اللاجئون غالبية العابرين من الولايات المتحدة إلى كندا

25.02.2017 10:25 AM

وطن: كشف ممثل المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة في كندا جان نيكولا بوز أنه من بين مئات الأشخاص الذين وصلوا في الأسابيع الأخيرة إلى كندا قادمين من الولايات المتحدة، فإن عدد اللاجئين يفوق عدد المهاجرين.

وقامت المفوضية السامية للاجئين بمهمة على المركز الحدودي في لاكول على مسافة 70 كلم إلى جنوب مونتريال، وعلى مقربة منه عند طرف طريق روكسام، حيث تعبر عائلات كاملة تحمل حقائب وتجر عربات أطفال، بالتنسيق مع شرطة الحدود وجهاز الدرك الملكي الكندي.
وأوضح بوز في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس “كان هناك على الدوام حركة عبور” غير قانونية، والسؤال المطروح الآن بدون ورود أرقام رسمية للفترة الأخيرة، يقضي بـ”معرفة ما إذا كانت هذه الظاهرة في تزايد بنسب كبيرة أو مقبولة”.
وتابع “ثمة لاجئون أكثر مما هناك مهاجرون بين هؤلاء الأشخاص (…) لأنهم لا يأتون إلى كندا طلبا لحياة أفضل بالضرورة، بل لأنهم ببساطة مهددون بالاضطهاد في بلادهم”.
والمعايير المطلوبة لتقديم طلب لجوء تكاد تكون متشابهة في الولايات المتحدة وكندا. وبموجب اتفاق بين البلدين يعرف بـ”التفاهم حول الدول الثالثة الآمنة”، فإن “طالبي اللجوء يجب أن يقدموا طلبا في أول بلد يدخلونه، إلا في حال عدم دخولهم من مركز حدودي نظامي”.
– نظام عادل –
وفي ظل الأجواء السياسية المعادية للاجئين التي انتشرت في الولايات المتحدة مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بات العديدون يختارون العبور بصورة غير شرعية إلى كندا لتقديم طلبات اللجوء.
وقال ممثل المفوضية العليا للاجئين في كندا إن “الناس يخشون أن يجدوا أنفسهم في المستقبل في وضع يحرمون فيه من نظام عادل”.
وأوضح أن الذين التقتهم المفوضية في الأيام الأخيرة “هم أشخاص من الطبقة الوسطى إلى الميسورة، ذوي مستوى تعليمي جيد، وعلى يقين بما يفعلون بعدما أعدوا لرحلتهم بشكل جيد”.
وتابع أن “معظمهم كانوا في الولايات المتحدة كمحطة عبور، وقد جاؤوا مباشرة من بلدانهم الأصل ويحملون لأسباب شتى تأشيرة دخول صالحة إلى الولايات المتحدة”.
وهم سوريون ويمنيون وسودانيون وأتراك وسواهم، معظمهم عائلات و”كانت لديهم دوافع جيدة لمغادرة بلادهم مع فرص كبيرة بأن يتم الاعتراف بهم كلاجئين”.
وبين طالبي اللجوء هؤلاء على حد قوله “رجال تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما يمكن أن يتم تجنيدهم في بلادهم الأصل، ولا يريدون الانضمام إلى جيش النظام أو مجموعة مسلحة معارضة”.
ولفت بوز إلى أن جميعهم تقريبا “تدبروا أمرهم بمفردهم” بفضل “المعلومات المتوافرة على الإنترنت، وبالتالي بدون الحاجة إلى المرور عبر مهربين بالضرورة”.
وبحسب تقديرات بوز الذي لا يستند إلى إفادات تم جمعها من لاجئين، فإن كلفة الدخول بصورة غير شرعية إلى كندا يمكن أن تصل إلى خمسة آلاف دولار.
وترتفع أصوات في كندا للمطالبة بتشديد تدابير المراقبة على الحدود، وهذا لا يشكل مفاجأة حقيقية لإن “هذا الخطاب القائم على إغلاق الحدود يسمع في كل مكان تقريبا، في أوروبا وأميركا الشمالية وأماكن أخرى”.
وقال جان نيكولا بوز بهذا الصدد إن “حركة انتقال الأشخاص لطالما كانت جارية وستبقى جارية على الدوام”، مشيرا إلى أنها غالبا ما تكون الرد الوحيد “حين يكون الناس يائسين”.

تصميم وتطوير