اسئلة استنكارية

13.01.2017 11:10 AM

كتب حمدي فراج: ليس هناك من مقاربة جلية في موضوع المعارضة السورية اكثر من موضوع القدس ونقل السفارة الامريكية اليها ، فالاولى معارضة مسلحة ، أطلق عليها البعض اسم ثورة ، وناهز عدد فصائلها المئة فصيل ، كان هدفها المعلن اسقاط النظام ، ثم اصبح اسقاط رئيسه بشار الاسد ، واليوم تعد العدة للسفر الى الاستانة دون ان يكون في برنامجها تحقيق اي من الهدفين ، فيتساءل المرء السؤال الاستنكاري الاول : لماذا هذه المعارضة ؟

   ومعروف ان تركيا هي التي تمثل الغالبية العظمى من فصائل هذه المعارضة ، وقد اتفقت مع روسيا التداعي لعقد مؤتمر الاستانة ، لكنها قبل ذلك نجحت في وقف اطلاق النار في جميع ارجاء سوريا على مدار اسبوعين ، صحيح ان هناك بعض من خروقات ، لكنه وقف اطلاق نار شبه عام ، رضيت عنه روسيا وتركيا والامم المتحدة ، مما يدلل على صدقية التمثيل التركي لهذه المعارضة ، فيتساءل المرء السؤال الاستنكاري الثاني : لماذا لا يكون التفاوض مباشرة مع تركيا ؟ واذا كان ذلك صعبا على سوريا ، فلتقم روسيا بهذه المهمة وكفى سوريا شر القتال .

   في موضوع القدس ونقل السفارة الامريكية اليها ، هناك ايضا اسئلة استنكارية ، لا تقل "استنكاريتها" عن استنكارية معارضة سوريا المسلحة . القدس مدينة محتلة من ضمن ما احتلته اسرائيل عام 1967 ، ولكنها اعلنتها عاصمة موحدة وابدية لها بعد ان قامت فعليا بضمها اليها رسميا ، ومنذ اتفاقية اوسلو قبل حوالي ربع قرن ، اغلقتها على الفلسطينيين اغلاقا محكما ، ومنعتهم من دخولها حتى لغرض الزيارة ، ولا حتى لغرض الصلاة في الاقصى للمسلمين وكنيسة القيامة للمسيحيين ، ثم منعت دخول اي سيارة تحمل اللوحات الفلسطينية ، رغم اننا سكان الضفة الغربية او حتى قطاع غزة ، كنا نذهب اليها قبل اوسلو بسياراتنا يوميا ونعمل فيها نهارا وليلا ، وكنا نستطيع ان نشتري ما نشاء من عقاراتها ونستأجر منازلها ومكاتبها ومحلاتها التجارية دون اي معوقات ، ولكنا اليوم لا نستطيع دخول حتى مستشفياتها ، بل لقد اصبح اسهل علينا الذهاب الى مستشفيات الاردن من الذهاب اليها . ناهيك عن حملات الاستيطان الممنهج الذي قضمها كما يقضم فأر قطعة جبنة . فيتساءل المرء السؤال الاستنكاري الاول : هل هناك فرق بين تل ابيب وبين القدس فيما يتعلق بدخول الفلسطيني اليهما ؟ والسؤال الاستنكاري الثاني : هل يغير كثيرا الاقتراح التوفيقي نقل السفير الى القدس بدون نقل السفارة ؟

في مطلع الازمة السورية، رفض الرئيس الاسد محاورة المعارضة "العبيد" ، مفضلا محاورة اسيادهم  في حين تذهب اسرائيل اليوم الى ابعد من تحريم القدس على فلسطينيي الضفة والقطاع الى سحب مواطنة فلسطينييها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير