العمل في الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية سيء على قدم المساواة

19.02.2017 11:41 AM

ترجمة- وطن: لقد تعودنا ان نسمي ذلك " الذهاب الى الجانب المظلم"، بعد سنوات من النضال الباسل ضد الفساد المحلي، عدم توفر الموارد، والصلاة لاصحاب العزة والجلالة " الآلهة المانحين"، كل عامل في منظمة غير حكومية امتلكته الفكرة بأن " العمل مع الامم المتحدة سيكون اسهل كثيرا".

يعرف موظفو المساعدات السيناريو: الجلوس على الطاولات، شرب الكوكتيلات باهظة الثمن في اي بلد من بلدان الجنوب المعولم، تبادل الروايات حول قصص رهيبة واجهتهم في العمل، ومحاولة استعراض شرعية ما قاموا به من عمل باعتبارهم عاملين من اجل الانسانية. ومحاولة الظهور برضى عن الذات والمصداقية المهنية ، ان العاملين في المجال الانساني ومن بينهم انا يذكرونني دائما بمسرحية رجال يوركشير الاربعة  الهزلية (مونتي بايثون)، " يجب ان تعيش في خيمة لعشر سنوات بتمويل قدره 15 دولارا سنويا، وان تقنع القبيلة المحاربة ان المجموعة الاخرى التي يدعمها الامريكان اسيء فهمها؟ ترف!

كلنا لنا اصدقاء عملوا مع الامم المتحدة، سوف نستمع لقصصهم حول البيروقراطية السخيفة، وهدر المال، وسوف نعتقد انه " بنعمة الله يمكن ان اكون هناك" على الاقل في قطاع المنظمات غير الحكومية فيها، سوف نعمل في الميدان، نتشارك مع المحليين ونضع الاولوية في البرامج للمستفيدين.

لكن هل هذا حقيقة؟ لقد كنت احد هؤلاء الخونة، اولئك الذين تركوا خدمة عشر سنوات في التنمية الدولية  مع شريك محلي في برامج تمكين المؤسسات، وذهبت الى الجانب المظلم، لقد بدأت العمل في الامم المتحدة.

ومن خلال نظارات اليس، واجهت العجائب والحقائق القاسية، للعمل في الامم المتحدة ايجابيات كنا نفتقدها في المنظمات غير الحكومية، توليد المصادر، التنمية المشاركة والقدرة على تحريك البرامج كانت اكثر سهولة في الامم المتحدة. نعم ان الامم المحتحدة في جوهرها بهيم سياسي، وهي محبطة كجهنم، انها مملؤة باعناق الزجاجات وبتفكير رجعي. ولكن في تطوير البرامج، لا تبدو ابطأ من قطاع المنظمات غير الحكومية.

ومن خلال المنظار يمكن ان ترى الانتقاد للمنظمات غير الحكومية بوضوح، عدم فاعليتها، فسادها الصارخ، عجز سياساتها المرعب في مجال تحديد اكفضل ممارسات التنمية  والامان الاساسي لموظفيها والمستفيدين منها، سعيها الدائم لارضاء الممول على حساب رؤيتها وتوجهاتها ووظائفها الاساسية، وبدون ذنب منها لا استقلالية للمنظمات غير الحكومية، انها دائما معلقة بممولها ، ولكن هذا يحدث ايضا في الامم المتحدة.

رغم سمعتها، فان الامم المتحدة هي فعليا تجمع من اللاعبين الصغار في نواة صلبة من للعبة سياسة واقعية، ومثل المنظمات غير الحكومية تعمل بمصادر محدودة جدا وعلى حبل مشدود من الابتزاز السياسي والمالي للمانحين، هل قام اي منا في المنظمات غير الحكومية والامم المتحدة بعمله كما يجب؟ الجواب هو لا، لكن هذه الثنائية التي نصرح بها مع انفسنا بان اهدافنا الى حد ما بعيدة عن بعضها لا تخدم احدا.

ان فكرة ان المنظمات غير الحكومية هي الانقى ، والاطيب قلبا  ومعقل التنمية (الصحيحة) هو كلام فارغ،  فاين هي قيمة ان تكون فارسا  حينما يكون الشعب جائعا؟

في المقابل فان الامم المتحدة منافقة و تجمع غير فعال من الافراد، لكنهم افراد في الواقع يسعون الى المصلحة المجتمعية.

الامم المتحدة مدينة بالفضل الى مستوى منحرف من التسييس من قبل الدول، التي لديها كل شيء الا التنمية العالمية  لتحسين مستدام في عقولهم، لدى الامم المتحدة شرعية سياسية ، وهي مقارنة مع آخرين مصدر افضل للتنمية من المنظمات غير الحكومية ، ربما اعلق على المشنقة لقولي هذا ، لكن الناس في المنظمات غير الحكومية ليسوا الشهداء الذين ضحوا لانقاذ المجتمع المدني ، كما ان الامم المتحدة ليست بهذا السوء، لكن نعم... اننا نقوم بعمل سيء على قدم المساواة في التنمية الدولية، ربما يكون الحل في فكرة ابداعية اخرى.

 

المصدر: "الغارديان"، ترجمة: جبريل محمد

تصميم وتطوير