الاسيران الشقيقان مرعي .. التقيا داخل زنزانة بعد 14 عاما من الفراق

28.12.2016 04:26 PM

 رام الله - وطن - مي زيادة: مهما صغر مكان اللقاء، ومهما كان باردا وقاسيا وخشنا، فان حرارة لم الشمل، ولو في زنزانه، تدفئ الكون وتطغى المساحة الصغيرة على وسع العالم.   ظروف اللقاء لم تكن هي الاجمل وليست هي مايتمناه اي شخص، لكن رشفة الماء التي تبل العروق و تذهب العطش هي أفضل من لاشيء، ولقاء شقيقين في الاسر بعد 14 عاما هي الافضل في ظروف الفلسطيني

اليوم الاربعاء، صدر الحكم النهائي بعد تأجيل جلسات المحكمة بحق الاسير عبد العزيز مرعي من قرية قراروة بني حسان غرب سلفيت، والقاضي بالسجن 35 عاما، وغرامية مالية قيمتها 258الف شيقل.

رمزي مرعي (34 عاما) شقيق الاسير عبد العزيز، يتحدث لـ"وطن"، عن ظروف اللقاء الاول في المكان الاغرب على الاطلاق، قائلاً: "التقينا انا وعبد العزيز في سجن "ايشل" كانت الشهور الثلاثة  الاخيرة في حكمي جميلة وصعبة في ذات الوقت، عشنا في غرفة واحدة، طوال هذه الاشهر، وذلك بعد فراق دام 14 عاما".

يضيف: "عندما أُسرت كان عبد العزيز يبلغ من العمر 8سنوات فقط، وهو الان في ربيعه الثاني والعشرين، هي سنين طويلة مرت علينا لم نرَ بعضنا، كان يراسلني، وأذكر اخر رسالة بعث بها لي، احتوت على دعواه لي بأن يكون العيد الاخير لي في الاسر والعيد القادم أن أكون بينهم.

وسبحان الله شاءت الاقدار ان أكون في هذا العيد خارج السجن وهو بداخله".

كيف يستصعب الاسير لحظة الافراج!


ويؤكد مرعي أن الاصعب كانت لحظة الفراق، "في الوقت الذي يفرح اي اسير بخروجه وتحرره من الاسر لم أشعر بهذا الفرح مطلقًا وانا اترك شقيقي الصغير ورائي خلف قضبان السجون في زنازين المحتل، هي لحظة تمثل التناقض بكل صوره". ويشير إلى أن شقيقه عبد العزيز يقبع الان في سجن السبع، مردفًا القول: كلنا أشقاء عانينا من الاسر والمحتل، شقيقي الكبير سجن 7سنوات، والاصغر مني سجن 10 شهور لدى الاجهزة الامنية الفلسطينية وشهر في سجون الاحتلال، وحاليا عبد العزيز هو فقط في الاسر.

وعن قرار المحكمة الذي صدر بحقهم بداية العام الحالي والقاضي بهدم منزلهم، قال مرعي، الذي تزوج حديثُا وينتظر مولوده الاول: "قدمنا للمحكمة التماسًا ضد قرار الاحتلال هدم منزلنا وكسبنا القضية، حيث اثبتنا ان عبد العزيز لم يكن يعيش في البيت (بيت العائلة)، بل كان يعيش في سكن طلابي، وتم اخلاء البيت 8 شهور حينها وبعد قرار المحكمة عاد اهلي الى البيت". ويتهم الاحتلال الأسير مرعي الذي كان يدرس في جامعة القدس، بأنه ساعد الشهيد مهند الحلبي بتنفيذ عملية الطعن التي وقعت في شارع الواد ببلدة القدس القديمة في الثالث من تشرين أول الماضي.

تصميم وتطوير