اسرائيل تبالغ بقوة حماس وحزب الله لخدمة احتياجاتها السياسية الداخلية والخارجية

22.02.2017 04:26 PM

كتبت: عميره هاس: قال حسن نصر الله إن صواريخ حزب الله يمكنها أن تصل الى ديمونة. ومن الصعب الاشتباه بأنه يريد التسبب بموت الكثيرين، إن لم يكن مئات الآلاف. الفلسطينيون في غزة القريبة ومن النقب، أو التسبب لهم بالامراض الشديدة والقاتلة. لقد نجح حزب الله في طرد اسرائيل المحتلة من بلاده. وعلى ذلك يستحق هو والشعب اللبناني المديح. ولكن اقوال زعيم المنظمة الآن يمكن تفسيرها بالتفاخر، وهي تكشف أكثر من أي شيء عن الضائقة والضعف.

في قطاع غزة تم انتخاب قائد جديد لحزب السلطة، يحيى السنوار. حماس هي حزب عصري ومنظمة يجري انتخابات داخلية بشكل دائم في ظروف المطاردة والعمل السري، الامر الذي لا تستطيع فتح أن تفعله بشكل علني وبحرية. فهي تقوم بتبديل القادة، ولا أحد منهم يقرر على مسؤوليته ماذا ستكون السياسة، خلافا لحركة فتح.

يقولون في غزة إن السنوار انتخب لأنه حصل على معرفة قيادية لافتة في السجن، وهو شخص متواضع ومستمع وعقلاني. ولكن حتى لو استمر بالخط الحالي في الامتناع عن التدهور، فان الذراع العسكري للمنظمة يعمل طوال الوقت على زيادة التسلح وتحسين القدرات. الاستعراضات العسكرية هي رسالة رغم وقف اطلاق النار.

الاستعراضات العسكرية والوعود تخلق اجواء “المقاومة”. فهي تشعل الخيال لشعب نقوم بقمعه وتحطيمه، وتمنحه الأمل وقشة للامساك بها. ومثل الآيات القرآنية التي تتنبأ بمعاقبة اليهود. فان الحقائق التالية يتم نسيانها: بعد الحرب في لبنان في العام 2006 لم يتجرأ حزب الله على فتح جبهة ثانية عندما تم الهجوم على غزة من قبل اسرائيل ثلاث مرات. منذ تم أسر جلعاد شليط في حزيران 2006 وحتى الهجوم في كانون الاول 2008 قتلت اسرائيل 1.132 شخص من سكان القطاع، 604 منهم كانوا مرتبطين بمنظمات مسلحة، لكنهم لم يشاركوا في الحرب. ومن بين المواطنين الذين قتلوا كان 270 ولدا، 89 امرأة. وهم ايضا جزء من الثمن الذي تم دفعه من اجل اطلاق سراح السنوار وآخرين.

في الصورة الشخصية التي نشرت في مواقع حماس كتب عن السنوار أنه قام باعدام المتعاونين مع اسرائيل في اطار الاستراتيجية التي تركز على ردع الآخرين. وقد مرت 30 سنة وظاهرة التعاون لم تنخفض. القتل – كما يبدو للعملاء الصغار أو الابرياء – لم يثبت نفسه.

توجد لحماس خلايا مسلحة في الضفة الغربية، كما قال هذا الاسبوع بعض المتحدثين المشاركين في مؤتمر ايران. فهل نجحت هذه الخلايا في وقف الاستيطان الاسرائيلي؟ لا. ايضا تكتيك الدبلوماسية لم يوقفه. هذا صحيح. ولكن اذا كانت النتيجة هي نفس النتيجة فلماذا يتم اختيار الطريق المسدود والمقرون بالقتل والاعتقالات والتدمير؟ هذا سؤال ساذج، كما ستقولون، والجواب هو تكتيك ذكوري فاشل.

الفلسطينيون يشتكون من أن أولادهم يتبنون المفاهيم الاسرائيلية ويتبنون الاستخفاف بحقهم، لكن التفكير بأنه يمكن تغيير اسرائيل أو الانتصار عليها بواسطة الأداة التي تمتاز بها، وهي الحروب والقتل، هو مثابة تضامن مع عقليتها.

يوجد لاسرائيل مصلحة في المبالغة بالقوة العسكرية للمنظمتين الاسلاميتين الدينيتين. هذا التوجه يتداخل مع تشويه الواقع المنهجي الذي تقوم به، من خلال عرضها لليهود على أنهم ضحية للفلسطينيين. وتوجد مصلحة للمنظمتان بأن تقوم اسرائيل بالمبالغة في خطرهما، فهذا يزيد من رصيدهما السياسي.

اسرائيل يمكنها السير بدون معارك عسكرية شاملة من خلال استخدام العنف البيروقراطي والسادية المنظمة وتركيز الفلسطينيين في الكانتونات والحصار. وهي تستطيع أن تستغل كل تفاخر عسكري بشكل جيد لخدمة احتياجاتها السياسية الداخلية والخارجية. ويحظر اعطاءها هذا الحبل. يجب ايجاد طريقة اخرى للنضال.

هآرتس

تصميم وتطوير