نبيل عمرو يكتب لوطن: دروس فيديل

27.11.2016 10:22 AM

فيديل كاسترو الذي عاش قرناً الا قليلاً، يصلح لأن يكون نموذجاً للقادة الذين يحققون إنجازات تشبه المعجزات.

الإنجاز الأول.. أن الاندماج بالفكرة والاعتماد المطلق على الناس وتبني حاجاتهم

والتماهي مع حياتهم هو الرصيد الذي لا ينفذ ، والذي انطلقت منه اسطورة فيديل كاسترو .

ثانيا.. قوة التحدي، وهذه مسألة تأتي فوق الحسابات ، فلو قلنا ان الكوبي الفقير وضع في رأسه هزيمة النظام العميل في بلده، وهزيمة الاطماع الامريكية

في كوبا والعديد من أقطار أمريكا اللاتينية التي كانت تسمى بجمهوريات الموز، فلقد فعلها كاسترو وحرر كوبا وساهم في بث الروح الوطنية والثورية ليس في أمريكا اللاتينية فحسب وانما في العالم بأسره .

ثالثا.. وقع كاسترو في مرحلة من مراحل حياته

الكفاحية والقيادية بين فكي التمساح المفترس، الجار الأمريكي المتوحش ، والطامع لالتهام كوبا ، والحليف السوفياتي الذي يقع في مكان ناءٍ في الجهة الأخرى من العالم ، فخلّص نفسه وخلص بلاده، أما قاعدة غوانتنامو فلم تكن تجسيدا لنفوذ امريكي متفوق

بل على نحو ما كادت ان تكون رهينة.

فيديل كاسترو كتبت له الحياة كي يرى رئيسا للولايات المتحدة الامريكية يزور كوبا عارضا التفاهم والتعاون ، وكتبت له الحياة ليرى قبل ذلك جميع الدول التي ناصرها ضد الاستعمار وقد تحررت ، واخاله كان يتمنى

ان يرى الشعب الفلسطيني الحليف وقد تخلص من الاحتلال وأقام دولته المستقلة على ترابه الوطني ، كان هذا واحدا من أحلامه التي لم تتحقق الا انه في حياته وهو على رأس كوبا أو في بيته المتواضع ظل محتفظا بهذا الحلم دون ان يفارقه القين

بأنه سيتحقق في حياته او بعد مماته .

خسرت الشعوب التواقة الى الحرية والاستقلال نصيرا وداعما راسخا لها، وكسبت الإنسانية تجربة ناجحة تلهم كل المناضلين من اجل التخلص من الظلم والاستبداد، وتفتح امامهم نوافذ أمل حتى لو كانت

الحسابات التقليدية تقود الى غيرها.

أمثال كاسترو وهم نادرون في عصرنا وفي كل العصور ، خلّدوا انفسهم في ذاكرة الأجيال على نحو لا يمحى.

خسرناك يا فيديل كرصيد سياسي وكسبناك كأمثولة والهام.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير