المرأة والمفاوضات

30.11.2016 09:15 AM

كتبت: سناء طوطح

"السبب في أن هناك عدد قليل من الساسة النساء هو أنه من المتعب وضع المكياج على وجهين" مورين ميرفي.

في زمن القوة وزمن السيوف كانت المرأة تقف بجانب الرجل دوماً، سواء أكانت تحمل السيف، أو تعالج المرضى، أو تنشر الطاقة المعنوية، فهي بالنهاية كانت تغرز أرجلها في جذور الأرض وتقاوم وتكافح، وكل هذا في زمن الرجل الحقيقي الذي كان يقدم روحه ونفسه فداء الوطن والتراب، الرجل الذي يعمل بانتماء حقيقي، لا مجرد ترهات وأقاويل، لا مجرد كرسي ومنصب ومال، ومع ذلك لن أناقش مدى صدق وطنية المفاوضين والسياسيين لأن الحقيقة معروفة لدى الجميع ولكن نصمت، ليس خوفاً وإنما من الأفضل الذي سيأـتي، قد يكون الأفضل الفئة الشابة، إلا أنها فئة مهمشة سياسياً في فلسطين.

المفاوضات إما أن تكون لعبة يتقنها البعض، فيسمو بمجتمعه وشعبه في دائرة العالم السياسي، أو لعبة يتمسك بها السياسي كما الطفل ولا يقبل بإفلاتها والتخلي عنها إلا بعد دمارها وتحطمها وإلقاؤها مع الخردة، حيث لا قيمة لكل المحتويات فيها، ولذلك يبدو أنه لا أمل حينما نحاول تطبيق ما قالته رئيسة تشيلي (ميشيل باشليت)حيث قالت" أينما وجد نزاع يجب أن تكون المرأة جزءاً من الحل" وما تقوله ميشيل صحيح مئة بالمائة حيث أن المرأة هي أكثر عنصر يعاني في أي صراع على وجه الأرض، فهي التي تصبح أم لشهيد أو زوجة أسير أو زوجة شهيد، ناهيك عن المعضلات التي تواجهها دائماً، ولذلك أولى لنا وأولى أن تكون المرأة الفلسطينية عنصر فعال على طاولة المفاوضات الفلسطينية، وفي جميع الأحوال فإن المجتمع الدولي يقدّس المرأة ويعلي دائما من شأنها، ولذلك من المفروض أن تتنوع الوجوه أثناء المفاوضات لسد جميع الثغرات التي قد يقع بها البعض، فالمرأة التي تصبح رئيسة لدولة ما، هي قادرة أن تقود مفاوضات أو أن تشارك في مفاوضة ما.

لقد كفلت جميع دساتير العالم ومنها العربية على المساواة بين الرجل والمرأة في شتى المجالات، ولها الحق في أن تشارك في عملية صنع القرار السياسي، ولكن لا مجال يبدو لان تكون هي جزء في عملية المفاوضات، سواء السياسية أو أي مجال أخر من المجالات الحياتية.

فالمرأة اليوم في زمن التطور في عصر التكنولوجيا في عصر التقدم أصبحت مهمشة سياسيا أضعاف ما كانت عليه في العصور السابقة، وكل ذلك لأن لا أحد يقدّر المرأة، لا احد يؤمن بقدرات المرأة وكفاءاتها حتى نفسها، أعود في هذه اللحظة وأبتسم وأقول لنفسي ماذا أكتب، فالمفاوضات يبدو أصبحت حكرا لأشخاص معينين، حتى الذكور الأخريين لا يملكون حولا ولا قوة للتغيير فكيف حينما نتحدث عن مشاركة المرأة في المفاوضات السياسية.

ولكن يبقى الأمل في أن تنقلب الموازين، وتحصل معجزة التغيير للأفضل، تحصل معجزة الصعود والارتقاء بالمجتمع والمرأة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير