عار المعسكر الصهيوني

18.01.2017 12:07 PM

كتبت "هآرتس" في افتتاحيتها، ان احد القوانين المشينة التي سنتها الكنيست، يقف على عتبة تطبيقه. فلأول مرة في تاريخ الكنيست، تبدو امكانية فصل احد اعضائها بأصوات رفاقه المشرعين. لقد وقع 70 نائبا على فصل زميلهم النائب باسل غطاس (القائمة المشتركة)، بعد اتهامه بتهريب اجهزة هواتف خليوية الى اسرى فلسطينيين. اذا تم فعلا فصل النائب غطاس، فسيعتمد القرار ايضا على اصوات نواب من المعسكر الصهيوني، الذي قرر امس، السماح لنوابه بدعم اقصاء النائب غطاس.

قانون الاقصاء الذي تمت المصادقة عليه في الصيف الأخير يحدد بأنه يمكن للكنيست فصل احد نوابها بسبب التحريض العنصري ودعم الكفاح المسلح. حتى حسب نص هذا القانون، لا يمكن تطبيقه على غطاس، الذي لم تتم ادانته بعد ومن المشكوك ان الاتهامات ضده تستجيب للمعايير التي حددها قانون الاقالة.

ليس من المفاجئ كون نواب الكتل اليمينية يدعمون اقالة النائب غطاس. فهي التي سنت القانون لهذا الغرض بالذات: لاقصاء النواب العرب من الكنيست. كما ان دعم كتلة يوجد مستقبل يجب ان لا يفاجئ احد، فرئيسها، يئير لبيد يشق طريقه السياسي منذ زمن على اجنحة التحريض السافل ضد العرب، الذي يعتبر كما هو معروف، السلاح الاكثر نجاعة الذي يمكن استغلاله لجمع الاصوات في اسرائيل.

وعندما يصل الأمر الى التحريض، لا يقل لبيد عن بنيامين نتنياهو، اكبر المحرضين على العرب. كما ان اعضاء كتلة لبيد فقدوا منذ زمن الحياء واستقلاليتهم في تجاوبهم الاعمى والمباشر مع قرارات رئيسهم الساخرة. بعضهم يعرفون جيدا مدى خطورة قانون الاقصاء، وكم هو حقير اقصاء نائب لم تتم ادانته بعد في المحكمة. لكن صوتهم خمد بفعل ترهيب الزعيم.

والان ينضم المعسكر الصهيوني في اعقاب يوجد مستقبل. كان يصعب توقع مثل هذه الحقارة حتى من المعسكر الصهيوني. فحتى حقيقة ان رئيسه يتسحاق هرتسوغ حدد بعد المصادقة على قانون الاقصاء بأنه "وصمة عار على جبين حكومة الكراهية"، لم تمنعه من الاعلان، امس الاول، بأنه يدعم تطبيق هذه الوصمة من خلال اقصاء النائب غطاس. كما سارع عدد آخر من نواب الكتلة الى الاعلان بأنهم سيدعمون الاقصاء.

هذه الوصمة تلطخ الآن كتلة المعسكر الصهيوني كلها. في قرارها السماح لنوابها برفع أياديهم الى جانب هذا القانون وفصل نائب، انزلت الكتلة العار الذي لا ينسى على نفسها. ليست هذه المرة الاولى التي يمضي فيها المعسكر الصهيوني وراء اليمين المتطرف والوسط الشعبوي، ليست هذه المرة الاولى التي يخون فيها دوره كرئيس للمعارضة، وليست هذه المرة الاولى التي يثبت فيها ان المعسكر الصهيوني برئاسة يتسحاق هرتسوغ، وصل الى الضياع المطلق.

تصميم وتطوير