مناضلات مجهولات: من مقاتلة الى مستثمرة في رواندا

13.03.2017 02:46 PM

وطن- وكالات: يشع وجه بياتريس موكانكوسي بمشاعر الارتياح والإحساس بالإنجاز وهي تروي قصتها. تبدأ القصة في الغابات الشرقية لجمهورية الكونغو الديمقراطية حيث كانت تعيش موكانكوسي في مرحلة المراهقة حياة منعزلة كممرضة متدربة لتمريض متمردي القوات الديمقراطية لتحرير رواندا.  تتذكر موكانكوسي بأسى وتقول "في غابات الكونغو، عشت كحيوان بري بلا أمل أو خطط للمستقبل. لقد كنت لا شيء." لم تكن قد تجاوزت الثامنة عشر من عمرها عندما أسرتها قوات الدفاع الرواندية وهي تقاتل إلى جانب المتسللين المتمردين في الجزء الشمالي من البلاد. كان هذا في باطنه نعمة.

بعد قليل، وجدت نفسها في مركز موتوبو لتسريح المقاتلين، حيث خضعت لبرنامج إعادة التوجيه قبل التسريح الذي يديره مشروع التسريح وإعادة الدمج التابع للبنك الدولي. هناك، تم تسليح موكانكوسي بالمهارات الأساسية في مجال ريادة الأعمال وإدارة الموارد التي قالت إنها أعادت إليها الثقة بنفسها وشحذت عزمها على استغلال قدراتها.

بعد أن تم تسريحها عام 2001، استثمرت منحة إعادة الدمج التي حصلت عليها من المشروع في تجارة الملابس المستعملة التي بدأتها في جيسيني بالإقليم الغربي في رواندا. بعد عام، اقترنت بزوجها الحالي باسكال كاروريرو، الجندي السابق في القوات المسلحة الرواندية الذي تم تسريحه وإعادة تأهيله هو الآخر. انتقلت الأسرة الشابة إلى ضاحيتها الأصلية في موسانزي حيث واصلت تجارتها في الملابس المستعملة، ولكن بمساندة مشروع التسريح وإعادة الدمج، بدأت في تربية الخنازير والأغنام لزيادة دخلها.  تقول موكانكوسي وعلى وجهها ارتسمت ابتسامة مشرقة "مضت الأمور بشكل جيد. وتمكنت من شراء قطعة أرض وبناء أول منزل لنا مع الاستمرار في مزاولة أنشطتي."

هي أيضا عضو في جمعية تعاونية للمقاتلين السابقين الذين تم تسريحهم في موسانزي تعمل بها أيضا كحارس أمن لبعض الوقت. تشارك الجمعية التعاونية هذه في الحفاظ على التنوع الحيوي بالتوعية ضد تدهور الأراضي والصيد غير المشروع في غابات فولكانو الوطنية.  وتحصل على حصة من الأرباح بصفتها عضوا في الجمعية فضلا عن مرتب لكونها موظفة بها: تتعجب موكانكوسي التي تعكف حاليا على استكمال ملحق سكني تكلف 600 ألف فرنك رواندي لتأجيره، قائلة "لقد ضيعت الكثير من الوقت وأنا أذهب خلف متمردي القوات الديمقراطية لتحرير رواندا في البرية أحمل الأدوية وأضمد جراحهم. الآن أعمل على تعويض ما ضاع من الوقت.

إنني أم فخورة قوية العزيمة. وقد أثبت لنفسي أنني قادرة على خلق حياة أفضل لنفسي ولأسرتي. أريد أن أبني على اكتشافي لذاتي وعلى ما حققته حتى الآن لكي أنتقل إلى مستوى أعلى وأن أصبح يوما ما سيدة أعمال." وتنهي موكانكوسي البالغة من العمر 34 عاما بعزيمة واضحة، "إنني على يقين من أنني سأحقق هذا." وبدافع من جذوة الحماس الذي يغمرها، لا يضاهي إرادتها المتقدة سوى البراكين التي تعيش الآن حياتها الجديدة عند سفوحها.

مشروع التسريح وإعادة الدمج يدعم جهود حكومة رواندا لتسريح أعضاء الجماعات المسلحة ذات الأصول الرواندية وقوات الدفاع الرواندية، ويقدم الدعم الاجتماعي والاقتصادي لإعادة دمج مثل هؤلاء الأعضاء بعد تسريحهم مع تركيز خاص على الإناث والأطفال والمسلحين السابقين المعاقين." وقد تم في الفترة من أول يناير كانون الثاني 2009 إلى 31 أغسطس آب 2016 تسريح 8476 مقاتل سابق، من بينهم أربعة آلاف من قوات الدفاع الرواندية و 4476 من مختلف الجماعات المسلحة.

 

المصدر: البنك الدولي

تصميم وتطوير