جهاد حرب يكتب لوطن نميمة البلد: التغيير والتجديد في الحياة السياسية الفلسطينية

30.12.2016 02:08 PM

 وطن للانباء: ونحن على اعتاب عام جديد، لا يحذونا الامل، بقدر ما يدعونا أو يفرض علينا إحداث تغيير أو تغييرات جادة وهامة في الحياة السياسية الفلسطينية وفي النظام السياسي بما فيها الأشخاص في ظل عدم القدرة على أو تعثر إمكانية اجراء انتخابات عامة في البلاد. هذا الامر يتطلب التجديد الذي طال امده في السنوات الأخيرة دون تدخل إلهي أو انفجار يدعو الى التغيير.

الدعوة هنا لا تعني اعدام الخيول القديمة على الطريقة الإنجليزية ولا ندعو لها بكل تأكيد أو التخلي عن الخيول عبثا بقدر ضخ الدماء وتجديدها في المؤسسة الفلسطينية؛ هذه الدعوة تشمل قطاع الامن كما تشمل القطاع المدني. تكلس بعض الأشخاص في السنوات الطويلة الفائتة في مناصبهم بالنظام السياسي دون حراك فغذت حكرا أو ملكا عضوضا بقيت السياسات دون تجديد أو بمعنى آخر القدرة على احداث تغيير فبها بات محدودا. دون انكار الى التطور الذي حصل في السنوات الأولى لقيادة مؤسساتهم أو احداث نقلة نوعية فيها.
التغيير المقصود هنا لا يعني الثورة أو الانقلاب بقدر التكامل والتطوير والحفاظ على الإرث والتجديد وعصرنة المؤسسة وإزالة الكسل أو التنميط الحاصل بمعرفة الجواب قبل قرع السؤال للعلم المسبق بنمط التكفير أو ما يرغب به المسؤول المعني وما لا يحب. وقد يعمل الواقفون على أبوابه على تجديب وتحسين الصورة     لما يحب ويرضى المسؤول أو يحجب ما يزعجه ولا يرضى عنه.

البعض لا يرغب بالتجديد أو التغيير لان متطلبات هذه العملية أحيانا مزعجة وتجبرنا على إعادة التكييف، وهي تتطلب بحثا أعمق في السياسات وكذلك عن الاشخاص المتفقين أو حتى المخالفين لانتقاء الاصوب أو الأقرب الى الصواب لاستكمال المسيرة أو تصويبها.
مرة أخرى لا تعني الدعوة إلى التغيير التخلي عن القديم بقدر التقييم وإعادة الاستثمار بقدراته وإعادة التوجيه أو التنظيم والاشراف الداعية الى تطوير الحالة واحداث تحولات ينسجم مع متطلبات قادم الايام من سياسات وأوضاع على اعتاب العام الجديد.

يحتفل الفلسطينيون مع جميع شعوب العالم بالفاتح من عام الجديد "2017" ومنهم ايضا يحتفلون بالذكرى الثانية والخمسين لانطلاقة ثورتهم المعاصرة، في ظروف جد هامة بعد اصدار مجلس الامن قراره 2334 القاضي بادنة الاستيطان في عنوانه لكن جوهره يحمل مهام جسام للفلسطينيين لتجسمه على ارض الواقع في طريق الآلام "المستقبل". وهم ينظرون لقادم الأيام بتحسن وضعا دوليا، وإن كان ببطء، لصالح خطواتهم نحو التحرر والحرية. فالإيمان بحتمية الانتصار يقتضي المراجعة والتقييم والتقويم لاستثمار الدروس والعِبر وتحويل التحديات الى فرص إن أراد الاصلاح والنهوض والانتصار.

فلجميع المحتفلين من أبناء شعبنا بالعام الجديد أو بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة "فتح" أو بكلاهما؛ كل عام وأنتم بخير.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير