قلاع كور التاريخية .. بين النسيان وخطر الهدم بسبب الكسارات

13.11.2016 12:59 PM

رام الله - وطن: قد لا اكون الفلسطيني الوحيد الذي يعيش خارج منطقة طولكرم، الذي ندم لانه لم يزر قرية كور.

بعد ان غادر باص سوشيا ميديا، المبجلة سبسطية، انتقلنا الى موقع اثري تحكي حجارته جزءا من تاريخ فلسطين الاقتصادي الاجتماعي. حجارة حية ، تنطق بمفردات عصر الاقطاع حيث سيطرة فئة مالكة على الارض ورسمت، بمصالحها حياة الفلاحين العاملين في تلك الارض.

تعيش قرية كور الأثرية التي تبعد 19 كلم الى الجنوب الشرقي من مدينة طولكرم ، على ذاكرة قوية، حاضرة  بقلاعها المملوكية والعثمانية، وآثارها البارزة.

وتعد قلاع قرية كور بقبابها الشاهقة وزخارف بنيانها، احدى القرى الاقطاعية في فلسطين، والتي كانت تتكون فقط من 8 قلاع، دون ان يكون هناك اي بيت للفلاحين.

قرية كور التي يقطن بها حاليا نحو 300 نسمة، ينتمون جميعا الى عائلة الجيوسي، تعود الى جدهم حرب الذي كان في الجيش المملوكي الذي قدم الى فلسطين، حيث قرر الشيخ حرب العيش في تلك القرية.

 اسسها الشيخ حرب الجيوسي لتطل على يافا

وتقول الرواية الشعبية ان الشيخ حرب حين اتى الى فلسطين، وضع قطعة لحم على رأس كل جبل، والقطعة التي لم تستطع الظباع الوصول اليها، قرر الاقامة عليها، حيث كان له 11 ولدا، وقرر ان يبني لهم بيوتا للاقامة بها.

في 4 تشرين اول، زار #باص_سوشيال_ميديا، قرية كور، والتي تعاني اليوم من الاهمال، بسبب عدم ترميمها والاعتناء بتلك القلاع الاثرية، الى جانب قرب عدد من الكسارات من القرية، وما تسببه من تلوث واضرار لها، وخشية من ان تؤدي التفجيرات الى التسبب باضرار في تلك القلاع، حيث استقبلنا عدة مسؤولين من المجلس القروي من البلدة، والذين قدموا لنا شرحا حول تاريخ البلدة.

الابنية التاريخية في البلدة يبلغ عمرها نحو 600 عام، وكانت القرية تعد من (قرى الكراسي) ، اي مركز حكم وادارة في العهدين المملوكي والعثماني، والتي كان يتبع لها نحو 30 قرية، ما اهلها للعب دور في الحياة السياسية والعسكرية، حين هاجم نابليون فلسطين، وفي معركة يافا وعزون والدير.

 

 

حمامة البحر

وتسمى كور بـ" حمامة البحر"، لان منارة يافا كانت تقابل قرية كور، والتي كان يشاهدها الزائر في السفن للساحل الفلسطيني، كما سميت بامارة حرب على الدرب، لان كل من كان فيها امراء محاربون.

وقال المسؤولون في المجلس المحلي ان جدهم حرب الجيوسي، الذي اسس القرية، التي كانت تابعة للدولة العثمانية، كان يقام بها اسواق الجرائد والمجلات التي تصل من اسطنبول الى كور بحكم انها مركز حكم .

 

كور خدعت جيش نابليون

ويحكى عن تاريخ القرية دورها في التصدي لنابليون الذي حاول احتلال مدينة عكا، حين طلبت النجدة من شيوخ جبل نابلس، ففزع الشيخ يوسف الجيوسي واحد شيوخ جبل نابلس، واعدوا خطة محكمة وخديعة متقنة اذ استدرجوا جيش نابليون لوسط غابة، واحضروا كرات صوفية (طبة)، وقطط، ثم اشعلوا الكرات الصوفية واطلقوا القطط في الغابة ، التي اشتعلت  في العساكر .

ولعبت القرية دورا في الثورة على ابراهيم باشا، قائد جيش محمد علي القادم من مصر ، الذي اراد الاستقلال عن الدولة العثمانية، حيث لاقى جيشه مقاومة قوية في جبل نابلس، وجبل الخليل.

واثر الدور الذي كانت عليه القرية، على طبيعة ابنيتها، التي تعد شبه عسكرية، ودفاعية بسبب طبيعة الحياة التي كانت موجودة فهي من ناحية تجسد الحياة الاقطاعية، ما يدلل على نفوذ وقوة، اضافة الى دورها العسكري، ما جعلها قليلة النوافذ، وذات اسوار تحيط  بها.

 

اين وزارة السياحة والآثار ؟ ووزارة البيئة ايضا؟ احمونا من الكسارات

وتعاني البلدة من التهميش وفق ما قاله المسؤولون في المجلس القروي، اذ لم ترمم تلك القلاع سوى مرة واحدة، ووزارة السياحة لا تقوم بارسال الوفود السياحة والزوار اليها، كما باتت القرية تعاني من الكسارات القريبة منها، والتي يجرىى بها استخدام الالغام لاقتلاع الصخر، ما يهدد تلك القلاع لخطر التسقق".

وكان اهالي كور والقرى المجاورة منها اعتصموا قبل ايام امام مجلس الوزراء في مدينة رام الله، للاحتجاج على قرب الكسارات من قريتهم.

وقال المسؤولون "هذا التراث ليس لآل الجيوسي، وانما للفلسطينيين، ولذلك يجب الاهتمام به ، لكن خاطبنا وزارة السياحة مرارا وتكرارا، وكل مرة كانوا يخدرونا بالوعود ، دون عمل".

وعن الكسارات يقول اهالي البلدة، انهم يشعرون بمعظم الاوقات باهتزازت مستمرة، وهم باتوا يخشون بسبب تلك الاهتزازات ان تؤثر على الابنية الاثرية في القرية، ونحن اعلنا واوصلنا اعتراضنا على وجود هذه الكسارات قربنا ، لكن لم يتم عمل اي شيء ايجابي لوقفها.

 

تصميم وتطوير