الاخوان ... رصيد امريكي يفرط به ترامب

21.02.2017 08:38 PM

ترجمة خاصة وطن: كتب ديكلان واليش: في المغرب يمكن ان تشير الى توازن سياسي حساس، في الاردن يمكن ان تمنع الدبلوماسيين الامريكان من اللقاء مع قادة المعارضة. في تونس يمكن ان تخلق  من مجرمين في الاحزب السياسي نماذج في الديمقراطية، كل هذا بعد... "الربيع العربي".

من كل مبادرات ادارة ترامب التي وضعت العالم العربي على الحافة، ليس هناك شيء يمكن ان يخرب السياسة الداخلية لشركاء امريكا في المنطقة اكثر من مقترح تجريم الاخوان المسلمين، هذه الحركة الاسلامية البارزة  والتي لها ملايين الاتباع.

"سيكون التأثير عظيما"، يقول المحلل السياسي العمراني من مجموعة الازمات الدولية في المغرب، حيث فاز الاخوان بالانتخابات في اكتوبر، ويضيف " انها تستطيع خلق اضطراب في البلدان التي تجرؤ فيها القوى المناهضة للاسلاميين بالتحرك او النهوض، وهي تستطيع زيادة الاستقطاب".

حول قضية  الاقتراح المطروح من مساعدي ترامب، بان الاخوية التي بلغت من العمر 89 عاما يجب تصنيفها ككيان ارهابي اجنبي، لا زال مدى هذا التصنيف غير واضح، لكن احتمال انتشاره كبير: الحركة التي تأسست في مصر شكلت شبكة واسعة امتدت في عشرين دولة على الاقل اعلنت انها ضد العنف.

بالنسبة لترامب، فان الجدال على التصنيف هو وعد انتخابي يتم تنفيذه، انه لم يعط اي اشارة واضحة حول اتخاذ موقف من قضايا الشرق الاوسط، فقط ركز على موقف ضيق يتعلق بمحاربة الارهاب، والداعمين المحليين المتعاطفين مع الحركات الاسلامية- او حتى الاسلاميين، باعتبارهم اعداء محتملين.

في كثير من دول الشرق الاوسط، وبرغم تسارع الخطى والورطات الاولية لاوامر ترامب،التي ولدت قلقا، الان هناك الكثير ممن يتابعون احتمالات اتهام الاخوان المسلمين باعتبارها نذير لامور قادمة.

يقول عماد شاهين المصري المحاضر في جامعة جورج تاون: " لقد ابعدتنا ادارة اوباما عن رواية صراع الحضارات، فيما ادارة ترامب تأخذنا اليها بعمق". لكن ليس الكل غير سعيد حول ادراج الاخوان في لائحة الارهاب، سيكون السيسي مسروؤا بذلك كما ستدعم ذلك السعودية والامارات.

لكن في البلدان التي يسيطر فيها الاخوان على البرلمان او يقودون السلطة، يقول الخبراء ان هذا الاتهام سيؤدي الى تبعات خطيرة على السياسة الداخلية، الدبلوماسية الامريكية والصراع الاوسع مع المتطرفين الاسلاميين.

في الاردن الحليف المهم في الصراع مع القوى الجهادية، يشكل الاسلاميون كتلة صغيرة لكن مهمة في البرلمان. في تونس حيث حركة النهضة التي فازت بالمديح الواسع لسلوكها الديمقراطي وموقفها المعتدل منذ 2011 يمكن تجنبها، رئيس وزراء المغرب يمكن اعتباره مجرما وفق تعريفات المنع. ويقول جيرالد فيرشتاين السفير الامريكي السابق في اليمن" سوف تقذف كثيرا من الاطفال في ماء الحمام".

يظهر ان الزخم الاولي لمثل هذا التصنيف قد تم ابطاؤه، ويقول تقدير موقف منشور للسي اي ايه: " ان عزل الاخوان المسلمين سيقوي الجهاديين" ويشك خبراء بان هذا التصنيف الفضفاض يمكن ان يمر ضمن الاطر القانونية.

لكن الحقيقة تبقى ان المنع لا زال موجودا في اعتبارات ترامب ومساعديه باعتباره اشارة شؤم في منطقة يتوازن فيها الدين والسياسة بحذر وضعف في الاستقرار.

واعاد التصنيف التأكيد على ان ترامب محرج من السيسي الذي خلق نقدا دوليا لبلده في مجال حقوق الانسان في السنوات الاخيرة، لقد وصفه ترامب ب" الرجل الرائع"، والذي تجمعهما " كيمياء جيدة".

منذ اجتماع اولي في الامم المتحدة في ايلول الماضي، جرت مكالمات كثيرة بين الاثنين، كان السيسي هو الرئيس الاول الذي هنأ ترامب بفوزه، والان يتم التحضير لزيارة السيسي الى واشنطن.

تريد مصر ان تستأنف الولايات المتحدة مساعدتها لمصر والتي جمدت من قبل اوباما عام 2013، وهذا يعطيها مليارات لشراء طائرات اف 16 ودبابات ابرامز.

اكثر من اي شيء ورغم المصافحة في البيت الابيض سوف يحصل السيسي على شرعية لرئيس تم التحفظ عليه من اوباما. عشرات الالاف من معارضي السيسي يعيشون في السجون المصرية، كما تتم مضايقة ناشطي حقوق الانسان بشكل يومي، كما تتهم قواته الامنية بالقتل العشوائي.

بالنسبة للبعض، مطلوب من ترامب ان يحدد مقاربة للتعامل مع الشرق الاوسط، والتي لا تتسامح فقط مع الرجال الاقوياء والملوك، ولكن ان تعمل على شملهم- ردة تعمل على دعم التحالف الامريكي مع الاتوقراطية كما حدث مع شاه ايران قبل عقود.

يقول فيرشتاين: " من السهل ان تقول سنقف مع اصدقائنا، لكن الانظمة التسلطية تبقى هشة دائما، لقد فكرنا اننا سنقف الى جانب الشاه حتى اليوم الاخير الان مالذي حصلنا عليه؟ 40 عاما من عدم القدرة على بناء علاقات مع ايران".

يصر الاخوان على ان ترامب يسير في الطريق الخطأ، في رسالة مهربة من سجن مصري محصن ، يعترف الناطق باسم الاخوان سابقا جهاد الحداد ان جماعته قد ارتكبت اخطاء كبيرة خلال سنة من الحكم في مصر موضحا الدروس القاسية ل"الربيع العربي" وقال ان الاخوان قد فشلوا في الانتباه الى صوت المعارضة الكبيرة لادارة مرسي.  لكن الحداد اصر على ان حركته ادانت العنف، " عيوبنا كثيرة والعنف ليس احدها".

في اماكن اخرى الواقع اصعب من ان يثبت. بطبيعة كتومة اتخذ الاخوان اشكالا مختلفة من التنظيم في العالم، في بعض الاماكن مارس اعضاؤها العنف، انه فرعها في فلسطين " حماس" التي قامت بعمليات تفجيرية ، وفي مصر قام مؤيدوها الغاضبون بمهاجمة قوات السيسي الامنية. لكن هذا لم يجعل من ملايين الاخوان ارهابيين في كثير من الاقطار.

هناك طريقة وحيدة لادارة ترامب وهي تضييق التصنيف بحيث يشمل فروعا محددة للاخوان كارهابيين كما يقول مختار عوض الخبير في الجماعة  ولكنه يرى من الافضل الدخول في معركة افكار".

سيثبت الجدال درسا مبكرا للادارة للمبادرة باعمال في الشرق الاوسط، والتي تم تجاهلها لفترة. انها بغيضة كما افكارها بالنسبة لمساعدي ترامب، يمكن للاخوان ان يكونوا مجرد واحد من عوامل عديدة سيجبرون على  الاشتباك معها.
" اننا نتعامل مع الاخوان ونعرف في نفس الوقت انهم عامل اشكالي، لكنهم ايضا امر واقع، كما ان البديل – مع تجاهلهم او قمعهم- سيقود الى مكان سيء جدا"  يقول ميخائيل حنا من مؤسسة القرن.

عن نيو يورك تايمز/ ترجمة جبريل محمد

تصميم وتطوير