المانيا: نتنياهو قاد الى تدهور العلاقات بين الدولتين

07.03.2017 02:17 PM

وطن: حذر مسؤول ألماني في حوار مع وكالة رويترز من ان علاقات ألمانيا مع إسرائيل قد بلغت أدنى مستوى لها لم يسبق له مثيل في السنوات الأخيرة. وأكد مسؤولون إسرائيليون ما أوردته رويترز ولكنهم أشاروا الى أن العلاقات مع المانيا رغم ذلك لا تزال متينة.

ووفقا للمسؤول الألماني، فإن البرامج الذي أخذ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يدفع به منذ تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة الامريكية قد أدى الى ازمة في العلاقات بين المانيا واسرائيل.

وذكر المسؤول الألماني البناء في المستوطنات الذي تجدد في القدس الشرقية وموضوع قانون شرعنة مصادرة الأراضي المعروف بقانون تسوية المستوطنات.وقال: "إن نتنياهو لا يلقي بالا لنا وسيصبح الوضع أسوأ مما هو عليه خلال فترة رئاسة ترامب".

وقد وجه المسؤول الألماني حديثه الى الأسباب التي أدت إلى إلغاء الاجتماع الذي كان مقررا في شهر مايو/ ايار في القدس بين نتنياهو ومستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل.وفي ألمانيا عزوا سبب إلغاء الاجتماع إلى قرب انعقاد قمة مجموعة الـ 20، ولكن الألمان يقولون الآن إن السبب الرئيسي الذي أغضب الحكومة الألمانية هو برنامج نتنياهو.

وقال مسؤول اسرائيلي ان الغاء لقاء القمة بسبب تحفظات عميقة جدا على برنامج نتنياهو، لكنه قال ان المشكلة الرئيسية للألمان هي مع ترامب. وأضاف المسؤول الإسرائيلي لرويترز: "إن ألمانيا مستاءة جدا من ترامب، لكنهم لا يسمحون لأنفسهم بمواجهته مباشرة لأنه قوي للغاية".

وقال السفير الاسرائيلي يعقوب هداس- هندلسمان أن العلاقات بين مواطني ألمانيا والإسرائيليين مستقرة، ومثالا على ذلك هو زيادة السياحة الإسرائيلية الى برلين. وأشار السفير أيضا الى زيارات الساسة الألمان لإسرائيل، مثل وزير العدل الألماني الذي زار إسرائيل الشهر الماضي، ورئيس البرلمان الألماني الذي سيزار إسرائيل في الأسابيع المقبلة، وكذلك وزير الخارجية زيجمار جابريل الذي كشف عن زيارة مرتقبة لإسرائيل.

ومع ذلك، فقد أكد هداس- هندلسمان أن العقود الأخيرة تشهد فجوة في جيل الشباب والسياسيين عندما يتعلق الأمر بتحمل المسؤولية عن المحرقة. وقال: "مع مرور الوقت، نجد أنه من الصعب الحفاظ على العلاقة الفريدة بين البلدين، حتى عندما لا يكون هناك خلافات سياسية".

في دراسة أجريت عام 2015 حول العلاقة بين البلدين أظهرت أن 77٪ من الألمان يفضلون "التخلي عن أحداث الماضي"، وأعرب 66٪ عن غضبه من أن الشعب الألماني لا يزال يشعر بالذنب عن الجرائم التي ارتكبت خلال المحرقة. و79٪ من المشاركين في الدراسة الرافضين لمشاعر الذنب، هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 29-18.مع ذلك فإن التعاون الثنائي لا يزال واسعا: فألمانيا تعتبر من المستثمرين الرئيسيين في مجال البحث العلمي في إسرائيل، وتزود إسرائيل بالأسلحة بأسعار مخفضة.

كذلك في مجال التعاون الاقتصادي تمت بلورة اتفاق تجاري بقيمة 5.5 مليار دولار، وتأتي ألمانيا في المرتبة الثانية في حجم التبادل التجاري بين إسرائيل والدول الأوروبية.وأشار الدبلوماسي الالماني الى الصعوبة المتزايدة في الحفاظ على علاقات دافئة مع إسرائيل: "إذا لم ننتقد إسرائيل، تهاجمنا وسائل الإعلام، وعندما ننتقدها فإننا نبعد شريكا هاما". وقال مسؤولون آخرون "نحن في حالة حساسة جدا وقد تتغير العلاقات بيننا بسرعة فائقة."

وهذه ليست المرة الأولى التي يسود فيها التوتر بين البلدين. فقد هددت المانيا قبل ست سنوات، بوقف تزويد اسرائيل بالغواصات بسبب خطط البناء الاستيطاني. وبعد مرور عام، اثار وزير الخارجية الالماني الحالي الذي زعيم المعارضة، آنذاك، عاصفة عندما وصف السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية بأنها ابرتهايد.

 

"عن I24"

تصميم وتطوير