اسرائيل هددت بمقاطعة مبعوث الاتحاد الأوروبي لعملية السلام

11.03.2017 11:18 AM

القدس- وطن: تكتب صحيفة "هآرتس" ان اسرائيل هددت، في الأسبوع الماضي، بقطع العلاقة مع مبعوث الاتحاد الأوروبي لعملية السلام، فرناندو جنتليني، الذي تم تمديد فترة مهمته قبل عدة أيام، لكنها تراجعت امام الاصرار الاوروبي على رفض مطالبها.

وقال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الاسرائيلية ودبلوماسيين اوروبيين ان سبب هذا التهديد هو اجراء تغيير طفيف في كتاب التعيين، والذي شمل التذكير بقرار مجلس الأمن الدولي 2334 ضد المستوطنات.

وبدأت القضية قبل عدة أسابيع، عندما ارسل قسم خدمات الخارجية في الاتحاد الأوروبي الى اسرائيل والفلسطينيين مسودة كتاب التعيين الجديد لجنتليني، الذي يشغل هذا المنصب منذ نيسان 2015، ويعتبر تعيين جنتليني تعيينا شخصيا من قبل وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي وهو دبلوماسي مهني، مقبولا على الطرفين، متوازنا في مواقفه ووديا لإسرائيل.

وعندما قرأوا في وزارة الخارجية الاسرائيلية مسودة كتاب التعيين لاحظوا بأنه تم اجراء بعض التغييرات الطفيفة مقارنة بكتاب التعيين الأصلي، فقد تم في مكانين من الوثيقة التذكير بقرار مجلس الأمن 2334 الذي صدر في اواخر كانون الثاني 2016، ويشجب المستوطنات الاسرائيلية.

وجاء في النص، ان "تفويض المبعوث الخاص لعملية السلام هو الاسهام في النشاطات التي ستدفع الاتفاق الدائم بين اسرائيل والفلسطينيين، على اساس حل الدولتين، بما يتفق مع المبادئ التي حددها الاتحاد الأوروبي وقرارات مجلس الامن، بما في ذلك القرار 2334". وكانت اسرائيل

قد رفضت هذا القرار وردت "بفرض" عقوبات دبلوماسية ضد بعض الدول التي صوتت ضده وضد الامم المتحدة.

كما يتضمن كتاب التعيين بندا يتعلق بمبادرة السلام الفرنسية التي رفضت اسرائيل التعاون معها. وجاء فيه ان "المبعوث الخاص سيعمل من اجل دفع اطر جديدة للمفاوضات، خاصة من خلال دفع الاهداف التي عرضت في البيان المشترك الذي تبناه المشاركون في مؤتمر باريس في كانون الثاني 2017".

وقال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية ودبلوماسيين اوروبيين ان اسرائيل غضبت عل هذا التغيير، خاصة التذكير بقرار مجلس الامن 2334. وقالوا ان سفير اسرائيل لدى مؤسسات الاتحاد الاوروبي في بروكسل، روني لشنو – ياعر، والنائب السياسي للمدير العام لوزارة الخارجية، الون اوشفيتس، توجها الى مسؤولين في الاتحاد الاوروبي وهددا بأنه اذا شمل كتاب التعيين هذه التغييرات فان اسرائيل ستتوقف عن الاتصال والتعاون معه. وقال مسؤول اوروبي انهما "حذرا من ان التغيير في كتاب التعيين سيترك أثرا".

وقام رجال وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فدريكا موغريني باطلاع ممثلي الدول الأعضاء في مؤسسات الاتحاد الاوروبي في بروكسل، على التهديدات الاسرائيلية، وتشاوروا معهم بشأن الحل الممكن للأزمة، لكن بعض الدول البارزة في الاتحاد وعلى رأسها فرنسا رفضت الادعاءات الاسرائيلية نهائيا واوضحت بأنه اذا استسلمت موغريني للضغط الاسرائيلي وازالت التعديلات فانهم سيصوتون ضد التعيين.

واوضحت موغريني ورجالها لإسرائيل بأن الدول الاوروبية لن توافق على الغاء التذكير بقرار مجلس الامن من كتاب التعيين، وقالوا انه يمكن لإسرائيل الرد كما تشاء، لكنهم اضافوا تهديدا غير مباشر يلمح الى انه اذا قاطعت اسرائيل جنتليني فان هذا سيصعب اقناع الدول الاوروبية

بتحديد موعد جديد للقاء القمة مع اسرائيل، الذي كان مخططا لأواخر شباط الماضي، وتم تأجيله بسبب تمرير قانون مصادرة الأراضي الفلسطينية الخاصة في الكنيست.

وقامت وزارة الخارجية الاسرائيلية بإعادة التفكير وفهمت بأن الضرر سيكون اكبر من الفائدة، فقررت التخلي عن مطلبها والتراجع عن تهديداتها بمقاطعة جنتليني. ووصف مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الحل الذي خرجت منه اسرائيل من هذا الأمر بـ"الأكذوبة الاسرائيلية"، ووفقا له فان اسرائيل ستتعاون مع جنتليني فقط بناء على كتاب التعيين السابق. وقال المسؤول الاسرائيلي: "هذا يشبه ان تكون ابن 30 وانا اتحدث معك وكأنك ابن 29".

وقال الناطق بلسان الخارجية الاسرائيلية، عمانوئيل نحشون، معقبا ان اسرائيل تشعر بخيبة الأمل ازاء شروط التعيين الجديد لمبعوث الاتحاد الاوروبي للعملية السلمية. "اسرائيل تتأسف لأن كتاب التعيين يذكر القرار 2334 ونتائج مؤتمر باريس. هذه كلها تخلق عقبات امام استئناف المفاوضات المباشرة بين الأطراف. المواقف المفروضة قسرا من الخارج والقرارات الأحادية الجانب، تمس بالسلام وتبعد الفلسطينيين عن طاولة المفاوضات. اسرائيل ستعمل مع المبعوث الاوروبي فقط وفقا لما يشبه في كتاب التعيين الجديد ما ورد في كتاب التعيين القديم، والذي يمكنه دفع السلام. لن نتعاون مع اجراءات تتعارض مع هذا الهدف".

تصميم وتطوير