أربعة أخطاء متشابهة في يوم واحد. حقاً؟

18.01.2017 12:02 PM

كتبت: عميرة هس - "هآرتس"

ان هواة براعة المحامي تسيون امير يملكون فرصة مشاهدتها غدا، في المحكمة المركزية في القدس خلال النظر في لائحة الاتهام التي قدمتها الدولة ضد الجندي بن ديري، الذي قتل، عندما كان قائد كتيبة في "حرس الحدود"، الفتى نديم نوارة. ضربة وانتهينا، عيار حي في الصدر، وشاب فلسطيني اخر يموت.

ربما نشاهد غدا بقية حملة التمويه الناجحة جدا التي قادتها اجهزة التحقيق والنيابة، لأنه عندما يكون المقصود حياة فلسطيني، فان المطلوب، اكثر من الحاجة الى محام قوي، نيابة ضعيفة عمدا، لا تريد محاكمة مشبوهين بالقتل او الاصابة، خاصة ان كانوا جنود.

خلافا لمحاكمة اليؤور ازاريا، تم جر قضية ديري والمماطلة فيها الى حد نسيانها تقريبا. لقد اطلق ديري النار على الطالب الثانوي نوارة، في 15 أيار 2014، في بلدة بيتونيا، من مسافة حوالي 70 مترا. المحكمة التي لاءمت نفسها لجدول الاعمال المكتظ للمحامي، أجلت والغت وموهت الجلسات حتى حزيران 2017. "المحكمة التي تم التعتيم عليها"، حسب ما يصفها المحقق – المدون ايشتون، الذي عاد الى الشبكة بعد فترة من الغياب، ليكتب بالذات عن ديري.

لقد وصل ديري الى كرسي الاتهام لأنه تواجدت في بيتونيا كاميرات حراسة وثقت سقوط نوارة (الذي لم يرشق الحجارة في تلك اللحظات)، وكذلك بفضل تواجد طاقم "سي. ان. ان" الذي صور ستة من افراد شرطة حرس الحدود وجندي من قسم الناطق العسكري، على شرفة احد البيوت في البلدة الفلسطينية. وقد وثقت الكاميرات الجنود وهم يتحدثون، وابتسامة احدهم.

هل سنحظى غدا بفرصة مشاهدة ديري وهو يبتسم، ولكن هذه المرة في المحكمة؟ غدا يفترض عرض صفقة الادعاء التي حيكت بينه وبين النيابة منذ حوالي شهر ونصف. الانجاز ضخم: شرطي حرس الحدود الذي انكر بشدة استخدامه للنيران الحية، اعتقل كمشبوه بالقتل المتعمد، ثم اتهم بالقتل غير المتعمد – ويفترض الان ان يدان بالتسبب بالموت نتيجة الاهمال. وكتب ايشتون انه حسب صفقة الادعاء، سيعترف ديري بأنه اهمل ولم يفحص مشط الرصاص. لكي يتأكد من عدم تسلل عيار حي، الى مشط العيارات المطاطية.

في اليوم الذي قتل فيه نوارة، وفي المكان نفسه، اصيب ثلاثة فلسطينيين اخرين بالنيران الحية في القسم العلوي من اجسادهم: احدهم، محمد سلامة، قتل، واخر اصيب بجراح بالغة، والثالث بجراح طفيفة. لم تكن اشباح هي التي اطلقت النار عليهم. هذه الحالات لا يجري ذكرها بتاتا في لائحة الاتهام الاصلية، ولا المعدلة.

ما هي فرصة وقوع اربع اخطاء متشابهة لدى مجموعة شرطة "حرس الحدود" ذاتها في اليوم نفسه، حيث وصلت عيارات حية الى الامشاط غير الصحيحة؟ النائب العام للدولة شاي نيتسان والمحاميات في نيابة لواء القدس، نوريت ليتمان وغيؤولا كوهين ويفعات غيفن، يغمزون بأعينهم سوية مع كل الجنود وشرطة حرس الحدود في الماضي والحاضر. كلهم يعرفون جيدا مدى ندرة (وخطورة) تسلل عيار حي الى المكان الذي لا يجب ان يتواجد فيه.

لكنه حدث تحول في القصة: يوم الخميس الماضي، رفض المحامي تسيون امير التوقيع على صفقة الادعاء التي تضمنت بندا يحدد بأنه خلال اطلاق النار لم يواجه الجندي ديري خطرا على حياته، وهو ما اكدته كل اشرطة التلفزيون بوضوح.

وحتى كتابة هذه السطور لا يمكن ان نعرف ما اذا كان المقصود لعبة متفق عليها بين الجانبين – ام ان المقصود خلافات حقيقية.

ايشتون، الذي يعد منذ شهر، تحقيقا حول محاكمة ديري، وجه قبل هذا التحول نداء يائسا ومهووسا، حسب وصفه، الى نيابة لواء القدس: لا توقعوا على صفقة الادعاء مع ديري. وطلب من القاضي رفض صفقة الادعاء.

لا يزال هناك وقت للانضمام اليه والقول: رجاء، اثبتوا بأن ما قلناه عن ضعفكم المتعمد في هذه الحالة – ليس صحيحا.

تصميم وتطوير