نادية حرحش تكتب لوطن: في ذكرى تقسيم فلسطين: انقسام فانفصال فانفصام

30.11.2016 06:52 PM

ثلاث كلمات تحدد الحال العربي عامة والفلسطيني خاصة وتفسره، انقسام بين احزاب وقبائل وديانات وفئات، فمؤامرات تتخللها حروب سرية وعلنية ، ودسائس وتشويهات، ثم اجتماع على فنجان قهوة تقسم به العرب عربان، ثم خروج على قمة التل والبكاء والرثاء على وحدة واخوة وزمن جميل كان ، وتعود الكرّة فينقسم المنقسم وينفصل المنفصل ويهرول الى التلة بانفصامه ويبكي حاله ، ويعود لينقسم وينفصل ويستجدي بانفصامه العالم حوله، يبكي سوء حاله والمؤامرات التي نسى انه حاكها فحيكت ضده، ويستمر الحال العربي على هذا الحال بين انقسام وانفصال وانفصام .

فكان حالنا الاول في تذمرنا من بطش العثمانيين فانقسمنا فيما بيننا وتآمرنا عليهم وفيما بيننا، ورضينا بانفصالنا لدويلات وممالك وامارات ولم نكف ابدا عن الادعاء الكاذب بالوحدة العربية .

ثم جاء قرار الامم المتحدة بتقسيم ارض فلسطين الى دولة عربية واخرى عبرية، وقامت اسرائيل بينما كان العرب في غمرة لملمة ما ظنوه "جهلا" جزية حرب وعطية انتصارات ، وتسابقوا في تحديد اماراتهم الواهية واستنفذوا في سلطانهم بين اموال تشبع بطونهم الجشعة وسيطرة على مجتمعاتهم بالظلم والبطش وبيع الاوهام والتاكيد على المؤامرة من الخارج ....ظانين ،مطمئنينا لشعوب البائسة بأن اسرائيل هذه ابدا لن تكون ،ان كانت فلن تقوم.

وقامت.....

وقامت كذلك دول وهبطت برؤساء ازليون لا يزيحهم غير يد القدر، واقمنا ثورات واسقطنا دكتاتوريات وابقينا الاحتلال الاسرائيلي ايقونة للمؤامرات الخارجية ضد العرب والمسلمين.

وبينما بقي الاحتلال احتلالا .. اصبح العرب فيما بينهم اعداءا، ولقد صدق قول العلي القدير حين قال : " والاعراب اشد كفرا ونفاقا".

فبينما تسقط الدول العربية واحدة تلو الاخرى ، ينقسم الشعوب فيما بينهم وعلى انفسهم وضد كل ما لا يمثلهم او يشبههم او يعيد ما يؤمنون به من تفاهات وخزعبلات وخرافات، نستمر في حالة الانفصام .. بالتباكي على ما كان بعد ان تآمرنا وتكالبنا ضمنا او صراحة عليه، فسقطت العراق بصدام وتتساقط اليوم بعد الانفصالات الموصل وتكريت ومن قبلهم بغداد. وسوريا ..الدم السائل انهارا بين ابناء واخوان واعداء كانوا احبابا واعداء يدسون السم ونشربه حبا وطوعا ونرى امامنا اليوم تدمر بين فكي الشيطان، واليمن السعيد يلملم اشلاء ابنائه من عدوان . ومصر تذبح في ابنائها ويلتف المجتمع حول الظلم الذي ما لبثوا تخلصوا منه حتى عادوا ليحضنوه. بلاد تباع وتشترى على ايدي اهلها وقادتها ولا نزال نصرخ بوحدة ونحلف بامة وننادي تحت اسم اله واحد.
وفلسطين...رمز التحرر والمقاومة ...تركت قيادتها العدو الحقيقي والتهت بمؤتمراتها وفرقائها والمتجنحون من ابنائها ...وانتهت القضية لتكون شخص واحد محرر ومخلص ..... ومقسم...

فيضيع الوطن بينما يتشتت ابناءه ويقطع إربا بين فكي اربابه....

وبين بكاء على تدمر بالامس وحلب اليوم، ونواح على القدس لا يكف.

دموع تذرف بين حق وباطل . بين حقيقة وواقع .بين هوان وخنوع كان ولا يزال مبطنا في حقيقتنا الكاذبة .

نبيع الاوطان في عتمة الليل ونبكيها في وضح النهار.

نعيش بين فكي الاحتلال ونبيع نشتري فيما تبقى منا لننجو بانفسنا.

ولا نزال ندعو لمقاومة احتلال ننام في احضانه ليلا ونستجديه قبولا وتقبلا نهارا.

ننادي لصمود ومرابطة ولقد افتككنا وتفككنا .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير