تحمل شارة المسعفين، حنان.. مسعفة الميدان الحربي والرياضي

07.12.2016 11:04 AM

رام الله- وطن- مي زيادة: تركض مسرعة في الملاعب تحمل حقيبة الادوية والضمادات وعبوات بخاخ المسكن الفوري،  تضمّد الجراح، توقف النزيف وتسعف الكسور، هو شغفٌ لطالما حلمت به الغزّية حنان ابو قاسم، وسعت لتحقيقه، بأن تكون مسعفة لأرواح الناس ولجراحهم. صبرت ونالت واصبحت اليوم ضابط اسعاف تعمل في السِلمِ والحرب، وأول مسعفة ملاعب كرة قدم في فلسطين.

هي واحدة تنضم الى كيتبة من النساء المناضلات الثائرات المدافعات عن حقوقهن كنساء وحقوق شعبهن المسلوبة، تناضل بعملها الذي وصلت اليه بعد صعوبات كثيرة واجهتها، وبعد انتقادات من مجتمعها الذكوري، الذي عارضها في اغلبه، وايدها  في أقله، الا انه لم تلتفت الى  من عارض بل سارت على خطى من أيّدها ودعمها. فمن عارضها استقى حجته من أن الوسط (الاسعاف والطوارئ) به رجال (ذكور) كفاية، ولا يحتاج للنساء، والبعض اتهمها بأنها سرقة فرصة الرجال وخلقت بطالة في البلد !!.
اللافت ان عائلتها دعمتها  ووقفت  معها لأنها ، فضلا عن عملها العام، تخدمهم طبيا.

حنان ابو قاسم من دير البلح( 28عاما)،  كانت تحلم بأن تدخل تخصصًا له علاقة بالطب، لكن الحظ عاندها في البداية، فدرست الأدب الانجليزي في الجامعة الاسلامية، وعندما سنحت لها الفرصة أكملت دبلوم اسعاف وطوارئ كضابط اسعاف.

اول مسعفة ملاعب في غزة

وتقول ابو قاسم لـ"وطن": انهيت الثانوية العامة "التوجيهي" عام 2005، كان طموحي أن أدرس في المجال الطبي، وتحديدًا اسعاف وطوارئ، لكن للاسف في ذلك العام لم يكن التخصص متوفرًا في قطاع غزة، وقدراتنا المادية لاتسمح لنا بالخروج خارج القطاع لدراسة هذا التخصص، فاضطررت الى ان ألجأ لأقرب الحلول وادرس تخصص احبه نوعا ما، فدرست ادب انجليزي، تخجت منه في عام 2010، ومن ذلك الوقت الى عام 2012 عملت في سلك التدريس والترجمة، ولكني لم اجد نفسي فيه، ففجأة اوقفت كل عملي حتى انني كنت أملك مركزًا يقدم للطلبة دروس تقوية فأغلقته، وسمعت ان مجال الاسعاف والطوارئ موجود في غزة وفورًا توجهت لكلية بولوتيكنك المستقبل التطبيقي، التي تعرض هذ التخصص وسجلت وتخرجت في 2014، وكنت الاولى على القسم بامتياز مع مرتبة الشرف.

وتضيف، درست في الكلية مع 3 فتيات والان أعمل مسعفة في مجال الملاعب (ملاعب كرة القدم) في الدوري الممتاز.

حرب غزة 2014..ساعدت امرأة على الانجاب

وفي حرب غزة 2014 تمكنت حنان أبو قاسم من العمل كمسعفة ضمن الهلال الاحمر لمساعدة المصابين، وتعرضت مع زملائها للقصف الشديد الذي منع وصول سيارات الاسعاف الى المصابين، لكن رصاص الاحتلال لم يثنها عن انقاذ حياتهم.

وتقول ابو قاسم في هذا السياق: "عملت مسعفة في الميدان في السلم والحرب، كنت في الميدان بقوة في حرب 2014، تعرضنا لمواقف كثيرة واثبتنا وجودنا، كمسعفة انا احب ان أتواجد في كل مكان اشعر انه يوجد من يحتاج لي، سواء في سلم او حرب او ملعب أو خارج ملعب او حتى في الشارع".

ومن اصعب المواقف التى واجهتها المسعفة الشابة أبوقاسم، تروي لنا كيف أنها خلال الحرب اقدمت على توليد امرأة وسط القصف ومنع وصول السيدة للمستشفى،  فأنجبت السيدة طفلة جميلة حتى أن اهلها اطلقو عليها اسمها "حنان" كهدية لها، "جعلتني أشعر بالفخر، وإلى الان ارى هذه الطفلة التي تبلغ من العمر عامين مع والدها يوميا وباستمرار".

استشهد أحد طلابي بين يدي

وتتابع حديثها، عن اكثر المواقف إيلامًا، ماحصل معها ايام الحرب ايضًا: "أحد طلابي الذين علّمتهم وانا مدرّسة قبل ان التحق بالاسعاف، وهو ابن جاري اسمه حسين احمد اتذكر اسمه الى اليوم، كان عمره 7 سنوات حينها، عندما تعرضت منطقتي للقصف وانا كنت أعمل في الهلال الاحمر، أتاني نداء استغاثة ان هناك قصفًا، توجهت وحملت الطفل بين يدي، ومن شدة التشوه لم اعرفه، عندما  وصلت المستشفى تفاجأت عند الباب بوالد الطفل يقول لي: انتي ياحنان جايبة ابني؟، وهنا كانت الصدمة، وقع الطفل من بين يدي وانهرت، كنت أحبه وألعب معه كل يوم، كان الأصعب علي هو انني أحمله بين يدي ولم أعرفه وهو مستشهد".

وتقول ابو قاسم: "عملي يتطلب مني أن اكون قوية في أي ظرف اتعرض له، لأنني لو ضعفت الناس رح تضعف".

تصميم وتطوير