ب "عرص"، لانني البس بشكل مختلف واسمع موسيقى مختلفة، هل تعلم كيف تكون الامور حين تدعى "عرصا" مرات عديدة؟ في المرة الرابعة يمكن ان تصفع من يناديك بهذا وتصبح بعدها "عرصا حقيقيا". قبل سنة جرى دمج الصفوف وتكلمنا في هذه المواضيع وتأكدت ان اولئك الذين نلومهم لا يدركون ما يفعلون، كانوا منخرطين في وضع سائد " هذا ما نشأوا عليه، وهذه هي طريقة حياتهم.

خلال السنوات الثلاث الاخيرة اصبح بوسكيلا على علاقة مع شيميري سيغال، التي كانت الناطق الشخصي باسم عضو الكنيست نيتسان هوروفيتش من ميرتس، ومديرة المناصرة في  (يسرائيل حوفشيت)، وهي منظمة شعبية تناصر التعددية الدينية والثقافية.
خلال عقد من الزمان عمل بوسكيلا في وكالات الدعاية، بدأ من الصفر ووصل الى مدير لوكالتين مختلفتين احداهما متخصصة في التوجه الى المثليين والاخرى تعلن في قطاعات مختلفة من المجتمع الاسرائيلي. لكن حرب غزة اندلعت.
" خرجت من الحرب على غزة بحالة عاطفية سيئة. كانت مهمة فريقي هي اخلاء القتلى والجرحى، ثلاثة من جنود الناحال قتلوا و38 جرحوا، انها مسؤولية ثقيلة. يمكن للجندي الجريح ان يبقى على قيد الحياة اذا استطعت ايصاله للمستشفى خلال ساعة، ان ذلك يعطينا 95% من النجاح، كان هناك جندي بجروح خطيرة دخلنا مناورة لانقاذه في نتيف هعتسرا، وضعنا النقالة في الهليوكبتر ورأيت الطبيب يمسك رأسه، سألت ماذا يحدث؟ فقال "انه لا يمكنه فعل هذا".
" كان ذلك يشبه لكمة على الامعاء، يجعلك تفكر في ام تطرق الباب لساعات، الاب الذي يستدعى لدقيقة من اجل حديث. معظم فريقي كان فوق الاربعين. والمفاجأة ان كل الجنود الجرحى يبدون صغار كالاطفال، لقد تم اخلاء الاصابة الاولى، نظرت اليه وفكرت: " ياه انه طفل".

تأكدت بعدها انني لن استطيع العودة الى وكالات الدعاية لبيع الشامبو والجينز. لدي مشروعي الصغير وراتب جيد، وبعدها وجدت نفسي على حافة الافلاس ومدين للموردين بسبب الحرب. دفعت لي الحكومة 5300 شيكل مقابل ستة اسابيع في غزة.

بوسكيلا الذي اصبح هامشيا ومدافعا عن حقوق المثلييين، بدأ ينظم احتجاجات لصالح جنود الاحتياط. كما انه قاد في نفس الوقت مع صديق له مشروعا لميثاق للمراهقين لاجل خطاب مناسب في المجتمع الاسرائيلي.  هذا كان تأهيلا له بعد الحرب.

استعدت طاقتي وتأكد ان هذا ما كنت احتاج لعمله. بعد عام استدعتني  تسالي ريشف ( احدى مؤسسي السلام الان) وقالت: " نحن نبحث عن مدير، وهناك عصفورة تقول لي انك يمكن ان تكون ملائما لذلك".
" اخذت 15 دقيقة لافكر في ذلك، وقررت ان اجرب،  شعرت ان هذا افضل عمل حصلت عليه، اعطيت فرصة لعمل شيء للبلاد".

لكنك لم تنمو في السلام الان لقد جئت اليها  كموهوب شرقي

" انهم يريدون اعادة بناء المنظمة. لقد قابلوا العديد لاجل الوظيفة، انا متمكن من السياسة المحلية، واسمي معروف في يسار الوسط. في المقابلة كنت واضحا فيما يجب على السلام الان ان تفعله. يجب ان تكون حركة تتحدث للجمهور الاسرائيلي.  المنطق وراء هذا هو انه يجب ان نوسع الحركة. واعترفت انه من الاسهل التحدث في اماكن محددة عندما يكون اسمك آفي بوسكيلا. وان هذا لن يشوش علي كثيرا".

لماذا هناك صعوبة في الحديث مع الناس؟ انت تعرض السلام، اليس هذا شيء جيد؟
جاء معسكر السلام من خلال نخبة اشكنازية ان كل قيادة اليسار  وعير الزمن كانوا اشكناز فقط كان الاستثناء هو عمير بيرتس. من المفروض بالنسبة للشرقيين ان يكونوا يساريين: حيث انهم يتشبهون مع الأقلية العربية في اسرائيل، المحرومون، كما يتماثلون مع حقوق الفلسطينيين. لكن هذا لم يحدث لان اضطهاد الشرقيين قاد الى اغتراب متطرف باتجاه الحكومة. لا يهتم الليكود بمدن التطوير وبالهامش، لكن الناس الذين هاجروا الى اسرائيل وبقوا غارقين في الهامش ظلوا يصوتون عاطفيا. لقد اخبرتهم: لا علاقة للسلام بالدين او الهوية او القومية ، انه تفكير رغبوي حول المستقبل.

الا تخاف انهم شغلوك لتكون يسار ميري ريغيف كرمز شرقي؟

لا اعتبر نفسي رمزا شرقيا لقد حدث ان ولدت شرقيا، تربيت في الهامش وخدمت في الجيش، كثير من الناس مثلي، لكنهم اما انهم ليسوا من اليسار ، او انهم لم يختاروا العمل في السياسة كطريقة للتميز، لا اريد ان اخلق ازمة اخرى بين الاشكناز والشرقيين، انا اقول ان لنا حقوقا متساوية واننا بحاجة الى التحدث مع اولئك الذين تجاهلتهم الدولة.

" لا تحترم ميري ريغف الرواية الشرقية. انها تؤذيها، انها تستخدم ميزتها الشرقية لتبرر التشظي الاجتماعي الذي خلقته. انها ترفع قضية الشرقيين للنقاش، حول ميري ريغف نفسها. لقد طرح عمير بيرتس المسألة للنقاش لكنه استخدمها لتوحيد الشعب، بينما هي تشقه. انها تقول انه  تجمع لا زال ضعيفا  ومضطهدا وبدل ان تحول الاموال الى الهامش وتستثمر في القادة المحليين تقول: لنثأر من الاشكناز، لكن الشرقيين لا يريدون الثأر انهم يريدون المساواة.

المستوطنون الاشكناز

تأسست السلام الان عام 1978 بعد زيارة السادات لاسرائيل، كان هدف المنظمة اقناع الجمهور الاسرائيلي  وحكومته بالحاجة والمقدرة على تحقيق السلام مع الشعب الفلسطيني والدول العربية عبر تسوية اقليمية مؤسسة على الارض مقابل السلام.
يبدو ان المنظمة لم تكن بعيدة عن هدفها . "يساريون" بات مصطلح اهانة في اسرائيل، وفكرة صنع السلام باتت بازارا ساذجا وغير واقعي.
في السنوات الاخيرة، وضعت الحركة خطوطا عريضة اغلبها في تتبع مسار النشاطات الحكومية غير القانونية في الاستيطان – مشروع لا يهتم الجمهور الاسرائيلي به. وفي اغلب الاحيان يرى انه مزعج ، يريد الجمهور الاسرائيلي من السلام الان واليسار وقف الظلم الذي تلتزم به اسرائيل مع العالم.

لقد اثار الخطاب الاخير للمدير التنفيذي لبتسيلم حجاي العاد في مجلس الامن غضبا كبيرا في اوساط القيادة الاسرائيلية والجمهور. لقد دعيت حركة السلام للحديث لكنها رفضت.

دعانا مجلس الامن للحديث عن المستوطنات، ونحن متخصصون في ذلك كنا في حيرة جدية هل نشارك ام لا، شعرت ان ذلك خطأ لاننا لن نؤثر على الصعيد الاسرائيلي لاننا نحب دولة اسرائيل ونعمل من اجل مصلحة البلد، لم يكن صحيحا ان نتكلم من ذلك .  لنا اصدقاء في الولايات المتحدة من اليهود لكنهم لا يتلقون اوامر منا لديهم اعتباراتهم الخاصة ، عندما اعلنا عدم المشاركة قبلوا هم الدعوة وتحدثوا بدلا عنا.

ان للعالم دورا حاسما في المفاوضات المستقبلية- انه يمكن ان يوفر الختم التصديق على الاتفاقية ، لكن اولا يجب على الجمهور الاسرائيلي ان يفهم لماذا من المهم انهاء الاحتلال العسكري للمناطق. لن يحب الاسرائيليون ان نذهب للامم المتحدة، لكن باعتقادي انه يمكن اقناعهم، لقد حاولت ذلك، انا اريد ان اتحدث العبرية مع شعبي، لا طريقة للوصول الى اتفاق بدون الجمهور الاسرائيلي.
 

ما هو رأيك بالعمل الدولي لمنظمات اليسار؟

" كل يمكن ان يعمل ما يراه صحيحا، انا احترم واؤيد هذه المنظمات، (كسر الصمت، وبيتسيلم) هما شركائي وكلنا نحمل نفس الرؤية. ما يميزنا عن بعض هو نمط عملنا، انا لا اعتقد ان عملهم الدولي يضر بالسلام الان، لكنني اعارض بقوة حملة المقاطعة. انها تضرنا وتفشل اي اتفاق محتمل. نريد ان نتحدث على الصعيد الدولي ولكن يجب ان نختار بحذر مع من نتحدث، انا لم افقد الامل بعد لاجل دولة اسرائيل.

سؤال دائما يطرح: من اين تمولون؟

" يمكنك ان ترى كل المعلومات كاملة على موقعنا الالكتروني، و اخبرك انه اذا فتشت عن مصدر تمويل المنظمات اليمينية مثل (ام ترتسو/ اذا رغبتم) تجد ممولين سريين، لماذا يسمح بهذا؟ نحن نحصل على تمويل من دول نتشارك معها في القيم، انهم يدعمون منظمات تنادي بانهاء الاحتلال لا لتدمير اسرائيل ، والدولة الاسرائيلية تتعامل مع هذه الدول تحصل منها على ذخائر، ثقافة، وتعليم، نحن منظمة صهيونية، معظم اعضاؤنا كانوا جنودا محاربين، (افضل مواطنين اسرائليين)، لسنا وشاة، الاوروبيون لا يحتاجون ان يعرفوا منا  ما يجري في الاراضي المحتلة. 

" هناك مجموعة استيطانية صغيرة تنزع الشرعية عن الدولة، نفتالي بينيت يتكلم عن ضم المناطق، وخزعبلات اخرى، لكنه مرعوب لا يملك الشجاعة ان يمضي بذلك، لماذا لا تضم هذه الحكومة اليمينية المناطق المحتلة ؟ ان بينيت خطر لان حزبه يطلق اكثر الخطابات تطرفا والتي تهدد الديمقراطية الاسرائيلية.
على سبيل المثال فان اوري اريئيل، الرجل الذي يمثل كل سيء في نظري- يهودي المنافي هذا الخائف والذي يتجول حاملا قنبلة يدوية في جيبه يخاف على حياته. انه لا يهتم بشيء سوى اسرائيل الكبرى، ومستعد ان يدفع لاجل ذلك انهارا من الدماء. هذا الرجل يستخدم التوراة لانتاج العنصرية، الخوف من الجنس البشري، ومن اجل المال ايضا. انه ليس وحيدا، انه يجلس مع بتسلائيل، وسموريتش المجنون ومع ايليت شكيد التي تستطيع قول كال الاشياء المرعبة في غلاف من الحديث الناعم. انها تبدوا غير فاهمة ان مزيدا من يهودية الدولة تعني انني لا املك الحق في العيش فيها لانني مثلي، وان كل البلاد سوف تغلق لاجل يوم السبت وان اطفالنا سوف يتعلمون القراءة من مخطوطات التوراة  في المرحلة الابتدائية.

اسأل نيابة عني بينيت: كم يهودي شرقي يوجد في البيت اليهودي؟ لا يوجد كثيرا منهم، لان حزبه يمثل النخبة المستوطنة والتي هي اشكنازية وانجلوساكسونية. انهم يعتقدون ان على العالم ان يعبدهم، وفي داخل هذه النخبة توجد نخبة اخرى: مستوطنو الخليل، انهم اشكنازيون ويتلقون اموالا اكثر من غيرهم من المستوطنين، انهم لا يفكرون بالمواطنين الاسرائيليين الاخرين. حتى امي او اصدقائهم في كريات شمونا. انهم يفكرون فقط بانفسهم. في الاشهر الاخيرة حولت 300 مليون شيكل للمستوطنات، كم من الاموال حولت الى كريات شمونا؟ هل زار نتنياهو كريات شمونا او نظر اليها من الطائرة؟ المدينة على حافة الانهيار. عندما كانت تحت النار في حرب تموز 2006 كانت محمية نسبيا، اليوم هي لا تهم احدا.

ولمن يصوت اهالي كريات شمونا؟
لليكود بسبب رواية الخوف
خلال الانفصال عن غزة عام 2005 تم ترحيل 7000 مستوطن وحدثت لذلك ضجة، ومع تجاهل الذين يعيشون وراء الخط الاخضر للحظة هل تعتقد انك تستطيع تفريغ 150 الف مستوطن ايدولوجي؟

لا اعتقد انه سيكون خيار، وانا لا اتحدث عن التفريغ، انا اتكلم عن العودة الى حدود الدولة، القصة لم تنته بعد، لا يمكن ان نقيم حوارا سياسيا دون تسوية مناطقية، سوف يكون هناك حوار سياسي. واذا لم يقم به احد سوف يفرض علينا تماما كما فرض علينا قبول اتفاق الولايات المتحدة وايران.

تبديد قلق الشعب

اصبح بوسكيلا مديرا للسلام الان منذ ستة شهور، انه يملك احلاما كبيرة، " انا ارى ان السلام الان ستصبح حركة ضخمة، اريدها قوية، كبيرة وتؤسس قواعد شعبية، يمكن ان تقود الى تغيير نوعي في الرأي العام. اليوم هناك اكثر من عشرة آلاف عضو مسجل لكننا لا نعد بين 200-400 في النشاطات الميدانية.

" اعتقد اننا نستطيع الوصول الى جماهير الشعب، نحتاج فقط الى تبديد قلقهم ومخاوفهم. لا استطيع ان اعطيك رقما. لكني اعرف اننا يجب ان نكون موجودين في كل مكان، اذا كان امتلاء ساحة رابين هو المقياس، لنملأ ساحة رابين. عندما يفيق المواطنون صباحا  ويرسلون اولادهم للمدارس، نريد منهم ان يسألوا انفسهم اذا كانوا يريدون اطفالهم ان ينشأوا في دولة تعيش حربا مدى الحياة.

نحن نتكلم عن خمسين عاما من الاحتلال. هذا يعني انه حتى الاجداد لا يتذكرون طبيعة الحياة بدون احتلال. انا لا اريد ان اؤثر على النواة الصلبة من مؤيدي الليكود. انا اريد التأثير على الوسط العائم والذي لا اجندة واضحة له.

سنحتفل بخمسين عاما من الاحتلال بحملة استفتاء تحت شعار " قرر في الخمسين" . خمسون عاما والحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تقرر ان لا تقرر، انهم لا يسألوننا نحن الجمهور كيف نشعر ازاء هذه القضية. لا احد استشارنا، هذه الحملة تقول اعطونا التخويل بالقرار: دولة واحدة او دولتان، نحن في السلام الان ليس لدينا جواب على ذلك، نحن نعتقد ان الشعب يجب ان يقرر لان الحكومة ببساطة لا يهمها اتخاذ قرار بهذا الشأن.
هل تجولت في البلاد وتحدثت مع الناس؟

" تجادلت مع اناس قالوا لي انني كنت محاربا لا محتلا، وقلت: انكم لا تعرفون ما معنى ان لا تكون محتلا، ولكن دعونا نقلب تجربتكم: " هل جاء جندي الى بيتكم في منتصف الليل واعتقل ابيكم؟ هل نهب بيتكم خلال اقتحام؟ هل تم ايقافكم على نقطة تفتيش وطلب منكم النزول من سياراتكم، ونزعت كراسيها وطلب منكم ان تعيدوها كما كانت؟ انا لم الم هذا الشاب، الخدمة العسكرية في الاراضي المحتلة تسطح الواقع، الجنود هم اضافات في هذا الفيلم، كل شخص هنا هو عدو، ارهابي وعلى الاقل ارهابي محتمل.

هل سألوا عن الاموال الاجنبية؟

بالتأكيد نعم، في موشاف افيغدور كان هناك نقاش صعب في منتدى سياسي، احدهم سألني: ماهو راتبك الشهري؟ ومن يدفعه؟ اجبته 15 الف شيكل بالشهر وتدفعها حركة السلام الان، بامكانك ان تزور موقعنا الالكتروني وان تفتش، او تذهب الى مسجل الجمعيات لترى من يحول النقود، قال: " هل هذا كل ما تحصله؟ قلت: نعم هل تريد قسيمة راتبي. قال: انت ابله، لماذا انت في هذا العمل؟

انت تريد اقناع الجمهور الاسرائيلي بصنع السلام. هل قمت بمحاولة اقناع مؤيدي الليكود الذين عشت بينهم بذلك؟

نعم، عقد نقاشا مع (اعضاء الموشاف). احدى صديقاتي قال: انت تعرف انه لا يوجد احد تتكلم معه، وربما تقتل. قلت: لا اتفق معك، نعم هناك اناس يودون لو يقتلوني تماما مثلما هناك اناس يودون لو يقتلوهم. لقد كان سؤالها نابعا من حقيقة ان لا فكرة لديها عن الفلسطينيين، ولا ترى انهم مهمين الى هذه الدرجة.

قلت لها: " قبل عقود علموكان تفكري ان "هؤلاء" هم الشيطان، اذا وافقت على ذلك فانك طبعا ستوافقين على ما سيقولونه عنا، (الشرقيون برابرة)، لاننا لا نملك ثقافة، واننا لا نقدم شيئا، واننا نتسلق السلم  واننا اصبحنا عنصريين. فجأة شعرت انها فهمت ما اقوله.

هل اقنعت والديك؟

لقد حاولت طول الوقت انهم تحت هجوم دائم. ومع انهم ليكوديين فان والدي يفكران بشيء مختلف قليلا، انهم يفكرون ان لا خيار لنا سوى الانفصال عن الفلسطينيين، وان هناك مشكلة في الاحتلال. وهم يعملون كمجموعة ضبط بالنسبة لي، افحص من خلالهم فرضياتي، اتجادل معهم وتعلمت ان النقاش المنطقي ينجح، حاولت اقناعهم ان لا يصوتوا لنتنياهو، نجحت مع امي وفشلت مع ابي.

 

عن يديعوت، ترجمة جبريل محمد

تصميم وتطوير