عدنان رمضان يكتب لوطن هموم وطن: هذا الاسبوع

29.11.2016 11:29 AM

 سجل اليوم وهو التاسع والعشرون من  تشرين الثاني، كاليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني  والذي تبنته الامم المتحدة في نهاية السبعينات من القرن العشرين، في ظل التصاعد لمشروع الكفاح والتحرر الفلسطيني، ولمكانة  الشعب الفلسطيني وممثله الوحيد انذاك منظمة التحرير الفلسطينية، وقد وربطت الامم المتحدة  ذلك بذكرى  بقرار  تقسيم فلسطين رقم 181 الذي  قسم فلسطين لدولة عربية ودولة يهودية ودول بيت لحم القدس ورفضه العرب وطبقته وفرضته بالقوة الحركة الصهيونية وحلفائها بترسيم خاص  اقتطع 78% وشرد القسم الاكبر من الشعب الفلسطيني .

هذه المناسبة  تدعونا للتامل  في اداءنا السياسي الفلسطيني الذي لم يراكم سوى الفشل وعقلية العنجهية الفارغة التي  قادتنا لىتنازل بعد تنازل وتدهور خطير لا زال ياكل  الحق والجسد والهوية الفلسطينية ، وان استخدامنا  للدروس والتجارب والعبر التاريخية  لن تتحول  إلى وعي جمعي في ظل استمرار تغييب المؤسسة واستحضار الفرد والزعيم على حساب الشعب .

تاتي هذه المناسبة ونحن نطوي اسبوعا  حمل معه  عدد من الاخبار التي  تفاعل ولا زال يتفاعل معها  شعبنا بمستويات مختلفة ، اولها فلسطينيا  هو انعقاد  مؤتمر فتح السابع،  والثاني هو  حرائق الطبيعة  التي اشتعلت في فلسطين التاريخية وحرائق الحقد العنصري التي اثارها الكيان وقادته، اما  ثالثا وعربيا  فهو الحديث أو الحلم الذي يتبلور بنشوء  محور عربي جديد يعيد للحالة   العربية بعض التوازن   امام  هذه الاختلالات  الكبرى  التي  تعيشها  منطقتنا ،  ورابعا  وعالميا فكان  خبر  تغييب الموت لجسد الزعيم  الكوبي وقائد ثورة السيرا مايسترا فيدل كاسترو .

اليوم ستبدأ اعمال المؤتمر السابع لحركة فتح، وهي الحركة الوطنية الفلسطينية الاكبر والاكثر تاثيرا، وإنطلاقا من ان ما تعيشه هذه الحركة حتى في شؤونها الداخلية يترك اثارا كبرى على الشعب  الفلسطيني ،حيث راهن الكثير من ابناء شعبنا على ان يكون هذا المؤتمر محطة للمراجعة ولاعادة احياء مفاهيم المقومة والتحرر وتغيير المسار السياسي عديم الافاق  الذي  نعيش  فيه ، لكن المؤشرات للاسف لا تشير إلى ذلك وتميل إلى ان هذا المؤتمر لن يؤدي إلى تغيرات ثورية في حياة الشعب الفلسطيني ، وسيكرس هذه الحركة كحزب للسلطة اكثر مما  هي  حركة تحرر ، ولن يكون اكثر من  فرصة جديدة لاعادة ترتيب مراكز القوى داخل هذه السلطة ، وتكريس  لحركة فتح كجزء من المنظومة السياسية  التي  تكرس الحالة الحالية  ولا تنقلها إلى مستوى جديد أوتغيرها ، وامل  كل الامل ان اصنف كصاحب نظرة تشاؤميه وان  اكون مخطئا في هذا الصدد .

اما بشان الحرائق التي اشتعلت لاسباب في الغالب طبيعية في الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948 وترافق معها وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي جدل كبير وافكار وتفسيرات غيبية تكرس العجز أو تخلط الحابل بالنابل، وتحرف  الامور عن مساراتها الطبيعية والحقيقية  الا انه  وفي جميع الاحوال فان هذه الحرائق وما ترافق معها ، اظهرت  حجم الارتباط الفلسطيني رغم  الحواجز والفصل بارضه و تاريخة  وكذلك اظهرت عمق الجرح و حجم الالم الذي سببه و يسببه هذا الاحتلال البغيض لابناء شعبننا الذي لا ولن يتقبل اي محاولات للتعايش والتطبيع، اما من الجانب الاخر فقد كان السلوك السياسي لهذا الكيان  قيادات وافراد تعبير واضح عن عنصرية واستعلائية قبيحة ناتجة عن بنية فكرية سياسية اجتماعية فاشية تمييزية  لن يكون من منتجاتها اي شيء سوى مزيد من البغض والكراهية لشعبنا ، وهو الدرس الذي  يتكرر علىينا وعلىجلودنا وكرامتنا يوما بعد يوم  .

عربيا ازداد الحديث غن مقدمات وفرص تبلور محور عربي جديد جديد يتجاوز  الانقسامات الطائفية والمذهبية ويفتح  نوافذ على اعادة بعض التوازن والاحترام  لفكرة العروبة التي انتهكت وشوهت ايما تشويه في السنوات الاخيرة، هذا المحور المأمول والمتشكل من الجزائر ومصر والعراق وسوريا،  مصر ورغم النفي الرسمي فانها وباكثر من طريقة عبرت عن رفضها  لتقسيم سوريا وعن دعمها للجيش العربي السوري ، والجزائر كانت ولا زالت الدولة العربية الوازنة القادرة على ان تعيد لهذا البعد قيمته ووهجه ، لكن ومع هذا المحور المأمول  ومن اجله  فان هناك حاجة كبرى للقوى والفعاليات  السياسية والاجتماعية والمدنية  المنتشرة في  الدول العربية المختلفة ان تضع على سلم  اولوياتها برنامجا عمليا  يتضمن التحرك الجاد  بالاجتماع والتنسيق والكتابة والتوعية والضغط من اجل هذا  المحور لاهميته في الوقوف امام الاجندات العالمية والاقليمية التي تنهش جسد هذه الامة.

واخيرا فقد غيب الموت جسد الزعيم الكوبي فيديل كاسترو وهو يشكل رمزا عالميا للبطولة والصمود ،   رحل فيديل البطل الذي قاد شعبه في الثورة والحصار وتحدى الظلم والطغيان الامبريالي الامريكي صامدا منتصرا ومسجلا نموذجا خاصا في بناء الدولة وصيانة كرامة ابناء شعبه  ورغم كافة التحريضات والمؤمرات التي حيكت ضد الثورة الكوبية فان هذا الرمز استطاع وفي ظل الحصار والمعاناة ان يعبر بالشعب الكوبي رغم تغيرات الدهر الكبرى إلىشط الامان حتى تعب الاستعمار واعترف لهذا الشعب وقائده  ومن واجبنا نحن في فلسطين  واحتراما  له لانه ساند قضيتنا الفلسطينية وقضايانا العربية وفتح بلاده امام كوادرنا  لتمكينهم في الحقول المختلفة  دون ان يطالبنا بشي في المقابل أويمن علينا أويشترط ، وهكذا يكون  الحليف  والصديق  وهو حليف طبيعي  لشعبنا وللمظلومين في بقاع العالم  فمن واجبنا ان نكرم ذكراه ونحفظ مبادئه ونساند شعبه وان نستدخل ونضمن تجربته هذا الزعيم وثورة  شعبه في  مناهجنا  التعليمية .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير