الغرب يُقاطع والعرب يُطبّعون

01.03.2017 09:55 AM

وطن- وكالات: في الوقت الذي تتواتر فيه الأنباء والتقارير الإسرائيليّة والأمريكيّة عن قرب تشكيل حلفٍ عسكريٍّ، على شكل حلف شمال الأطلسيّ، بين عددٍ من الدول العربيّة الـ”سُنيّة”، وفي مٌقدّمتها المملكة العربيّة السعوديّة لتبادل المعلومات الاستخباريّة مع كلٍّ من واشنطن وتل أبيب، في الوقت عينه تزداد المُقاطعة الحكوميّة والشعبيّة لدولة الاحتلال في الغرب، الأمر الذي يُثير حفيظة صنّاع القرار في تل أبيب، إذْ أنّهم يعتبرون سلاح المُقاطعة والعزلة الدوليّة تهديدًا إستراتيجيًا على الأمن القوميّ الإسرائيليّ.

وفي الأسبوع الماضي أعربت وزارة الخارجية الإسرائيليّة، عن صدمتها من قيام عددٍ من المتظاهرين بمنع السفير الإسرائيلي في ايرلندا زئيف بوكير، من إلقاء كلمة في جامعة دبلن. واتهمّت الخارجية الإسرائيليّة، في بيانٍ لها، نشره موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) على الإنترنيت المتظاهرين برفعهم شعارات مؤيدة للمحرقة، وهتافات دعت إلى القضاء على دولة إسرائيل، وأنّهم يحاولون تأجيج نار الكراهية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولا يسعون إلى حل النزاع بين الجانبين. وطالبت الخارجية الإسرائيليّة السلطات الأيرلنديّة باتخاذ الخطوات اللازمة لضمان أنْ يُمارس السفير الإسرائيليّ حقّه في التعبير.

وذكرت مصادر إعلامية أنّ منظمة في جامعة “ترينيتي كوليج” في العاصمة الأيرلندية دبلن تدعى “طلاب من أجل العدالة في فلسطين” ألغت محاضرة للسفير الإسرائيليّ في ايرلندا، حيث قامت المجموعة الطلابية بسدّ الطريق المؤدية إلى قاعة المحاضرات، وهتفت بشعارات ضد إسرائيل. فيما تظاهر عدد من الطلاب خارج قاعة المحاضرات ورفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها “كلنا فلسطينيون” و”من النهر إلى البحر- فلسطين حرة”.

وجاءت هذه الخطوة بعد أيّامٍ على تحذير سفير تل أبيب في دبلن من أنّ الحكومة الايرلنديّة بصدد اتخاذ قرارٍ بالاعتراف بالدولة الفلسطينيّة في المُستقبل القريب جدًا، حيث طالب حكومته بالعمل من خلال إدارة الرئيس الأمريكيّ الجديد، دونالد ترامب، للضغط على ايرلندا ومنعها من الإقدام على خطوةٍ من هذا القبيل.
وقالت الإذاعة العبريّة الرسميّة (ريشيت بيت)، نقلاً عن مصادر سياسيّة في تل أبيب، إنّ ايرلندا بدون أدنى شك تحولّت إلى أكثر دولةٍ أوروبيّةٍ معاديةٍ لإسرائيل وتقوم بدفع الدول الأوروبيّة الأخرى لاتخاذ مواقف متطرفةٍ وغير قابلة للتهاون ضدّ الدولة العبرية.

على صلةٍ بما سلف، ذهبت جهود وزير السياحة الإسرائيليّ ياريف ليفين، من حزب الليكود الحاكم بقيادة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ضمن مشروعه للعلاقات العامّة التي خصصها لإغراء نجوم من هوليوود، ممّن تم ترشيحهم لنيل جائزة الأوسكار لزيارة إسرائيل، ذهبت إدراج الرياح نتيجة جهودٍ كبيرةٍ بذلتها منظمة BDS لمقاطعة إسرائيل، وفقًا لما كشفته صحيفة “هارتس″ العبريّة.

وقالت الصحيفة إنّ وزارة السياحة الإسرائيليّة وزعت العام الماضي عروضًا سياحية “رزم” بقيمة آلاف الدولارات لكلّ ممثلٍ من الممثلين الـ 26 المرشحين لجائزة الأوسكار في مختلف التصنيفات الفنية مثل الممثل جنيفر لورنس، ليئوناردو دي كابريو، مات ديمون، سلفيستر ستالوني وكيت فينلست. لكنّ أيّا من هؤلاء لم يستخدم هذه الرزمة المغرية، فيما قالت أوساط أمريكيّة إنّ عدم حضور هؤلاء النجوم كان لأسبابٍ سياسيّةٍ.

ونشرت حركة المقاطعة على موقعها في “تويتر” أنّ ناشطًا أمريكيًا في حملة مقاطعة إسرائيل، واسمه يوسف منير، قال في تصريحٍ لموقع (YAHOO) الالكترونيّ: لقد نجحنا، أشعر بغامر السعادة لعدم وجود أيّ إشاراتٍ تدل على نية هؤلاء النجوم زيارة إسرائيل وتلبية دعوتها، مُشدّدًا على أنّ محاولات إسرائيل تبييض أعمالها من خلال برامج من هذا القبيل قد فشلت، بحسب تعبيره.

وجاء في ردّ وزارة السياحة الإسرائيليّة على هذا النبأ، كما أوردته صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّه على الرغم من أنّه لم يتم استخدام الهديّة، فقد حققت حملة العلاقات العامّة أهدافها وحازت إسرائيل على فرصة للظهور الايجابيّ في كثيرٍ من وسائل الإعلام دون أنْ يكلفها ذلك أية تبعات ماليّة. وتابع الناطق الرسميّ بلسان الوزارة الإسرائيليّة قائلاً: علاوة على ذلك، فإننّا نرصد ارتفاعًا كبيرًا في عدد السياح الذين وصلوا إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، أضاف، سجلّ شهر كانون الثاني (يناير) الماضي ارتفاعًا بنسبة 27 بالمائة، على حدّ زعمه.

بالإضافة إلى ذلك، أكّدت حركة المقاطعة على أنّ الحكومة الفرنسيّة انصاعت لضغط نشطاء المقاطعة وقررت الامتناع عن شراء السلاح من شركة إلبيت Elbit الإسرائيليّة، وهي من أكبر شركات صناعة الأسلحة في الدولة العبريّة.

علاوةً على ذلك، ذكرت تقارير صحافيّة، أنّ المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ألغت لقاءها مع الحكومة الإسرائيلية، بسبب قانون شرعنة المستوطنات.  وذكرت صحيفة “هآرتس″ العبريّة، أنّه كان محددًا إجراء المشاورات الحكوميّة الألمانيّة الإسرائيليّة السنويّة في العاشر من شهر أيار (مايو) القادم في القدس. وأشارت إلى أنّ مكتب المستشارة الألمانيّة أرجع إلغاء زيارة ميركل رسميًا إلى الانتخابات البرلمانية بألمانيا المنتظرة في شهر أيلول (سبتمبر) القادم.  وقال متحدث باسم الخارجيّة الإسرائيليّة، إنّه تمّ تفهم أنّ هناك مشكلات في المواعيد على الجانب الألمانيّ، بحسب زعمه.

 

"عن رأي اليوم"

تصميم وتطوير