قبل انطلاق رحلاتهم بدقائق، مسافرون أفلتوا من الترحيل خارج أميركا

29.01.2017 09:56 PM

وطن: تحمل عمة أمينة، سورية الجنسية، بطاقة إقامة في الولايات المتحدة أو بطاقة خضراء. كانت تجلس في طائرة متجهة إلى قطر، لكن في اللحظة الأخيرة اصطحبها مسؤولون خارج الطائرة بسبب حكم قضائي خاص بقرار الرئيس ترامب بحظر اللجوء.

وخلال انتظار العمّة في مطار جون كنيدي الدولي أبلغت أمينة وعائلتها بثلاثة أشياء فقط عن العمة: أنها هبطت بسلام يوم السبت، وأنها اعتقلت، وأنها سترحل على الرغم من وجود بطاقة إقامة صالحة.

ظلت أمينة وعائلتها يتواصلون بشكل محموم مع محامين لساعات وحاولوا الاتصال بالعمّة البالغة من العمر 58 عاماً، لكن مسؤولين في مطار جون كنيدي لم يقدموا أية إجابات، اضطرت أمينة والعائلة للاعتماد على محامين متطوعين توافدوا إلى المطار.

بحلول ليل السبت قيل لهم إن العمّة بالفعل متواجدة على متن طائرة متوجهة إلى الدوحة، قطر.

لكن قرار قاضٍ في بروكلين أراح أسرة أمينة وغيرها من الأسر بعد أن أوقف تنفيذ الترحيل ليلة السبت واصطحب مسؤولون العمّة من الطائرة قبل دقائق من الإقلاع.

وقالت أمينة لـ"بازفيد نيوز": "لقد نزلت من الطائرة! ستعود إلى المنزل. ستعود إلى المنزل معنا".

طلبت أمينة وعائلتها استخدام اسمٍ مستعار خوفاً من الاستهداف من قبل موظفي الهجرة.

مئات من عائلات الآخرين وأصدقائهم وجدوا أنفسهم في حالة مماثلة يوم السبت، بعد يوم واحد من توقيع الرئيس ترامب أمراً تنفيذياً يحظر دخول أشخاص من إيران، العراق، ليبيا، الصومال، سوريا، السودان، واليمن إلى أجل غير مسمى، كما تضمن القرار تعليق برنامج اللاجئين بأكمله لمدة 120 يوماً.

وتوافد المتظاهرون والمحامون إلى المطارات الدولية بأميركا يوم السبت، حيث ينتظر أفراد الأسر ساعات لوصول أحبائهم ليواجهوا احتمال الترحيل مرة أخرى.

ورغم أن قرار القاضي حافظ على الأمر التنفيذي الرئاسي، يبدو أنه قدم بعض الأمل للذين يتساءلون عما سيحدث فوراً لأحبائهم الذين وصلوا بالفعل وكانوا على متن الرحلات الجوية القادمة إلى الولايات المتحدة عندما أصدر ترامب الأمر التنفيذي.

وهتف المتظاهرون في المطارات كلما أفرج موظفو الهجرة عمن وصلوا من المسافرين.

وبالنسبة لآخرين، لم تكن النتيجة قاطعة.

ياشا وزوجته من طلاب الدراسات العليا في نيويورك، وكانا بانتظار والديها للوصول من إيران عندما اكتشفا أن موظفي الهجرة سيعتقلونهما لساعات.

قال ياشا، الذي طلب ذكر اسمه الأول فقط، لـ"بازفيد نيوز": "بكت زوجتي طوال الأربع وعشرين ساعة الماضية، لقد تأثرت بشدة أما أنا فلا أعلم شيئاً".

كان صهرا ياشا قد طلبا تأشيرة في مايو/أيار لقضاء إجازة وتمت الموافقة في أكتوبر/تشرين الأول، حصلا على التأشيرة يوم الرابع من يناير/كانون الثاني، واعتقدا أنهما يمكنهما السفر إلى الولايات المتحدة.

قال ياشا، الذي يدرس للحصول على دكتوراه في الهندسة إنهما أرادا الزيارة لأنهما لم يريا حفيدتهما لأكثر من ثلاث سنوات.

وأضاف أنه كان من المقرر إعادتهما إلى بلدهما مرة أخرى، لكن هما الآن محتجزان من قبل مسؤولي الهجرة بسبب قرار المحكمة الاتحادية، ومن غير الواضح ما إذا كان سيتم الإفراج عنهما.

وعلى الرغم من أنه وزوجته سمعا بالأمر التنفيذي مازالا يعتقدان أن تأشيرة الوالدين قد يكون مسموح بها لأنها صدرت منذ أشهر.

وأوضح "إنه من الجنون هذا القانون الذي صدر لتوّه، لا أعرف ما الذي قد يحدث".

المحامون الذين تطوعوا للعمل في المطار كانوا يحاولون الحصول على إجابات لهم.

وقال عنهم ياشا: "إنهم مذهلون ويقومون بعمل عظيم على الرغم من أن المسؤولين لا يعطونهم إجابات".

ويخطط ياشا وزوجته لقضاء الليل حتى يحصلا على المزيد من الإجابات.

(هافينغتون بوست عربي)

تصميم وتطوير